تكرم منظمة "هيومان رايتس ووتش" لحقوق الانسان في 12 تشرين الثاني نوفمبر الحالي المصرية عايدة سيف الدولة "لشجاعتها في العمل على كسر الصمت المحيط بقضية التعذيب في مصر" ونشاطها الرائد في منح ضحايا التعذيب "ليس فقط المواساة والعناية بل أيضاً وسائل تحقيق العدالة لقضاياهم". وكانت عايدة سيف الدولة تخلت عن ممارسة الطب في التسعينات وأسست الجمعية المصرية لمكافحة التعذيب ومركز النديم لإعادة التأهيل النفسي لضحايا العنف، اللذين يقدمان خدمات قانونية وطبية واجتماعية لضحايا التعذيب وعائلاتهم. وستتسلم الطبيبة المصرية ما تعتبره "هيومان رايتس ووتش" اعلى تقدير في حفلة تقام في نيويورك. وقالت إنها تعتبر الجائزة تقديراً لعملها من أجل "قضية نبيلة"، وأعربت عن أملها في ان يوجد ذلك "معرفة أوسع بالحاجة الى وقف التجاوزات الى الأبد". واضافت انها تمكنت من الحصول على ترخيص حكومي ل"مركز النديم"، لكن السلطات رفضت طلبها منح مؤسستها وضع منظمة غير حكومية. وكانت منظمة "هيومان رايتس ووتش" قالت في بيان لمناسبة تكريم سيف الدولة إن 13 شخصاً ماتوا نتيجة تعذيب الشرطة وقوات الأمن في مصر في الفترة من آذار مارس 2002 حتى مطلع الشهر الحالي. وتقول منظمات حقوق الانسان المصرية ان 11 شخصاً توفوا في العام الماضي بسبب التعذيب الذي تتزايد وتيرته على رغم الحملة التي تشنها. وتضيف ان الآلاف من الرجال والنساء والأطفال يعيشون في خوف جسدي ونفسي من الصدمات الكهربائية والضرب ووسائل التعذيب الاخرى والعنف الجنسي. وقالت وكالة "اسوشيتدبرس" إنها حاولت عبثاً الحصول على رد فعل من المسؤولين الاعلاميين في القاهرة الذين لم يردوا على اتصالاتها الهاتفية. لكن تقارير اشارت خلال الشهور الأخيرة الى ان وزارة الداخلية حققت في المزيد من قضايا العنف ضد المعتقلين وتلاحق مرتكبيه. لكن سيف الدولة قالت إنه في معظم الحالات تصدر احكام مخففة على المدانين في قضايا التعذيب او يوقف تنفيذها، معتبرة ان ذلك يشجع رجال الامن على مواصلة ممارساتهم. وأوضحت أنها تخطط الآن لتقديم شكاوى بحق الذي تثبت ممارستهم التعذيب الى محكمة الاممالمتحدة لجرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية لوقف التعذيب في دول الشرق الاوسط. وقالت: "يجب ان يفكر كل رجل أمن مئة مرة قبل ان يرتكب مثل هذه الجريمة".