سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الحياة" التقت عائلة رئيس الوزراء العراقي الراحل ... وزارت حقائبه وأوراقه . النايف : صدام أمر جلاد "قصر النهاية" بتشكيل فريق اغتيالات ووضع لائحة الأهداف فتحت باب شقتي في لندن فأمطرني المسلحون بالرصاص ورأيت زوجتي مضرجة بدمائها الأخيرة
كانت يد السيد النائب طويلة فعلاً. لا مكان في قاموسه لعراقي معارض. لا تكفي القبضة الحديد في الداخل. على المعارض الهارب في الخارج ان يعيش مع الخوف والرعب بانتظار لحظة سقوطه مضرجاً بدمه. للآخرين ان يمتثلوا للقواعد والقوانين والأعراف والحرمات. رجال يغادرون بأوامر قاطعة. وسيجدون في انتظارهم جوازات ديبلوماسية واسماء مستعارة وسفارات تمتلك كل ما يلزم لانجاز المهمات الصعبة. لا يرحم صدام حسين معارضي الداخل. ولا يرحم معارضي الخارج أيضاً. قدرهم ان يحاولوا الفرار من رصاصة صدام التي تتعقبهم بعناد وتكرر المحاولة حين تفشل. في 1972 اقترب الرصاص من رئيس الوزراء المنفي عبدالرزاق النايف. فتح باب شقته في لندن فأمطره المسلحون بالرصاص. اسعفه الحظ ونجا لكن الرصاصات أصابت زوجته لمياء. ترك النايف في حقائبه أوراقاً تروي قصة محاولة اغتياله تلك. حذفنا منها بعض المقاطع والعبارات لاسباب قانونية او لتضمنها اتهامات شخصية جارحة. وهنا نص الحلقة الأخيرة: "بعد اتفاق 11 آذار مارس 1970 بين الثورة الكردية في شمال العراق وعصابات البعث الحاكمة في بغداد... تفرغ رئيس العصابة صدام التكريتي لوضع مخطط واسع من قبل خبراء في الاعمال الاجرامية... قتل... خطف... تخريب... اغتيال... الخ، وكان يهدف من مخططه الجديد القضاء على جميع العناصر الوطنية التي لا ترضخ لحكم العصابات البعثية ويتم ذلك باغتيال العناصر المهمة والفعالة... وبدأ يخطط لذلك فور توقيعه البيان اعلاه، ووضعت قائمة أولى بالاسماء التالية: مصطفى البارزاني زعيم الثورة الكردية والذي لم ينشف بعد حبر الاتفاق الذي وقعه معه. عبدالرزاق النايف، رئيس وزراء سابق، ووضع امام اسمه خطر جداً، مؤيد للاكراد والبارزاني، عميق جداً، يستغل أي ظرف ملائم للقضاء عليه. عارف عبدالرزاق، رئيس وزراء سابق، خطر جداً، يدفعه عبدالناصر لأي مهمة ضدنا هو واتباعه كل من: أ رشيد محسن، مدير أمن عام سابق. ب صبحي عبدالحميد، وزير خارجية سابق. ج عرفان وجدي، آمر الكلية العسكرية سابقاً. د بدر سلمان الويس، ضابط متقاعد "رائد". ه عبدالأمير الربيعي، ضابط متقاعد "رائد". و محمد مجيد، معاون رئيس اركان جيش سابقاً. ز حميد حصونة، قائد فرقة سابقاً... وضع امام اسمه طائفي يحرض سكان جنوبالعراق ضد البعث. له ارتباطات مع الكويت والعهد الملكي السابق. وكي لا أخرج عن الموضوع في هذا الفصل الخاص سأبحث المخطط الذي وضع لتنفيذ عملية اغتيالي .... في أيار مايو 1971 انتخب رئيس العصابات البعثية صدام التكريتي اربعين شخصاً من اولاد الشوارع وسقط المتاع ومن المجرمين المعروفين في اجرامهم كشقاوات حسبما نطلق عليهم في العراق أو تربية سيد سلطان علي... وهذا تعبير مفهوم جيداً من قبل العراقيين الضالعين في معرفة تاريخ كل محلة في العراق. عاونه وساعده في اختيارهم رفيقه الجلاد الشعوبي ناظم كزار وأشرف على إعدادهم