قال المدير العام لوكالة الطاقة الذرية محمد البرادعي انه لا يحتاج الى مساعدة الولاياتالمتحدة في التخلص من البرنامج النووي الليبي، في تعليقات أعادت الى الأذهان خلافات سابقة مع واشنطن في شأن العراق وايران. وتعتقد الادارة الأميركية بأن البرنامج النووي الليبي أكثر تشعباً مما تقول الوكالة، لذلك قررت ارسال خبرائها وخبراء تقنيين بريطانيين الى ليبيا للمساعدة في تحديد برامج الاسلحة فيها والتخلص منها. لكن الوكالة تقول إنها لا تحتاج إلى مساعدة على الأرض، وإن كانت سعيدة بالحصول على معلومات استخباراتية أميركية وبريطانية يمكن ان تساعدها في مهمتها. وقال البرادعي في مقابلة مع وكالة "أسوشيتد برس"، رداً على سؤال عن خطط أميركية للتخلص من البرنامج النووي الليبي السري: "لست مطلعاً على أي شيء يخططون للقيام به على الصعيد الثنائي". وأشار مسؤول في الإدارة الأميركية، محاولاً تبرير الخطوة الأميركية - البريطانية المشتركة تجاه ليبيا، ان البرادعي قال بنفسه انه رأى فقط اربع منشآت نووية، في حين خلصت وكالة الاستخبارات المركزية سي آي ايه والاستخبارات البريطانية الى ان هناك 11 منشأة نووية في ليبيا. ورد البرادعي أمس على ذلك بالقول انه لم يوح أبداً بأن المنشآت الأربع التي زارها هي كل البرنامج النووي الليبي. وأضاف: "اعتقد بأنني أوضحت بصورة كبيرة ان تقويمنا يعتمد على ما أُبلغنا وعلى ما رأينا ... لم نقل ان هذا كل شيء". وكان البرادعي عاد الأحد الى فيينا بعد زيارة لليبيا استمرت يومين. وجال على المنشآت الأربع والتقى الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي الذي أكد له انه جاد في تعهده التخلص من برامج اسلحة الدمار. إلى ذلك، رفضت الولاياتالمتحدة خفض ضغوطها الديبلوماسية على ليبيا، على رغم تخليها عن برامجها لاسلحة الدمار الشامل. وأعلن مساعد الناطق باسم الخارجية الاميركية آدم اريلي مساء اول من امس: "ننتظر من ليبيا ان تقطع نهائياً علاقتها بالارهاب وبأسلحة الدمار الشامل". واضاف ان ليبيا "ادلت ببعض التصريحات اللافتة والمهمة جداً في شأن نياتها التحرك في هذا الاتجاه". لكنه اعتبر "ان هذه عملية طويلة. ونريد ان نتأكد انها ستقرن القول بالفعل"، مشيراً إلى ان الولاياتالمتحدة مستعدة لأن تناقش مع طرابلس "مسألة تحسين العلاقات، لكننا لم نبلغ بعد الى هذه المرحلة".