رأت اوساط سياسية اسرائيلية في تصريحات وزير شؤون المفاوضات الفلسطيني صائب عريقات من ان مطالبة رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع ابو علاء اسرائيل بوقف بناء الجدار الفاصل ليس شرطاً لعقد لقاء مع نظيره الاسرائيلي ارييل شارون تراجعاً فلسطينياً و"نزولاً عن شجرة المطالب المتشددة التي وضعها قريع" ما من شأنه ان يمهد للقاء اول بين الرجلين بعد انتخاب قريع رئيساً للحكومة الفلسطينية. وعزت المصادر هذا "التراجع" الى ضغوط اميركية على قريع لتفادي افشال الجهود لاستئناف عملية المفاوضات. ونقلت الاذاعة العبرية عن وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز تصريحاً اكد فيه ان اسرائيل ترى في "خريطة الطريق" الدولية "الاساس الوحيد" لمواصلة الحوار مع الفلسطينيين وان "وثيقة جنيف" لا تتماشى مع مبادئ "الخريطة"، مضيفاً ان اسرائيل تريد اعطاء فرصة لحكومة قريع لتنفيذ المطلوب منها في الخريطة "وتحديداً معالجة قواعد الارهاب". وزادت الاذاعة ان موفاز نقل هذا الموقف الى الموفد الاميركي الى الشرق الاوسط وليام بيرنز اثناء لقائهما امس. وتابعت ان واشنطن تشاطر تل ابيب موقفها من ان "خريطة الطريق" هي الوثيقة الوحيدة التي يمكن الاعتماد عليها لحلحلة الجمود السياسي ووجوب ان تعمل الحكومة الفلسطينية على تفكيك "البنى التحتية للارهاب". وقالت الاذاعة ان وزير الخارجية سلفان شالوم اكد هو ايضاً لبيرنز رفض اسرائيل اي مبادرة عدا "خريطة الطريق" الدولية، فيما ابدى وزير العدل تومي لبيد تحفظه عن نية وزير الخارجية الاميركي كولن باول التقاء المبادرين الاسرائيليين والفلسطينيين لوثيقة جنيف، وان بيرنز رد بأن عقد اللقاء ليس مؤكداً بعد. من جهته، قال عريقات انه طلب خلال لقائه بيرنز امس ان تعمل الادارة الاميركية على تفعيل دور الرباعية الدولية من اجل اعادة عملية التفاوض الى مسارها وطرح آليات تنفيذ استحقاقات الطرفين بجداول زمنية وطواقم رقابة. وتابع في حديث الى اذاعة الجيش الاسرائيلي ان رئيس الوزراء الفلسطيني بحديثه عن وجوب وقف اسرائيل بناء الجدار ونشاطاتها الاستيطانية لم يكن يضع شروطاً للقائه شارون وانما كان يعبر عن الموقف الفلسطيني. وزاد ان لقاءه اول من امس مدير مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية دوف فايسغلاف ابتغى الاعداد الجيد للقاء قريع شارون ليس على صعيد جدول الاعمال فحسب، انما ايضاً نقاط البحث والمطلوب القيام به، من الطرفين، لكسر دوامة العنف ومنح عملية السلام الفرصة التي تستحق. وزاد انه سيلتقي فايسغلاف مرة اخرى ربما اليوم لضمان نجاح لقاء رئيسيّ الحكومتين لئلا يقتصر على التقاط صور وقال: "اننا نسعى الى تنفيذ استحقاقات والتزامات بعيداً عن اللفتات والاكراميات وحسن النيات". وزاد ان الفلسطينيين مستعدون لتنفيذ التزاماتهم من وقف العنف ضد الاسرائيليين "في كل مكان" ووقف التحريض بشكل متبادل واجراء اصلاحات شاملة في المجالات كافة ووحدانية السلطة وسيادة القانون "على ان تقوم اسرائيل بتنفيذ التزاماتها من وقف بناء الجدار والنشاطات الاستيطانية وسحب قواتها الى مواقعها عشية الانتفاضة ورفع الحصار عن الفلسطينيين والافراج عن المعتقلين". الى ذلك، كشفت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان مستوطنين عادوا ليرتعوا في ست نقاط استيطانية لم تكن مأهولة ومرشحة للإزالة وذلك بهدف اخراج مسرحية عن "اخلاء دراماتيكي لمستوطنات" واجلاء اشخاص من "بيوتهم" وكأن اسرائيل تقوم ب"تنازلات مؤلمة".