باشرت القوات السورية اخلاء مواقع لها في منطقة البترون الشمالية في لبنان، في اطار خطة اعادة انتشار قواتها تطبيقاً لاتفاق الطائف، وسط ترحيب سياسي بالخطوة من اركان في "لقاء قرنة شهوان" المعارض. راجع ص 8 وعبر عضو اللقاء النائب فارس سعيد عن موقف البطريرك الماروني الكاردينال نصر الله صفير، في تصريح له بعد اجتماع وفد من اللقاء معه، بالقول ان "الخطوة ايجابية وتذلل التشنج لمقاربة العلاقات اللبنانية - السورية في شكل مريح". كذلك صرح النائب بطرس حرب بأن الخطوة "تؤكد التزام سورية سيادة لبنان ووحدته". كما لقيت اعادة الانتشار ردود فعل خارجية. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية امس انها اخذت علماً بالإعلان عن اعادة الانتشار الجزئية للقوات السورية الموجودة في شمال لبنان، في اتجاه سورية. واعتبرت ان "هذا الإجراء الذي قدمته السلطات السورية واللبنانية على انه يندرج في اطار اتفاق الطائف الذي طالما اكدت فرنسا تمسكها به، يصب في الاتجاه الصحيح". وقالت الناطق باسم السفارة الأميركية في بيروت كانديس بتمان لوكالة "رويترز": "إذا كانوا يخرجون حقاً فنحن نرحب بالخطوة". وفي شمال لبنان شوهدت قافلة من 45 آلية للقوات السورية تغادر مواقع في قضاء البترون نحو الحدود عبر منطقة عكار، الى الأراضي السورية. وأكدت مصادر رسمية لبنانية ل"الحياة" ان حال الطقس السيئة، فرضت انتظار فترات الصحو من اجل تفكيك بعض المواقع وتحميل العتاد الذي يفترض نقله. وتوقع مصدر امني لبناني ان ينتهي اخلاء البترون ساحلاً وجبلاً بين الأحد والاثنين المقبلين. ونفى ان تكون الخطوة المقررة والمعلنة باتفاق القيادتين العسكريتين ستشمل مناطق شمالية اخرى كما ذكر بعض وسائل الإعلام. وأشار المصدر الى ان المواقع السورية في الكورة وزغرتا وإهدن وطرابلس وعكار والضنية وغيرها ستبقى على حالها في المرحلة القريبة المقبلة. وأشارت مصادر سياسية لبنانية الى ان هناك تنبهاً لبنانياً - سورياً الى وجوب الاستمرار في ضبط الوضع الأمني في عدد من المناطق الشمالية التي تظهر فيها نزعات او تيارات اصولية اسلامية متطرفة، خصوصاً مع الوضع الذي تشهده المنطقة من تشديد الضغط الأميركي على العراق والذي تتخوف اوساط كثيرة من ان يؤدي الى تنامي هذه النزعات والتيارات المتطرفة. وأكدت المصادر الأمنية ان اي خطوة اعادة انتشار جديدة ستدرس مثلما درست الخطوة التي يجري تنفيذها حالياً، بناء على قدرة الجيش اللبناني على الحلول، مع القوى الأمنية الأخرى محل القوات السورية، وعلى ضمان استتباب الوضع الأمني وفقاً للمعطيات الموجودة على الأرض.