توعد وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز "حركة المقاومة الاسلامية" حماس ب"ضربة عسكرية قوية" للبنية التحتية للحركة رداً على عملية تفجير دبابة اسرائيلية من طراز "مركفاه 3"، أحد رموز الجبروت العسكري الاسرائيلي أول من أمس على مقربة من احدى المستوطنات في قطاع غزة وقتل الجنود الأربعة الذين كانوا على متنها. وقال موفاز ان حماس "لن تفلت من العقاب" واتهمها وسائر الفصائل الفلسطينية بمواصلة جهودها على الصعد المختلفة لتنفيذ عمليات عسكرية ضد اسرائيل، ليبرر قرار سلطات الاحتلال ضرب طوق أمني على سواحل غزة وتمديد الحصار الأمني الذي فرضته عشية عيد الأضحى المبارك على القطاع والضفة الغربية "حتى إشعار آخر"، متذرعاً بتوافر انذارات عدة بنية جهات فلسطينية تنفيذ "عمليات عدائية". وتزامنت تصريحات موفاز خلال جلسة الحكومة الاسرائيلية الاسبوعية أمس مع نشر تقرير استخباري أعدته الاجهزة الأمنية وقدمته للقيادة السياسية يتهم الرئيس ياسر عرفات والمنظمات الفلسطينية كافة بوضع العراقيل امام مساعي وزير المال الفلسطيني سلام فياض الرامية الى ادخال اصلاحات على الجهاز المالي. وأضاف التقرير ان عرفات يواصل اشرافه على صرف الأموال التي تتلقاها السلطة الفلسطينية ويصدر تعليماته الى فياض بتقديم الدعم المالي "الى عناصر وتنظيمات فلسطينية، خصوصاً حركة فتح لتمويل عمليات ضد اسرائيل". ويرى في أوامر يصدرها الرئيس الفلسطيني لتعويض العائلات الفلسطينية التي هدمت سلطات الاحتلال منازلها "دعماً للارهاب". من جهة أخرى، يشير التقرير الى جهود اجهزة الأمن الفلسطينية في قطاع غزة لاحباط محاولات حركة "حماس" اطلاق قذائف الهاون باتجاه المستوطنات وجيش الاحتلال في القطاع، كما يلفت الى تحسن الأوضاع المالية في السلطة الفلسطينية منذ بدأت اسرائيل بتحويل أموال احتجزتها من عائدات ضريبية الى السلطة. ويضيف انه تم منذ مطلع العام الحالي تحويل أكثر من مئة مليون دولار ساهمت في تمكين السلطة من دفع رواتب موظفيها. تعيين رئيس وزراء فلسطيني وتعمدت الحكومة الاسرائيلية عدم التعقيب رسمياً على اعلان الرئيس الفلسطيني نيته تعيين رئيس للوزراء وسط تسريبات من مصادر قريبة من رئيس الحكومة ارييل شارون أفادت بتحفظه وضرورة انتظار التفاصيل وهوية الشخصية التي سيسند اليها المنصب والصلاحيات التي سيتمتع بها ومدى استقلاليته. ونقلت الاذاعة العبرية عن موفاز تشكيكه بجدية اعلان الرئيس الفلسطيني، وقال انه أراد منه تحسين صورته على الحلبة الدولية وتفادي المخاطر التي قد يتعرض لها من الحرب الاميركية المحتملة على العراق. وأضاف انه حتى في حال قام عرفات بتعيين رئيس للوزراء فإنه سيسعى ليكون هذا موالياً له ويستمد منه صلاحياته. وقال الوزير دان مريدور ان اعلان الرئيس الفلسطيني لم يصدر بمحض رغبته انما بعدما حذره ممثلو الرباعية الدولية من ان عدم تجاوبه مع مطلب تعيين رئيس للوزراء "سيؤدي الى خسارته عالمه السياسي". وأضاف في حديث الى الاذاعة العبرية ان ثمة ما يبعث على الاهتمام في اعلان عرفات "لكن الامتحان يبقى في اختيار رئيس الوزراء والقيادة الفلسطينية وفي التزامها وقف الارهاب واستئناف المفاوضات