احتفل العالم المسيحي بعيد الميلاد وسط اجراءات أمنية مشددة شهدتها معظم العواصم الغربية خوفا من تهديدات ارهابية ادعوا انها محتملة، ففي الوقت الذي تكثر فيه الرحلات الجوية عادة مع تنقل الناس في مختلف أنحاء العالم للالتقاء بأحبائهم في هذه المناسبة ألغت شركة طيران اير فرانس رحلات الى لوس انجليس بسبب تهديد ارهابي في حين حذرت واشنطن من وجود خطر كبير يتمثل في احتمال تعرض الولاياتالمتحدة لهجمات من جانب متشددين، كما اعلنت بريطانيا وتركيا والفلبين رفع حالة التاهب على اراضيها .فقد قال مسؤول أمريكي ان واشنطن أبلغت فرنسا بتقارير موثوق بها ويعول عليها توحي بأن متشددين يخططون لهجمات متزامنة على المدى القريب لا تقل شأنا عن هجمات 11 من سبتمبر عام 2001 على الولاياتالمتحدة، مما دفع بشركة طيران اير فرانس لالغاء رحلاتها بعد أن اكتشفت المخابرات الامريكية اسم راكب واحد على الاقل يشتبه بأن له صلات بجماعات ارهابية. واكد المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه ان الخطر كان مصدره ركابا وليس طيارين، وان اسماء اعطيت الى السلطات الفرنسية،التي تعيش في خضم مرحلة عملانية للقبض على المشبوهين، مشيرا ان في حوزة الولاياتالمتحدة معلومات نوعية جدا تتعلق بفرنسا بشأن التهديد الارهابي. وكان رئيس الوزراء الفرنسي جان بيير رافاران طلب من شركة الطيران الوطنية اير فرانس امس الاول الغاء رحلات بين باريس ولوس انجليس خلال عيد الميلاد بعد ان قدمت الولاياتالمتحدة معلومات عن تهديد موثوق به لشركة الطيران. وقا ل مسئولون فرنسيون أن شركة الخطوط الجوية الفرنسية (إير فرانس) ألغت ست رحلات إلى لوس أنجليس بسبب مخاوف أمنية، الا ان المتحدث باسم وزارة الامن الوطني الامريكية لم يؤكد التقارير الاخبارية التي زعمت أن شبكة القاعدة تسللت إلى إحدى رحلات الخطوط الجوية الفرنسية، اذ ان التقرير ذكر إن الرحلات ألغيت بناء على طلب السفارة الامريكية في باريس، وأن على المسافرين توقع إلغاء المزيد منها. وفي وقت سابق من الاسبوع رفعت الادارة الامريكية درجة التأهب لمواجهة الهجمات الارهابية الى ثاني أعلى مستوى قائلة ان هذه خطوة ضرورية لمواجهة //رغبة القاعدة المستمرة في تنفيذ هجمات تستهدف وطننا على غرار هجمات 11 سبتمبر على نيويوركوواشنطن والتي سقط فيها ما يقرب من ثلاثة الاف قتيل. واعتبرت مدينة لوس أنجليس منطقة اهتمام خاص ورفعت المدينة استعداداتها الامنية إلى مستويات مرتفعة ومنعت السيارات الخاصة من إنزال ركاب أو أخذهم على جانب الطريق عند مطار لوس أنجليس حتى الرابع من كانون ثان/يناير القادم - وهي إجراءات لم تحدث منذ هجمات 11 سبتمبر 2001. وفي جميع أنحاء الولاياتالمتحدة احتجز الطيارون وأفراد طواقم الطائرات الاجانب أمس الاول لوقت أطول نسبيا - يصل إلى قرابة الساعة - للتأكد من هوياتهم. ونقلت صحيفة (واشنطن بوست) عن المتحدث باسم وزارة الامن الداخلي برايان رويركاس قوله إنه في هذا الوقت يكثف موظفو الجمارك ومفتشو حماية الحدود التدقيق بالنسبة لجميع الركاب الاجانب القادمين إلى الولاياتالمتحدة، كما حلقت الطائرات العسكرية فوق المدن الكبرى بشكل عشوائي. وفي بريطانيا اعلنت الشرطة البريطانية امس انها شددت اجراءات الامن حول السفارة الامريكية في لندن وذلك بعد ان حذرت واشنطن من هجمات محتملة ضد الامريكيين خلال عيد الميلاد. وقالت الشرطة في بيان هذا الاجراء اتخذ على ضوء الاحداث العالمية خاصة المتعلقة بالمخاوف على المصالح الامريكية وعلى ضوء رفع مستوى الامن في بريطانيا بشكل عام، مضيفة نود ان نؤكد ان هذه القيود فرضت على اساس احترازي وانه لا توجد معلومات عن اماكن او احداث او اشخاص في بريطانيا دفعتنا في الوقت الراهن الى اصدار تحذيرات بشكل خاص لعامة الشعب. وذكرت الشرطة البريطانية ان العربات الكبيرة سيحظر دخولها الى شارعين قريبين من السفارة الامريكية في محاولة فيما يبدو لمنع حدوث تفجيرات بشاحنات ملغومة مثل التي حدثت في اماكن اخرى من العالم. اما في الفلبين فقد اعلن مسئولون امس رفع درجة التأهب بين صفوف قوات الامن خلال موسم أعياد الميلاد تحسبا لوقوع هجمات دامية على غرار تلك التي أسفرت عن مقتل 22 شخصا في ديسمبر عام 2000. وقال الليفتنانت كولونيل دانيال لوسيرو المتحدث باسم الجيش أن القيادة المحلية للعاصمة وضعت في حالة تأهب للرد على أي هجوم قد يحدث خلال موسم الكريسماس، مضيفا لم يكشف عن أي مؤامرات إرهابية غير أننا لا نستبعد احتمال أن تنتهز بعض الجماعات فرصة العطلات لشن هجمات. واشار لوسيرو الى أن الجيش يتأهب أيضا تحسبا لهجمات يشنها المتمردون الشيوعيون الذين سيحتفلون اليوم بالذكرى الخامسة والثلاثين على تأسيس الحركة المتمردة السرية في البلاد. وبينما أعلن كل من المتمردين والحكومة وقف إطلاق النار بشكل منفصل خلال العطلات أشار لوسيرو إلى أن المتمردين عادة ما يحتفلون بالذكرى السنوية بشن هجمات. الطائرات الفرنسية جاثمة على ارض المطار العالم يحتفل وسط مخاوف امنية