رفضت اسرائيل امس عرضاً للتوصل الى وقف متبادل لاطلاق النار والعودة الى طاولة المفاوضات من رئيس الوزراء الفلسطيني الجديد احمد قريع ابو علاء الذي يعرض حكومته اليوم الخميس على المجلس التشريعي بصفتها "حكومة ضيقة"، خلافاً لما أعلن سابقاً من أنها ستكون "حكومة طوارئ"، وذلك لمنحها مجالا اوسع في تنفيذ برنامجها السياسي الذي سيطرح ايضاً للثقة. وفي غضون ذلك قررت الحكومة الاسرائيلية خلال اجتماع لها امس، استدعاء قوات من احتياط الجيش وتشديد الحصار على اهالي الضفة الغربية وقطاع غزة تمهيداً في ما يبدو، لاعتداءات عسكرية جديدة واسعة النطاق. وقال مسؤول أوروبي رفيع المستوى ل"الحياة" امس انه تلقى تقريراً يؤكد ان حكومة ارييل شارون اتخذت قبل أيام قراراً بتصفية الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في حال لم تتمكن من ابعاده خلال الأيام القليلة المقبلة. راجع ص 4 و5. وحسمت الحكومة الفلسطينية أمرها باتجاه طرح تشكيلتها وبرنامجها السياسي للثقة امام المجلس التشريعي، وذلك بعد جدل قانوني استمر ثلاثة ايام بشأن شرعية اقامة "حكومة طوارئ" في ظل حالة الطورائ التي اعلنها الرئيس عرفات في اعقاب عملية حيفا التفجيرية. وقررت الحكومة، في اجتماعها الثاني خلال أقل من اربع وعشرين ساعة منذ اداء اعضائها اليمين الدستورية أمام الرئيس عرفات ظهر الثلثاء، انها عادية تتكون من ثمانية وزراء على ان يصار الى توسيعها خلال شهر. وأعقب هذا اجتماع آخر لاعضاء اللجنة المركزية لحركة "فتح"، دُرست خلاله الخيارات المتاحة في هذا الشأن. وجدد "ابو علاء" في مقابلة مع صحيفة "معاريف" العبرية دعوته الاسرائيليين الى اتفاق لوقف النار ،مؤكدا استعداده للبدء فوراً في مفاوضات مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون. وسارعت اسرائيل الى التشكيك ورفض مبادرة "ابو علاء"، معتبرة اياها "مناورة لاضفاء الشرعية على حكومته"، بحسب تعبير وزير الخارجية الاسرائيلي سلفان شالوم. وبدلاً من مناقشة عرض وقف النار، اتخذت اسرائيل اجراءات مشددة ضد الفلسطينيين، اذ اصدر وزير الدفاع شاؤول موفاز تعليماته بتعبئة قوات من الاحتياط لتعزيز قواته في الضفة الغربية وقطاع غزة. واعلن موفاز ان الغرض من الخطوة هو تعزيز الحراسة على طول خطوط التماس "لسد الثغرات" في جدار الفصل، كاشفاً ان منفذة عملية حيفا، المحامية هنادي جرادات، تمكنت من اجتياز الجدار مستخدمةً سيارة تحمل لوحة تسجيل اسرائيلية للوصول الى حيفا. واشارت الصحف الاسرائيلية نقلا عن مصادر عسكرية، الى ان الجيش الاسرائيلي لديه معلومات عن خمس "شبكات ارهابية" خلايا فلسطينية مسلحة في الضفة الغربية، مهمتها ارسال استشهاديين، منها اثنتان في جنين وثلاث في نابلس، وتتبع جميعها "الجهاد الاسلامي" وما اسمته الصحف "عصاة فتح"، الذين قالت أنهم يأتمرون بإمرة "حزب الله" وايران ولا ينصاعون لاوامر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.