اكد القصر الملكي الاسباني عزم ولي العهد الأمير فيليبي دي بوربون اي غراثيا على الزواج من المذيعة في التلفزيون الاسباني ليتيثيا اورتيث، على ان تتم الخطبة الخميس المقبل، ويزف العروسان اوائل الصيف. ولا شك ان النبأ بحد ذاته مهم للاسبانيين، لكنه ما كان ليتعدى كونه نبأ زواج ابن ملك اسبانيا وولي عهدها او امير استورياس الذي قارب السادسة والثلاثين من عمره، لولا شخصية العروسين وظروف زواج ملوك وامراء اسبانيا من عائلة بوربون. فمنذ عام 1906 لم يتمكن ملك او ولي عهد اسباني من عقد قرانه على ارض بلاده. ومعلوم ان الملك الحالي خوان كارلوس الاول تزوج ابنة ملك اليونان في اثينا عام 1962. ولم يسمح له الجنرال فرانكو آنذاك بالزواج في اسبانيا وحضور عائلته حفل الزفاف، على رغم انه منحه لقب أمير اسبانيا واستقدمه من منفاه لتدريبه في معاهدها العسكرية بهدف اعادة الملكية الى البلاد بعد وفاته. اما والد الملك الحالي خوان دي بوربون فكان تزوج في منفاه في روما عام 1935. كذلك فان الصحافية اورتيث، التي ستصبح أميرة استورياس يوم الجمعة المقبل، هي ثاني اسبانية مؤهلة ان تكون زوجة ملك من آل بوربون منذ عام 1879. وقدمت اورتيث يوم الجمعة الماضي، النشرة الاخبارية المسائية، للمرة الاخيرة، في انتظار الاعلان الرسمي للقصر الملكي. وكان اقرب المقربين اليها يعرفون علاقتها بولي العهد، لكن احداً لم يكن يتكهن بأن هذه العلاقة ستثمر عن زواج، خصوصاً ان فيليبي دي بوربون، كان ارتبط بعلاقات عاطفية عديدة مع فتيات من مختلف المستويات والجنسيات. ومنذ اعلانه شخصياً قطع علاقته بعارضة الازياء النروجية ايفا سانون بعد ضغوط من والدته كما يقال في 14 كانون الاول ديسمبر 2001، لم تعرف له علاقات عاطفية سوى مع اورتيث التي تعرف عليها قبل حوالى سنة في منزل زميلها في التلفزيون بيدرو ايركيثيا. وافيد ان علاقتهما العاطفية بدأت تتحول جدية منذ اقل من ستة اشهر. ويذكر ان الامير فيليبي درس الحقوق والاقتصاد في الجامعة المستقلة في مدريد. وحصل على ماجيستير في العلاقات الدولية من جامعة جورجتاون الاميركية. كما قام بدورات عسكرية عدة ليتسلم قيادة القوات البرية والجوية عام 2000. اما اورتيث فولدت في مقاطعة استورياس عام 1972. والدها وجدتها صحافيان. وهي درست الصحافة في جامعة مدريد المركزية وحازت على شهادة الدكتوراه من المكسيك. وعملت في وسائل اعلام محلية ودولية وغطت احداثاً مهمه مثل هجمات 11 أيلول سبتمبر 2001 وحرب العراق اخيراً. وكانت اورتيث ارتبطت بعلاقة عاطفية لنحو سبع سنوات باستاذها في اللغة عندما كانت في المرحلة الثانوية. وتزوجته بعد ذلك لتنفصل عنه بعد اقل من سنة تقريباً، في الحقبة نفسها التي انفصل فيها والداها. وقال عنها والدها انها ذكية ودقيقة في عملها وحنونة. ونصحتها جدتها بالاهتمام بالزوج اكثر من العرش. اما زملاؤها، فعرفوا فيها الجدية والموضوعية والخبرة في الشؤون الدولية، اضافة الى جرأتها، وحسها المرهف. ورأى ملك اسبانيا انها تجمع في شخصيتها كل الشروط اللازمة لتصبح ملكة في المستقبل. اما الكلمة الاولى الاخيرة فكانت للحب. والامير فيليبي اراد ان يبرز اليوم للمجتمع الاسباني انه مثل باقي الشعب، فترك جانباً كل التحفظات والموانع التي كان بينها ما دفعه الى ترك اول حب له وهي الارستقراطية ايزابيل سارتوريوس قبل 14 عاما، نظراً الى ان والداها كانا مطلقان. وسيتزوج الآن من عامة الشعب، شابة ذكية يحبها حتى ولو كانت مطلقة ابنة مطلقين.