ذكر شهود عيان ان الجيش السوري بدأ صباح أمس عملية اعادة انتشار وحداته المتمركزة في شمال لبنان منذ عام 1976 وذلك بموجب اتفاق اعلن عنه الثلاثاء الماضي وابرم بين القيادتين العسكريتين السورية واللبنانية. وقال هؤلاء الشهود ان 45 من عربات نقل الجنود السورية قادمة من منطقة البترون (55 كلم عن بيروت) وعلى متنها جنود، عبرت مدينة طرابلس كبرى مدن شمال لبنان متوجهة الى منطقة عكار على الحدود مع سوريا. وكان الاعلان الثلاثاء الماضي عن اعادة الانتشار هذه والذي شكل مفاجأة، لم يكشف عن عدد الجنود الذين ستشملهم العملية ولا مدى هذه العملية في شمال لبنان ولا الوجهة النهائية لهذه القوات. وذكرت انباء نشرتها الصحف ولم تؤكدها مصادر رسمية ان اربعة آلاف من الجنود السوريين الذين يقدر عددهم بأقل من عشرين ألفا بقليل، سيغادرون شمال لبنان. وكان الجيش اللبناني قد اعلن في بيان رسمي ان وفدا مشتركا من قيادتي الجيشين السوري واللبناني عرض على الرئيس اللبناني اميل لحود الاجراءات التي ستتخذ لتنفيذ مرحلة جديدة من اعادة انتشار وحدات من الجيش السوري في عدد من المناطق اللبنانية . واشار الى ان الترتيبات الخاصة بالعملية تأتي ضمن خطة عملانية تشمل منطقة الشمال ، موضحا ان اعادة الانتشار هذه تأتي تنفيذا لاتفاق الطائف (اتفاق الوفاق الوطني). وينص هذا الاتفاق الذي وقع في عام 1989 على انسحاب الجيش السوري نهائيا من بيروت وضواحيها الى سهل البقاع (شرق) المحاذي لسوريا بعد سنتين من اقرار الاصلاحات الدستورية التي تم تبنيها في عام 1990. ولا ينص الاتفاق على مهلة محددة لانسحاب آخر جندي سوري من لبنان. وقد انسحب الجزء الاكبر من الجيش السوري من بيروت ومنطقتها في يونيو 2001 وقام بانسحاب ثان في ابريل 2002. وكانت القوات السورية قد دخلت للمرة الاولى لبنان في عام 1976 خلال الحرب الاهلية التي استمرت من 1975 الى 1990، وانتشرت على كل الاراضي اللبنانية باستثناء الجنوب المحاذي لاسرائيل.