أجرى رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع أبو علاء في عمان أمس محادثات مع العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني والمبعوث الأميركي لشؤون الشرق الأوسط وليام بيرنز تناولت تحريك العملية السلمية، خصوصاً الأفكار الفلسطينية المتعلقة بالملف الأمني التي سيعرضها العاهل الأردني على الرئيس جورج بوش أثناء لقائهما في واشنطن الأربعاء المقبل. وكان قريع صرح قبل مغادرته رام الله امس بأن لقاءه مع نظيره الاسرائيلي ارييل شارون لن يتم قبل وقف بناء "الجدار الفاصل" ووقف الاستيطان، واستيضاح ما نشر عن ضم الكتل الاستيطانية الكبيرة والحصار والحواجز العسكرية والحصار المفروض على الرئيس ياسر عرفات. واعتبر ان "مبادرة جنيف" والمبادرات الاخرى المطروحة غير ملزمة لحكومته. وفي عمان، رفض قريع الإدلاء بأي تصريحات بعد لقائه وزير الخارجية الأردني مروان المعشر الذي أكد أن أبو علاء "يحمل تصورات فلسطينية عن سبل معالجة الوضع الأمني الذي بات ملفاً ملحاً ومهماً في ظل استمرار اسرائيل في بناء الجدار الفاصل وإصرارها على سياستها الاستيطانية". وقال ان زيارة قريع لعمان "تهدف الى مناقشة الأفكار الفلسطينية المتعلقة بالمشكلة الأمنية قبل عرضها على واشنطن". وأكد مسؤولون أردنيون ل"الحياة" أن قريع ركز في عمان على "ضرورة أن يكون الدور الأميركي تجاه عملية السلام في هذا الوقت أكثر جدية وتصميما على إزالة العقبات التي تضعها اسرائيل أمام التوصل الى حلول سياسية وأمنية"، معتبراً أن "أي خطة أمنية فلسطينية لا يمكن أن يُكتب لها النجاح في ظل إصرار الحكومة الاسرائيلية على سياستها المستمرة في التوغل في الأراضي الفلسطينية، وتهديد الوضع الأمني فيها، ورفض وقف النشاط الاستيطاني وبناء الجدار العازل". وقال المعشر إن "الجميع أصبح مدركا أهمية الوضع الأمني، لكن قضية الجدار الفاصل باتت تهدد مستقبل العملية السلمية برمتها"، مؤكداً أن "الوضع في الأراضي الفلسطينية لا يتيح اتخاذ مواقف على سبيل الترف والوقوف من دون عمل شيء جاد يوفر مناخا لاعادة تحريك المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين". وأضاف ان "الفلسطينيين يتفهمون ذلك". وكان العاهل الأردني طلب من "أبو علاء" أثناء لقائهما في مدينة العقبة الأردنية في 23 من الشهر الماضي "خطة واضحة لعرضها على الرئيس الأميركي"، مؤكداً ضرورة أن تنطوي على مقترحات لحلّ المشكلة الأمنية التي باتت باباً مفتوحاً للذرائع الاسرائيلية في عدم تنفيذ الالتزامات المطلوبة من تل أبيب، خصوصاً وقف بناء "الجدار الفاصل" الذي يشكل عقبة أمام عودة الهدوء الى الأراضي الفلسطينية وتطبيق "خريطة الطريق".