بيروت "الحياة" - واصلت القوات السورية اعادة انتشارها في لبنان أمس. وفككت المزيد من مواقعها في بيروت وجبل لبنان، تمهيداً لمغادرتها، وأخلت بعضها الآخر وانتقلت قسم منها الى البقاع وسورية، فيما اجرى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان محادثات مع كبار المسؤولين في لبنان، أكد فيها "ضرورة احترام الخط الأزرق" الذي رسمته الأممالمتحدة للانسحاب الاسرائيلي من الجنوب. راجع ص5 وقال أنان بعد لقائه الرئيس اميل لحود، في معرض حديثه عن الوضع على الحدود الاسرائيلية اللبنانية: "اننا نركز على تهدئة الأزمة في الأراضي المحتلة الفلسطينية ولسنا نحتاج الى فتح جبهة اخرى". واعرب عن الامل في ان يبقى الوضع هادئاً على الحدود، مشيرا الى ان الرئيس السوري بشار الأسد الذي التقاه أول من أمس في دمشق، "يأمل مثلنا برؤية الاستقرار على الحدود". والتقى أنان رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة رفيق الحريري ووزير الخارجية محمود حمود. وينتظر ان يغادر اليوم الى الأردن ومنه الى مناطق السلطة الفلسطينية. وعلى صعيد اعادة الانتشار السوري استمرت أمس ردود الفعل المرحبة بها. واعتبر بعض اركان لقاء "قرنة شهوان" الذي دعا في نهاية نيسان ابريل الماضي الى البحث في اعادة الانتشار السوري وفقاً لاتفاق الطائف، الخطوة بانها ايجابية. وقال وزير الخارجية السابق فؤاد بطرس، بعد لقائه البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير ان طريقة اعلان اعادة الانتشار تدل على "ان الحوار يلقى استحساناً لدى الاخوان السوريين وان اعادة الانتشار واردة في ظل الحوار". وقال بطرس الذي سبق ان بحث في دور سورية في لبنان مع الرئيس بشار الأسد، انه لن يزور دمشق "ما دام الموضوع الذي بحثه معي السوريون اصبح في مرمى الرئيس لحود وهو يتولاه". وفيما أكدت مصادر عسكرية لبنانية ان الكثير من المواقع ستُخلى بين الليل وفجر اليوم، قالت مصادر وزارية ل"الحياة" ان الرئيس لحود كان بحث سريعاً في خطوة اعادة الانتشار مع الرئيس الأسد اثناء الذكرى السنوية الأولى لوفاة الرئيس حافظ الأسد الأحد الماضي، فأبلغه الأخير ان العملية ستبدأ منتصف الأسبوع. وذكرت المصادر ل"الحياة" ان لحود أبلغ صفير، الاثنين الماضي، عبر أحد الموفدين، ان "خطوة مهمة" ستحصل خلال يومين على صعيد اعادة الانتشار.