ارسل الشيخ يوسف القرضاوي رسالة إلى الرئيس الفرنسي جاك شيراك "بصفته الشخصية" وباسم "المجلس الأوروبي للافتاء والبحوث" الذي يمثل المرجعية الدينية لمسلمي أوروبا، أعرب فيها عن الأسف لمنع باريس المسلمات من ارتداء الحجاب. وبعث القرضاوي الرسالة عن طريق السفارة الفرنسية في الدوحة أول من أمس بعدما أرسلت السفارة إلى القرضاوي نص خطاب شيراك حول الحجاب، مترجماً إلى العربية، بعدما هاجم القرضاوي الموقف الفرنسي في خطبة الجمعة، ووصفه ب"الرجعي". وجاء في الرسالة التي لفتت إلى موقف "فرنسا الشجاع حيث رفضت أن تسير في الركاب الأميركي"، أنه يأسف ل"منع الطالبات المسلمات من ارتداء الحجاب في المدارس"، ووصف القرار بأنه "يجبر المسلمة أن تخالف دينها وتعصى أمر ربها"، واستشهد بآيتين قرآنيتين في هذا المجال، أولاهما "وليضربن بخمرهن على جيوبهن". ووصفت الرسالة التوجه الفرنسي ب"التعصب ضد التعاليم الإسلامية" من "فرنسا بلد الحرية والانفتاح"، ورأى أن ذلك "ينافي الحريتين الشخصية والدينية". وفند القرضاوي "دعوى الحفاظ على علمانية المجتمع"، ورأى أن "معنى العلمانية في المجتمع الليبرالي أن تقف الدولة موقف الحياد من الدين، فلا تقبله ولا ترفضه". وأكد القرضاوي مجدداً أن الحجاب ليس رمزاً دينياً، "لأن الرمز ما ليس له وظيفة إلا التعبير عن الانتماء الديني لصاحبه، مثل الصليب على صدر المسيحي أو المسيحية، والقلنسوة الصغيرة على رأس اليهودي، فلا وظيفة لهما إلا الإعلان عن الهوية". وأكد أن للحجاب وظيفة معروفة هي "الستر والحشمة". وشددت الرسالة على أن منع المسلمات من الحجاب يعارض مبدأ المساواة الذي نادت به الثورة الفرنسية وقال إن معنى القرار هو "اضطهاد المتدينة والتضييق عليها وحرمانها من حقوقها في التعلم أو التوظف".