شارك الوف الفلسطينيين في قطاع غزة امس في جنازة الشهداء الخمسة الذين سقطوا في عملية اغتيال نفذتها مروحيات اسرائيلية مساء الخميس بينهم قائد "سرايا القدس" الذارع العسكرية ل"حركة الجهاد الاسلامي" في القطاع مقلد حميد 38 عاماً وقائد "سرايا القدس" في وسط القطاع نبيل شريحي. وتعهدت الاجنحة المسلحة لفصائل المقاومة الفلسطينية بالرد على عملية اغتيال وقالت انها ستصعد من مقاومتها للاحتلال. راجع ص4 واعتبرت "حركة المقاومة الاسلامية" ان اغتيال حميد وضع حدا لاتفاق تحييد المدنيين من الطرفين الذي توصلت اليه فصائل المقاومة في "حوار القاهرة" مطلع الشهر الجاري. وأكدت "حركة الجهاد الاسلامي" ايضاً ان اغتيال قائد "سرايا القدس" في شمال قطاع غزة "قضى على فكرة تحييد المدنيين"، معتبرة ان الغارة الاسرائيلية تهدف الى نسف الجهود المصرية للتوصل الى هدنة. وقال خالد البطش أحد قادة "الجهاد" ان "الجهاد الاسلامي" "لن تكون مستعدة لتحييد ما يعرف ظلما بالمدنيين الاسرائيليين من دون التزام شارون ذلك، فالالتزام يجب ان يكون بالمثل متبادلا مع وجود ضمانات". واعتبر الشيخ نافذ عزام القيادي البارز في "حركة الجهاد" في غزة أن الحديث عن هدنة ووقف إطلاق نار مع إسرائيل بعد اغتيالها خمسة فلسطينيين من بينهم قائد الذراع العسكري للحركة "يشكل سخرية بالشعب الفلسطيني واستهزاء بكرامته". وقال عزام في تصريحات إلى الصحافيين ان "ليس أمام الشعب الفلسطيني سوى الجهاد والمقاومة لمواجهة هذا العدوان المستمر". وأضاف ان "المواثيق الانسانية والدولية كلها أقرت أن الشعب الذي يتعرض لحرب إبادة كتلك التي تمارسها إسرائيل ضدنا ليس أمامه سوى خيار الصمود والكفاح و المقاومة والجهاد". وتساءل الشيخ عزام: "كيف يتحدثون عن هدنة في الوقت الذي تقصف فيه إسرائيل شعبنا و تدمر بيوته و ترتكب المجازر كما حصل في رفح قبل أيام". ولاحظ ان في عملية الاغتيال رسالة واضحة تؤكد بها اسرائيل "انها ماضية في سياستها محاولة دفع شعبنا إلى الاستسلام أمام شروطها ومطالبها". وكان الفلسطيني كمال حنني 18 عاماً من كتائب الشهيد ابو علي مصطفى الذارع العسكرية ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" قام، بعد أقل من ساعة على الغارة الاسرائيلية، بتفجير نفسه في محطة للحافلات شرق تل ابيب، مما ادى الى مقتل أربعة اسرائيليين وجرح 11 آخرين. وقالت مصادر سياسية اسرائيلية أمس ان التفجير الانتحاري وموجة التحذيرات التي لا تتوقف عن هجمات محتملة قد يدفعان اسرائيل إلى اتخاذ خطوات من جانب واحد تحرم الفلسطينيين من أراض يطمحون إلى إقامة دولة مستقلة عليها. وقال مسؤولون اسرائيليون ان هناك 52 تحذيراً من هجمات محتملة، موضحين ان هذا يظهر ان عدم تحرك السلطة الفلسطينية ضد الجماعات المتشددة هو المشكلة الحقيقية. وذكرت مصادر قريبة من رئيس الوزراء ارييل شارون انه قد لا يجد أمامه سوى ترسيم حدود امنية من جانب واحد اذا انتهت مهلة الاشهر التي حددها ل"خريطةالطريق" للسلام من دون ان يحدث تقدم في "محاربة الارهاب".