وتدريبهم صلاح المدرس ضابط رفيق في الشرطة، وجلبوا الخبراء لتدريبهم من المانياالشرقية. والتدريب كان يتم ضمن مناهج موضوعة على طريقة جيمس بوند الاجرامية. وهكذا انجزت هذه الزمرة السيئة تدريبها على ايدي الخبراء وفي ختام الدورة التدريبية في شهر تشرين الثاني نوفمبر عام 1971 التقى بهم الشعوبي الحاقد ناظم كزار جلاد "قصر النهاية" وعدو العنصر العربي في العراق وفي سائر الوطن العربي... وتكلم معهم نيابة عن الرفيق صدام حسين التكريتي قائد عصابات البعث التكريتي، ومنحهم الهدايا والمبالغ اللازمة لأجل أخذ قسط من الراحة بعد هذه الدورة وابلغهم بان هناك مهمات خاصة تنتظرهم سيحدد وقتها في ما بعد. في شهر كانون الاول ديسمبر عام 1970 التقيت في مكتب هلال الياسين مع شخص عراقي لم أكن أراه سابقاً وانما لدي تفاصيل عن حياته الخاصة والعامة بحكم وظيفتي ومنصبي في المخابرات قبيل 17 تموز 1968 ويدعى ... والحقيقة انه انسان غامض جداً، الانطباع الاول الذي يمكن أن يأخذه عنه رجل مثلي عندما يتحدث معه هو لا يزيد ولا يقل عن عميل لئيم في احدى مخابرات الدول الاجنبية. لقد حاول ان يستعرض لي تاريخ حياته وسبقته بأنني أعرف كل شيء عنه، والحقيقة انني أردت ان أضع عنانه بيدي حتى لا يتمادى في الوطنية المزيفة المتبرقع بها، ولأجل ان لا يبدي شعوره كمتذمر من الأوضاع الثورية في العالم العربي كأي عميل متضرر من نهضة هذه الأمة وانتصارها على الاستعمار الذي بقي مخيماً على سمائها زهاء نصف قرن تقريباً. قدم لي نفسه بوصفه الصحافي المعروف في العراق صاحب جريدة ... المعارضة لحكم نوري السعيد في العهد الملكي، والنائب الحر الذي يفوز على رغم أنف السلطة والمطارد في عهد قاسم والمطارد حالياً في العهد البعثي، والمعجب بسياستي أنا شخصياً وبآرائي الديموقراطية... الخ. عرفت ان هذا المخلوق الذي ظواهر خلقه وأخلاقه تدل بصورة لا تقبل الشك انه ليس رجلاً وانما شبه رجل وطبائعه غريبة جداً... يحاول ان ينتزع من الشخص الذي يتحدث معه الاجوبة التي يحتاجها وذلك باستفزازه مرة وتارة أخرى عن طريق العطف عليه... وهكذا. لم أر ذلك الشخص بعد ذلك اللقاء مطلقاً حتى تموز عام 1971. كنت حوالى الساعة الثامنة مساء أمشي في شارع في لندن في المنطقة التي أقيم فيها وقرب العمارة حيث شقتي، وإذ به أمامي بوضعه المزري ولو لم يقترب للسلام عليّ لما كنت أعرته أي اهتمام. سألته ما الذي يفعله هنا، فقال توجد حانة هنا اعتدت احتساء الجعة فيها قبل العشاء... وحاول ان يجد موضوعاً ليتحدث معي لكنني لم اعره اهتماماً وودعته وقلت له انني مشغول .... يوم 3/12/1971 كنت ذاهباً الى دار التمريض الكائنة مقابل العمارة التي أقيم فيها لزيارة السيد زيد الرفاعي سفير المملكة الاردنية في لندن، عندما أطلق عليه الرصاص وهو في سيارته في طريقه الى السفارة. وعلى رغم ان علاقتي مع السيد الرفاعي غير قديمة، لكنني التقيته مرة واحدة صدفة في احدى المحلات العامة في لندن، ويعرف انني أقيم في المنطقة التي يرقد في احد مستشفياتها. ولاعتبارات الصداقة الخاصة قررت زيارته. ذهبت حوالى السابعة مساء وما ان دخلت المصعد وإذا بالشخص يدخله، وسألني الى أين وجهتك؟ فقلت له الى السيد زيد الرفاعي، فقال انا أيضاً... والحقيقة خجلت جداً عندما دخل معي الى غرفة السيد الرفاعي، ومباشرة قلت لزيد، واعتقد ان اخاه كان موجوداً معه، لقد التقيت هذا الشخص في المصعد صدفة وليس مجيئنا سوية عن موعد وتجاهلت وجوده تماماً .... في اليوم نفسه اتصل معي تلفونياً وقال انه في بيته وكانت الساعة التاسعة مساء. سألني لماذا كنت منزعجاً؟ فأخبرته وقلت له انت ساكن في هذا البلد منذ سنين وتعرف التقاليد هل يجوز لك ان تخابر شخصاً لا تعرفه جيداً في هذا الوقت لتسأله لماذا هو منزعج؟ وهل أنت ملم بطبائعي ومسؤول عن خراجي لتسألني ذلك واقفلت التليفون بعدما سألته هل عندك شيء آخر... فأجاب عفواً عفواً عفواً. وبعد هذا أوصيت زوجتي إذا اتصل وسأل عني ان تبلغه انني غير موجود. وفعلاً خابر مرات عدة وكان الجواب غير موجود ... وفكرت مبدئياً ان أغير رقم تليفوني كي أبتعد عن مخابراته وازعاجاته وسخف كلامه وكثرة إلحاحه، تركت لدى علامات استفهام مع الشك في كل تصرفاته، وأصبح لدي شك الآن انه يعمل مع عصابات البعث التكريتي ولديه صلة خاصة بمخابراتهم في لندن. وقررت ان اطرده اذا حاول الاتصال معي واسمعه كلمات أخرى غير طيبة. يوم 26/12/1972 فوجئت به في الباب الخارجي للعمارة ويدق الجرس الخاص بشقتنا من الباب الخارجي... ويقول لدي شغل مهم أريد أقابلك ومعي شخص عراقي اسمه ... لكنني طردته .... ضاقت به الحيل... وأخذ يتردد على المحلات التي أذهب إليها أحياناً عله يستطيع اللقاء معي، ولكنه لم يفلح بأي محاولة... واتصل مع صديقي بشار الياسين طالباً منه أن يزوره... إلا أن بشار رفض ذلك وأصر على عدم قبول زيارته في الوقت الحاضر، ويبدو أن بشار أيضاً لا يريده ويشمئز من مجالسته وحديثه كما يعامله بقية العراقيين ويشمئزون من تصرفاته. يوم الخميس 17 شباط 1972 الساعة السابعة مساء دق جرس التليفون وكنت وحيداً في البيت، وإذ بالشخص نفسه يقول لي بيتاً من الشعر بعد أن سمع صوتي، ويعاتبني بأنه حاول مراراً الاتصال معي ولكن لم يستطع... فربما أكون زعلان منه... فأخبرته بالعكس لا يوجد ذلك وإنما لدي أشغال خاصة فقط... فقال لي بالحرف الواحد: "أنا الآن اتكلم معك من بيت السيد توفيق وهبي... والحقيقة موجود هنا عدد من الشخصيات العراقية الكردية... وفتح الحديث عنك واريد أن أخبرك بما دار من حديث هنا لأنه يهمك ولازم تعرف ذلك". أجبته فوراً: لا أحب سماع ما يقوله الناس عني سواء خيراً أم شراً وكل حديث عن الماضي اعتبره مضيعة للوقت وليس فيه أي فائدة ولا يتعدى القال والقيل... الخ. فقال أنت تعرف توفيق وهبي من رجال الأكراد المهمين وهو رجل كبير ودائماً يذكرك في كل خير. قلت له نعم هذه صفات الرجل لا يميل إلا الى الخير وصاحب تجربة. وقال كان بابا علي موجوداً ايضاً، قلت له لا يوجد هناك شيء يتحدث عنه مثل هؤلاء الناس في مجلس عام، وهو خصوصي أو سري لا مانع ان اسمعه بالتليفون... يظهر ان الخبيث شعر انني أشك فيه أو أشم رائحة نتنة منه، فقال لا استطيع ان اتحدث معك من هنا بالتليفون سأخابرك فور وصولي الى البيت. وفعلاً بعد مرور ساعة فقط اتصل معي ثانية، وقال: فضلت ان لا أتكلم معك أكثر لأن الجماعة كلهم كانوا هناك والأحسن أيضاً ان لا أتكلم بالتليفون. يظهر ان هناك تطورات قريبة في العراق. فضحكت. قال: لماذا تضحك؟ قلت له: يعني لازم كنت في اجتماع طارئ للأمم المتحدة. اقترح أن نشرب الشاي في فندق "بورتمان" القريب من دارنا... فاعتذرت لأن لدي موعداً غداً ويصعب عليّ ذلك. فقال: ارجوك أريد من وقتك عشر دقائق فقط، واعذرني اذا كنت سببت لك ازعاجاً في إلحاحي هذا، وعندي شغل خاص أيضاً أريدك ان تتدخل لدى صديقك هلال الياسين من أجله باعتباره صاحب شركة بيع وشراء عقارات وان يساعدني بموضوع رهن شقتي أو بيعها... قلت له أنا مشغول وهذه آخر مرة استطيع ان أراك غداً ليس لسماع الاخبار وانما حول مساعدتك لأخبر هلال بموضوعك لأنك تبدو محتالاً. غداً الساعة الرابعة انتظرك في شقتي ولكن ليس أكثر من عشر دقائق فقط، لأن لدي موعداً آخر الساعة الرابعة والنصف خارج البيت، فقال طيب أشكرك. الجمعة 18 شباط 1972، الساعة 3.30 بعد الظهر، رن جرس التليفون وفوجئت به ايضاً يسألني هل أنا موجود، فقلت له طبعاً وأنت قلت ستأتي الساعة 4 بعد الظهر حسب الموعد. قال: عفواً أردت ان أتأكد من ذلك وأريد أن اعرف هل يوجد تيار كهربائي أم لا؟ حتى استطيع ان استخدم المصعد الكهربائي، لأن الحقيقة تلك الفترة كان عمال الكهرباء في اضراب والقوة الكهربائية في لندن تقطع في أوقات مختلفة. فقلت له الساعة الرابعة القوة الكهربائية متوافرة... فقال: طيب خلال ربع ساعة سأصل اليك طالما أنت لديك موعد. في الحقيقة خطر على فكري ان انتظره عند الباب الخارجي للبناية التي أقيم فيها، وأقف معه عند الباب لأسمع ما يريد ان يقوله وأصرفه بسرعة... ولكن ترددت في ذلك وقلت في نفسي من الأفضل ان أقابله داخل الشقة... وفعلاً اخبرت زوجتي بأن تعد له الشاي حتى لا يتأخر هنا... واتصلت مع بشار الياسين الذي كان يفترض أن اذهب اليه في الرابعة والنصف بأني سأرى ... لخمس دقائق... فقال هذا تافه لا تعطيه مجالاً يلغي. واحذر منه لأنه دساس وليس لديه اخلاق... قلت له طيب اليوم سأقول له لا تتصل بعد اليوم ولا أريد أن اسمع أي شيء بعد من عندك. قاربت الساعة الرابعة وإذا بجرس الباب الخارجي يقرع داخل الشقة، وتكلمت بالسماعة الخاصة لذلك واذا بالشخص يقول أبو دريد، أبو دريد اني فلان... فضغطت على الزر الخاص ليفتح له الباب الخارجي ويدخل الى البناية فيصعد الى شقتي. فتحت باب الشقة ووقفت أتأمل المصعد. لاحظت بعض التأخير في ذلك. والحقيقة ان باب المصعد يبعد عن باب شقتي نحو ياردتين فقط وباب المصعد الآخر اقل من نصف ياردة... ولاحظت ان المصعد الذي يبعد ياردتين هو القادم، انفتح باب المصعد ولم أر أي شخص يخرج... وفجأة خرج شخص طويل القامة اسمر اللون ضعيف البنية يرتدي قبعة زرقاء ونظارات سوداء.. ومعطفاً أزرق وقد رفع ياقة المعطف الى الأعلى... وتوجه الى الجهة الثانية بعدما حدق بي... وفجأة خرج الشخص الذي يلاحقني مضطرباً لونه أصفر ويرجف ومرتدياً قيافة الشخص الأول نفسها ولكن اللون جوزي. الشخص الكريه وقف فجأة... والشخص الأول التفت واطلق النار علي مباشرة، وطبعاً كل هذه العملية كانت تجري بأقل من لحظات... وفي الوقت نفسه خرج شخص ثالث من المصعد وهو لا يتجاوز ال22 عاماً وقفز قرب الشخص الكريه وبدأ هو الثاني يطلق النار والمصعد بقي مفتوحاً وظهر ان هناك