السلمية". وتابع انه من الأجدر بالمسؤولين الاسرائيليين عدم ذكر أسماء المرشحين المقبولين بالنسبة اليهم لهذا المنصب "لأنه سيتم شطبها فوراً". ورأى أحد مستشاري شارون زلمان شوفال في الصلاحيات التي ستمنح لرئيس الوزراء الفلسطيني "السؤال الأهم"، مضيفاً ان تعيين شخصية من حركة "فتح" لهذا المنصب لن يأتي بالتغيير المرجو اسرائيلياً لأن الرئيس عرفات يقف على رأس هذه الحركة. ونقلت الصحف العبرية عن مسؤولين اسرائيليين ان التشكيلة المثلى للجنة الفلسطينية الرباعية التي اقترح ممثلو الرباعية الدولية على الرئيس عرفات تشكيلها للاشراف على المفاوضات مع اسرائيل، هي تلك التي تضم كلا من أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس أبو مازن كنائب لرئيس السلطة الفلسطينية يتم تعيينه وسلام فياض رئيسا للوزراء والعقيد محمد دحلان مستشاراً للأمن القومي وأحمد قريع أبو علاء رئيس المجلس التشريعي. ورأى المعلق السياسي في صحيفة "هآرتس" آلوف بن ان اعلان عرفات يشكل انتصاراً لشارون "لكن الاشكال بالنسبة اليه يكمن في قبول خريطة الطريق في شأن حل النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي". وكتب ان الأوروبيين الذين "انتزعوا" الاعلان المذكور من عرفات يصرون على اقرار المسودة الحالية للخريطة التي يرفضها شارون ويسعى لادخال تغييرات عليها "لاقتلاع أي تأثير للاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة". لقاء اسرائيلي - فلسطيني في لندن الى ذلك، نقلت صحيفة "هآرتس" عن مسؤولين اسرائيليين كبار انهم لا يعلقون أي آمال على الاجتماعات الدولية التي تشهدها العاصمة البريطانية في اليومين المقبلين والتي يشارك فيها وفدان اسرائيلي وفلسطيني، وتتناول أساساً الاصلاحات المطلوب ادخالها على السلطة الفلسطينية وخريطة الطريق واستئناف العملية السلمية في الشرق الأوسط. ويرى المسؤولون الاسرائيليون ان المحادثات في شأن "خريطة الطريق" لن تحقق أي تقدم طالما بقيت على نصها الحالي وأن الولاياتالمتحدة تعهدت ذلك لتل أبيب. وقالت وزارة الخارجية الاسرائيلية ان الوفد الاسرائيلي برئاسة نائب المدير العام لوزارة المال يوسي غال سيبحث في لندن مع اعضاء الرباعية الدولية الاصلاحات الفلسطينية. وتمثل هذه المشاركة تغييراً في الموقف الاسرائيلي الذي رفض الشهر الماضي السماح لمسؤولين فلسطينيين بالوصول الى لندن للمشاركة في مؤتمر دعا اليه رئيس وزراء بريطانيا توني بلير للبحث في الاصلاحات الفلسطينية. وأفادت مصادر اسرائيلية مطلعة ان المدير العام لمكتب رئيس الحكومة دوف فايسغلاش سيلتقي الاسبوع الجاري وزيري المال والداخلية الفلسطينيين سلام فياض وهاني الحسن لاستكمال المحادثات الخاصة بالاقتراح الاسرائيلي بسحب جيش الاحتلال تدريجاً من البلدات الفلسطينية ومسألة الاصلاحات في السلطة والمساعدات المالية. من جهتها، نشرت صحيفة "الأيام" الفلسطينية ان مصر قد توجه دعوة الى الفصائل الفلسطينية للقدوم الى القاهرة في السادس والعشرين من الشهر الجاري لعقد جولة جديدة من الحوار لوقف النار. وتابعت ان الاتصالات المصرية مع ممثلي معظم الفصائل تواصلت منذ انتهاء جلسة الحوار، الشهر الماضي في القاهرة.