شهدت الولاياتالمتحدة امس، اجراءات امنية "غير مسبوقة" منذ هجمات 11 أيلول سبتمبر 2001، ترافقت مع دخول عطلتي الميلاد ورأس السنة، وشملت مدناً عدة ومقر الاممالمتحدة وسفارات اميركية في الخارج من بينها البحرين، اثر ورود تقارير استخباراتية تفيد ان تنظيم "القاعدة" يخطط لهجمات منفصلة ومتزامنة قد تكون "بيولوجية او كيماوية"، تستهدف منشآت "حساسة" داخل الاراضي الاميركية. وكشف مسؤولون اميركيون ان ناشطي "القاعدة" يخططون لهجمات منفصلة لا تستهدف مدناً رئيسية فحسب، بل "بنى تحتية مهمة"، في محاولة لالحاق خسائر بشرية واقتصادية فادحة بالولاياتالمتحدة. ويأتي ذلك بعد اعلان وزير الامن الداخلي توم ريدج الاحد الماضي، رفع حال التأهب من اللون الاصفر الى البرتقالي مرتفع، بناءً على "كم كبير من المعلومات" التي تشير الى تخطيط ناشطي "القاعدة" لاختطاف طائرات خارج او داخل البلاد وتنفيذ هجمات مشابهة ل"11 أيلول". ونقلت صحيفة "لوس انجليس تايمز" عن مسؤولين في الاستخبارات ان رصد اتصالات هاتفية و"دردشة" على الانترنت بين "ارهابيين" مشتبه بهم، اثارت مخاوف السلطات من سلسلة هجمات اكبر او موازية ل"11 أيلول". وقال المسؤولون إن معظم التقارير اشارت الى خطط لاستهداف مدن مكتظة من بينها نيويورك وواشنطن ولوس انجليس ولاس فيغاس. ولكن تقارير اخرى ذكرت مناطق نائية وغير معروفة تضم منشآت حكومية واقتصادية بالغة الاهمية مثل راباهانوك فيرجينيا وفالديز الاسكا حيث توجد منشآت نفطية اساسية. وفي الوقت نفسه، طلبت وزارة الامن الداخلي من حكام الولايات ورؤساء البلديات اتخاذ اجراءات امنية لحماية مئات المنشآت الحكومية "الحساسة" التي في حال هوجمت ستؤدي الى خسائر فادحة في الارواح او الاقتصاد. وفي نيويورك، وضعت الاممالمتحدة أفراد الامن في مقرها في حال "التأهب القصوى" بعدما رفعت درجة الاستنفار في الولاياتالمتحدة إلى المستوى "مرتفع". وحض أندرو توه نائب الامين العام للامم المتحدة، في رسالة بعث بها إلى موظفي الاممالمتحدة وسفراء الدول الاعضاء في المنظمة الدولية البالغ عددها 191 دولة، على التعاون الكامل مع عناصر الأمن. السفارات والرعايا في الخارج وفي غضون ذلك، كشفت وزارة الخارجية الاميركية انها تلقت معلومات تشير الى امكان تعرض سفارتها في البحرين الى اعتداء خلال فترة الاعياد. وجاء في بيان للسفارة في المنامة ان "الحكومة الاميركية تلقت معلومات حول خطر ارهابي في البحرين اثناء عطلة عيد الميلاد من الان وحتى الثاني من كانون الثاني يناير 2004". والى ذلك، شملت اجراءات الامن الاستثنائية سفارتي الولاياتالمتحدة في المانيا وفرنسا، بعد بريطانيا. ونفذت عناصر من الشرطة الالمانية تحمل اسلحة آلية دوريات خارج السفارة وحولها في برلين، بعدما وضعت حول المجمع كتلاً خرسانية للحؤول دون دخول اي شاحنات مفخخة يقودها انتحاريون. وجاء ذلك غداة عقد الرئيس جورج بوش اجتماعاً لمجلس الامن الداخلي لمراجعة الخطوات التي اتخذت لتعزيز الامن في المطارات والموانئ والجسور والمفاعلات النووية والسفارات في الخارج. وفي الوقت نفسه، طلب قائد الشرطة في لندن جون ستيفنس من المواطنين اتخاذ اقصى درجات الحيطة والحذر اثناء عطلتي الميلاد ورأس السنة، مشيراً الى وجود مخاوف من هجمات ارهابية دفعت جهازه الى تعزيز الاجراءات الامنية.