شخصاً كان مسؤولاً عن ذلك لتأمين هروبهم. الموقف لم يكن غريباً بالنسبة لي وكنت اتوقع ذلك من عصابات البعث التكريتي ولحد الآن أنا مستغرب جداً كيف نجوت من الرصاص الذي انهال داخل الشقة من الباب المفتوح أمامهم...!! استطعت ان اغلق باب الشقة بكل ثقة وهدوء واستمر اطلاق النار من خلف الباب ومن كل مكان وكل الاطلاقات اخترقت الباب ونفذت الى جدران الشقة وأبوابها... كان مجموع الاطلاقات التي رموها 28 طلقة فقط وهو ما يحتويه مخزن كامل لكل مسدس من المسدسات التي استخدموها... أعود لأختصر من هذا الموقف وأقول ان الله نجاني بقدرته وحفظني بعنايته ولا يوجد هناك سوى ذلك. بعد أن أغلقت الباب ذهبت الى غرفتي الخاصة وجلبت مسدسي الخاص وكان يحوي خمس طلقات فقط ولدي كمية من الاحتياط للعتاد... وفوجئت ان زوجتي مطروحة على الأرض والدماء تسيل منها... واعتقدت انها فقدت الحياة بالنسبة للوضعية التي لاحظتها فيها... الحقيقة ان منظر زوجتي أثر في نفسي كثيراً في تلك اللحظة... ولم استطع فهم كيف أصيبت ومن الذي جاء بها أمام الباب وكيف؟!! ويبدو حسب ما فهمت منها لاحقاً انها جاءت لترى من هؤلاء ولم ترني عندما أسرعت الى غرفتي لجلب مسدسي واعتقدت انني خارج الشقة الآن والحمد لله انها لم تستطع فتح الباب لكي تخرج. شيء فقدته اني لم استطع ان ألاحق هؤلاء المجرمين لأن زوجتي كانت قد جرحت ولا بد أن أسعى في انقاذها وربما خروجي من المكان الذي استطيع فيه قد يسبب بضياع الوقت فتقع زوجتي في نزيف ولا يوجد معنا أحد في الشقة لطلب الاسعاف لها والاجراءات الأخرى الضرورية. خرجت من الشقة الساعة الرابعة تماماً ووجدت أمامها مسدسين من نوع "براوننغ" مع 8 مخازن مملوءة بالعتاد 9 ملم من نوع خارق، مع قناعين نايلون من اللون الأسود... وظروف الاطلاقات التي رميت وكان عددها 28. ومن ثم عثر البوليس على مسدس آخر من النوع نفسه في الحديقة المقابلة للبناية التي شقتنا فيها فأصبح مجموع المسدسات ثلاثة. خلال ذلك الوقت قام نزلاء البناية 35 برينستون سكوير بطلب البوليس بعد أن سمعوا اطلاق النار... وبعد حوالى خمس دقائق من هروب المجرمين وصل البوليس وأول شخص ألقوا القبض عليه هو الشخص الكريه لأنه بقي مشدوهاً لا يعرف ماذا يفعل؟ فهو لا يدري هل قتلت ليطمئن على جريمته ويختلق الأقوال التي أعدها مسبقاً... ولا يعلم ان كنت حياً ليفتش لنفسه عن مخرج آخر يستطيع بموجبه ان يدفع التهمة التي ستوجه اليه وهي القتل العمد مع سبق الاصرار. وفي تلك الأثناء وصلت سيارة الاسعاف لنقل زوجتي الى مستشفى مدل سكس والشخص الكريه ينظر اليها وهو بيد البوليس. وفجأة كان أمام زوجتي وهي على نقالة الاسعاف ممدودة عندما خرجت من المصعد والبوليس يمسكه، فرفعت رأسها وبصقت بوجهه وحاولت ان تصفعه ولكنها لم تستطع ان ترفع يدها لأنها كانت مصابة بطلقين ناريين في كتفها الأيمن وطلق آخر في ظهرها من الجهة اليسرى. لكنها بصقت عليه وقالت له: يا نذل يا تافه يا حقير... تدعي انك صحافي... ويا للأسف الشديد على الدولة التي حوتك نائباً في مجلسها وليس غريباً ان ينهار النظام الملكي في العراق إذا كنت أنت يا ... أحد أعضاء البرلمان فيه... سيلحقك الخزي والعري الى الأبد يا عديم الشرف والأخلاق".