أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها ستبدأ عمليات تفتيش على المواقع النووية الليبية بحلول الأسبوع المقبل، بعد قليل من موافقة طرابلس على عمليات تفتيش فجائية يقوم بها المفتشون الدوليون. وأقرت ليبيا الأسبوع الماضي بأنها تملك اسلحة دمار شامل، وتعهدت التخلص منها نتيجة اتفاق مع الولاياتالمتحدة وبريطانيا. وقال رئيس وكالة الطاقة الذرية محمد البرادعي إنه سيزور ليبيا قريباً جداًربما الجمعة و"ستلي ذلك عمليات تفتيش، على الأرجح الأسبوع المقبل". وأوضح إنه سيقود بعثة التفتيش الأولى التي ستشمل مسؤولين كباراً في الوكالة الذرية، لتقويم وضع المنشآت النووية الليبية. وقال خبراء بريطانيون سُمح لهم بتفقد المنشآت الليبية، ان طرابلس كانت على وشك الحصول على قنبلة نووية. وقال البرادعي الذي التقى السبت وفداً ليبياً، ان معظم التكنولوجيا الليبية في مجال السلاح النووي مصدره خارجي، مثله مثل ايران. لكنه امتنع عن القول هل هو مصدر "مشترك" بين ليبيا وايران والعراق ما قبل حرب الخليج، ام ان الدول الثلاث تبادلت الأجهزة والخبرات في ما بينها. وأشاد البرادعي بقرار ليبيا التخلص من اسلحة الدمار، وقال ان ابحاثها في مجال التسلح بدأت ببرنامج لتخصيب اليورانيوم في الثمانينات قبل ان تُسرع وتيرة هذا البرنامج في التسعينات. وأضاف ان الليبيين أبلغوه ان تجاربهم لم تصل الى تخصيب اليورانيوم، وهي خطوة أساسية لصنع سلاح نووي. ويُتوقع ان توّقع ليبيا بروتوكول الوكالة الذرية الخاص بعمليات التفتيش. وقال رئيس الوزراء الليبي شكري غانم لهيئة الإذاعة البريطانية "بي. بي. سي. أمس: "نتفق مع الالتزام الذي نأخذه من الوكالة الدولية للطاقة الذرية ونحن على استعداد للالتزام بالقواعد واحترام التزاماتنا". ووصف قرار توقيع البروتوكول بأنه "شجاع" و"جاء في وقته". وكان الاتفاق على إجراء التفتيش المفاجئ للمنشآت النووية الليبية توصل إليه خلال المحادثات السبت بين وفد ليبي رفيع والبرادعي. وليبيا من البلدان الموقعة معاهدة حظر الانتشار النووي، غير أن البروتوكول الإضافي سيسمح لخبراء الوكالة الذرية بإجراء عمليات تفتيش أشد صرامة للمواقع النووية وبعد إشعار قصير. وكانت إيران وقعت البروتوكول ذاته الخميس. ورداً على سؤال عما إذا كان ينبغي تطبيق قواعد مماثلة على إسرائيل، قال غانم إن ليبيا تريد أن يحل السلام في كافة ربوع الشرق الأوسط. ودعا إسرائيل إلى التخلي عن أسلحة الدمار. وقال وزير الخارجية الليبي محمد عبدالرحمن شلقم للصحافيين في الجزائر ان بلاده ستوقع بروتوكول الوكالة الذرية. ومن الممكن ان تؤدي هذه الخطوة الليبية الى رفع العقوبات الاميركية المفروضة على ليبيا وعودة شركات النفط الاميركية. وهي تمثل تغييراً من النقيض للنقيض بالنسبة الى الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي الذي يحكم بلاده منذ 34 عاماً. وتابع شلقم ان الحكومة الليبية ستحاول اقناع شركات النفط الاميركية بالعودة. وقال ان ليبيا تنتج حاليا 5،1 مليون برميل يومياً وتهدف الى زيادة انتاج النفط الى ثلاثة ملايين برميل يومياً عام 2020. وكانت خمس شركات نفط أميركية تعمل في ليبيا قبل فرض الحظر على الاستثمار هناك في عام 1986 من بينها ثلاث شركات هي ماراثون اويل واميرادا هيس وكونوكو فيليبس وتشكل مجموعة اوازيس إلى جانب اوكسيدنتال بتروليوم وجريس بتروليوم.