سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
استشهاد طفل فلسطيني وجرح 20 آخرين برصاص الجيش وانفجار عبوة جنوب تل ابيب يجرح 4 : حكومة شارون تطلب تعديل المبادرة الاردنية المصرية وتحاول تجنب الظهور كرافضة للسلام في نظر الغرب
} بعدما رفضت الحكومة الاسرائيلية علناً المبادرة الاردنية - المصرية جملة وتفصيلا، بدأ اركانها يتحدثون عن "تحفظات" لهم عن بعض بنود هذه المبادرة، في الوقت الذي اعلن فيه الفلسطينيون ان لقاءاتهم الاخيرة والمتواصلة مع الاسرائيليين منذ ايام تتمحور حول المبادرة ذاتها رغم النفي الاسرائيلي لوجود مفاوضات سياسية بين الطرفين "في ظل العنف" واستمرار الاجراءات القمعية للجيش الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية. ورأى محللون اسرائيليون امس ان تجديد المسؤولين الاسرائيليين حديثهم عن المبادرة السلمية المذكورة يرمي الى تجنب ظهور حكومة ارييل شارون كرافضة للسلام رغم ان شارون لن يقبل بأي مبادرة سلمية. قال الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ان الفلسطينيين "لا يوافقون على اي عملية ضد اي مدني فلسطيني او اسرائيلي". وكان عرفات يجيب خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية البلجيكي لويس ميشيل في رام الله عن سؤال حول عملية التفجير التي وقعت امس في "اور يهودا" شرق تل ابيب واسفرت عن اصابة اربعة اشخاص بجروح ما بين متوسطة وبسيطة. وأكد التزام السلطة الفلسطينية جميع الاتفاقات التي وقعتها مع اسرائيل بدءاً بتلك التي وقعتها مع رؤساء الوزراء الاسرائيليين اسحق رابين وشمعون بيريز وبنيامين نتانياهو، وانتهاء بما اتفق عليه في محادثات كامب ديفيد وطابا في عهد ايهود باراك. وقال عرفات ان على الجميع العمل لدفع العملية السلمية الى امام، مثمناً الدور الاوروبي في هذا الاطار. ورفض الوزير البلجيكي التعقيب على اعاقة الجانب الاسرائيلي وصول موكبه من القدس واكتفى بالقول: "انا اعرف ان الطريق بين القدسورام الله تستغرق 20 دقيقة فقط، لكنها اخذت وقتاً طويلاً". وقال وزير الاعلام والثقافة الفلسطيني ياسر عبد ربه للصحافيين ان لقاء عرفات - ميشيل تناول المبادرة الاردنية - المصرية وتم التركيز خلالها على النقاط المركزية فيها، وهي ضرورة وقف الاستيطان اليهودي وتنفيذ تفاهمات شرم الشيخ في ما يتعلق بالصعيد الامني واستئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها. وخففت اسرائيل من لهجتها ازاء المبادرة الاردنية - المصرية لإحياء العملية السلمية بين الفلسطينيين والاسرائيليين في محاولة لامتصاص الانتقادات الدولية المتصاعدة ضد حكومة ارييل شارون، في وقت شهدت فيه الاراضي الفلسطينية انخفاضاً في عمليات اطلاق النار يقابله تصعيد عسكري اسرائيلي. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ان المبادرة العربية "مهمة"، مشيراً الى وجود تحفظات اسرائيلية تتعلق بالزام الفلسطينيين باتخاذ اجراءات "لوقف العنف ومحاربة الارهاب". وقال شارون في تصريحات صحافية: "لا يجوز التوصل الى حل وسط مع الارهاب بل يجب مكافحته"، مضيفاً ان "اسرائيل ملتزمه بالسلام وتريد التفاوض مع الفلسطينيين ولكننا لن نفاوض تحت تهديد السلاح والارهاب". واعتبر وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعيزر ان المبادرة "قد تشكل قاعدة جيدة لوقف العنف اذا ما اجري عليها بعض التعديلات". وقال في تصريحات للاذاعة الاسرائيلية انه على استعداد للسماح لمئات العمال الفلسطينيين "ممن ليس لهم علاقة بالعنف والارهاب" بالعودة الى اماكن عملهم في اسرائيل. وقال بن اليعيزر في وقت لاحق امام لجنة الخارجية والامن التابعة للبرلمان الاسرائيلي انه مستعد لتقديم مزيد من التسهيلات "للفلسطينيين الذين يريدون العيش بسلام ومعنيين بتوفير لقمة العيش لعائلاتهم". ونفى ان تكون السلطة الفلسطينية اعتقلت افرادا من "حركة المقاومة الاسلامية" حماس الذين يطلقون قذائف هاون على اهداف اسرائيلية. وقال بن اليعيزر ان السلطة الفلسطينية "لا تفعل ما يجب لوقف العنف والعمليات الارهابية". ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن ضباط في الاستخبارات العسكرية قولهم امام اعضاء اللجنة ان "كافة الاجهزة الامنية التابعة للسلطة ضالعة في العمليات الارهابية" ، وان "عرفات يوظف هذه العمليات وهو يسيطر بصورة شبه مطلقة على الاوضاع". ونقلت الاذاعة عن مسؤول قريب من شارون قوله ان الرد الاسرائيلي على المبادرة الاردنية - المصرية سيقدم "في غضون ايام". وقال المسؤول ان اسرائيل ترغب في اجراء "تعديلين" اولهما يتعلق بوجوب الزام السلطة الفلسطينية باتخاذ اجراءات "لوقف العنف ومحاربة الارهاب". أما الثاني فيتعلق بالعودة الى مفاوضات الوضع النهائي. وقال المصدر ان شارون متمسك بضرورة ان تستأنف المفاوضات على اساس التوصل الى "اتفاق مرحلي طويل الأمد" ولم تذكر الاذاعة الاسرائيلية ما اذا كان شارون يقبل بالوقف الفوري والكامل للنشاط الاستيطاني اليهودي في الاراضي الفلسطينية والذي يشكل أحد البنود الاساسية في المبادرة. وكان رعنان غيسين مستشار شارون الاعلامي اجتمع مع القائم باعمال السفارة الاردنية في تل ابيب ناصر التل قبل ثلاثة ايام وابلغه ان اسرائيل "لا ترفض المبادرة". وجدد وزير العدل الاسرائيلي من حزب ليكود مئير شتريت الرفض الاسرائيلي لاجراء مفاوضات مع الفلسطينيين "الا اذا اوقفوا الارهاب والعنف". وقال المعلق العسكري لاذاعة الجيش الاسرائيلي امس ان شارون لم يغير موقفه الرافض لاية مبادرة لاستئناف العملية السلمية، وان ما يذاع عن تغيير في الموقف "ليس سوى تكتيك متفق عليه بين شمعون بيريز وشارون على ان يدير بيريز الديبلوماسية الاسرائيلية وكأنه لا تدور حرب، وان يدير شارون شؤون محاربة الارهاب وكأنه لا توجد مبادرات سلمية". وقالت المحللة السياسية في القناة الاولى في التلفزيون الاسرائيلي امس ايضا ان حديث حكومة شارون عن المبادرة الاردنية - المصرية واحتمال قبولها بعد ادخال تعديلات عليها هو حديث يقصد منه "الا تظهر الحكومة كرافضة للسلام في نظر اميركا والاتحاد الاوروبي". وتزامنت التصريحات الاسرائيلية مع عقد وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز اجتماعات مع المسؤولين القبرصيين، وسط انباء حول عقد اجتماعات سرية بينه وبين مسؤولين فلسطينيين وعرب للخروج بصيغة معدلة ومقبولة للمبادرة الاردنية -المصرية من الاسرائيليين. واعرب بيريز عن امله في ان تشكل قبرص "مسرحاً لمزيد من اللقاءات السلمية بين الفلسطينيين والاسرائيليين". وكان من المقرر ان يعقد اجتماع امني فلسطيني- اسرائيلي آخر مساء امس الاثنين بعد تأجيله ليوم واحد في اعقاب عملية التفجير في كفار سابا اول من امس. وقال رئيس جهاز الاستخبارات الفلسطينية امين الهندي في تصريح للاذاعة الفلسطينية ان اللقاء الاخير "لم يسفر الا عن تغيرات شكلية في الموقف الاسرائيلي" و"كلما تقدمت العملية السلمية كانت هناك فائدة من هذه الاجتماعات". واشترط الهندي "عودة الامور الى مجراها الطبيعي" بموافقة الحكومة الاسرائيلية على المبادرة الاردنية - المصرية داعياً شارون الى "النزول عن الشجرة". وزاد ان على اسرائيل ان تعيد الاوضاع الى ما كانت عليه قبل الثامن والعشرين من شهر ايلول سبتمبر الماضي والعودة بالتوازي الى المفاوضات لاستكمال تنفيذ الاتفاقات الموقعة. وأكد رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد قريع ابو علاء ل"الحياة" ان وقف الاستيطان بكل اشكاله بما في ذلك التوسع الاستيطاني داخل المستوطنات القائمة "شرط اساسي وحيوي لنجاح اي مبادرة تسعى الى احياء العملية السلمية". ميدانياً، افشل المواطنون والمسلحون الفلسطينيون محاولة لقوات الجيش الاسرائيلي المعززة بالدبابات لاقتحام جزء من مخيم رفح للاجئين الفلسطينيين في جنوب قطاع غزة بعد معركة مسلحة استمرت نحو ساعتين. واطلقت القوات الاسرائيلية في خان يونس نيران اسلحتها باتجاه المواطنين الذين شاركوا في تشييع جثمان الملازم ماضي ماضي من القوة 17 الذي استشهد جراء اصابته برصاص اسرائيلي الاثنين الماضي في مدينة بيت حانون. واستشهد الطفل مهند محارب 11 عاماً وأصيب عشرون آخرون بجروح عندما أطلق الجنود النار باتجاه المشيعين عندما بدأوا بالتفرق. وقال شهود عيان ان مستوطنة يهودية مقامة بمحاذاة مقبرة خان يونس كانت مصدر النيران. وفي هذه الاثناء اعلنت اسرائيل عن اعتقال فلسطيني قالت انها عثرت بحوزته على قنبلة كانت معدة للتفجير شمال الضفة الغربية. وقال الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي ان قنبلة انفجرت في شارع استيطاني بالقرب من مستوطنة "يتصهار" وان حافلة اسرائيلية تعرضت لاطلاق نار في المنطقة ذاتها. واعلنت مصادر عسكرية اسرائيلية ان القنبلة التي جرى تفجيرها من قبل قوات الامن الاسرائيلية في مدينة حيفا وضعها فلسطينيون بهدف تنفيذ عملية. واصيب ثلاثة جنود اسرائيليين بجروح بسيطة اثناء تفكيك القنبلة التي عثر عليها قرب مطعم في المنطقة. وافادت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان اربعة اشخاص اصيبوا بجروح في انفجار عبوة بعد ظهر امس في سوق بلدة "اور يهودا" الاسرائيلية جنوب شرقي تل ابيب. واضافت ان عناصر التحقيقات الاولية افادت بأن العبوة وضعت تحت سيارة متوقفة. واعلن الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مسؤوليته عن التفجير.