الناصرة - "الحياة" - نقلت صحيفة "هآرتس" عن رئيس الحكومة الإسرائيلية ارييل شارون قلقه من محاولات مصرية بمشورة جهات اسرائيلية "إحياء" الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وتقديم الدعم له ليبقى شريكاً في المفاوضات مع اسرائيل. وزادت ان شارون غاضب على رئيس جهاز الأمن العام السابق عامي ايالون الذي زار مصر أخيراً وطالب قيادتها بدعم عرفات ما حدا بالأخيرة الى استئناف محاولاتها اقناع واشنطن بضرورة التعاطي مع الرئيس الفلسطيني. وقالت إن شارون يصر على رفض أي اصلاحات على السلطة الفلسطينية بإشراف رئيسها وانه يتمسك بالتفاهم مع الولاياتالمتحدة القائم على استبعاد الرئيس عرفات و"الحيلولة دون احيائه سياسياً". واضافت الصحيفة ان رئيس الحكومة يستبعد نجاح خطة "غزة وبيت لحم أولاً" التي أطلقها وزير دفاعه بنيامين بن اليعيزر وان الغرض الأساسي منها تحقيق مكاسب حزبية لزعيم "العمل" عشية الانتخابات لزعامة الحزب في تشرين الثاني نوفمبر المقبل، فضلاً عن انه شارون، حسب القريبين منه لا يثق بنية الفلسطينيين وقف الهجمات وانه لا يرى أي خطوات جدية من طرفهم "لمنع الإرهاب". وزادت انه يرفض دفع المفاوضات السياسية قبل استتباب الأمن وتنفيذ التغييرات المطلوبة في الأجهزة الأمنية الفلسطينية. لكن بن اليعيزر، حسب قول صحيفة "هآرتس" ايضاً، يحمل موقفاً مغايراً تماماً ويرى ان خطته قابلة للتطبيق وان ثمة جهوداً حقيقية تبذلها السلطة الفلسطينية لتحقيق الهدوء "لم تؤد بعد الى اخماد النار في قطاع غزة، لكنها أتت بخفض عدد المحاولات لعمليات عدائية". ويعلق بن اليعيزر الآمال على العقيد محمد دحلان كونه يقدر على خفض لهب النيران في قطاع غزة وعلى التوصل الى اتفاق مع الجهاد الإسلامي وحماس لوقف الهجمات وعلى أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس أبو مازن ورئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد قريع أبو علاء اذ يرى فيهما القيادة البديلة لعرفات. ورداً على سؤال حول افراطه في التفاؤل بتطبيق خطته يقول بن اليعيزر ان ما يقلقه حقاً هو محاولة جهات اسرائيلية وليس فلسطينية اجهاض خطته. دحلان من جهته قال لصحيفة "يديعوت احرونوت" ان احتمال نجاح خطة "غزة وبيت لحم أولاً" ضئيل وان الفلسطينيين وافقوا عليها لعدم توافر خيار آخر واتهم الجيش الاسرائيلي بالسعي لإحباطها من خلال مواصلته عمليات الهدم والقتل في الضفة الغربية وقطاع غزة. وينصح دحلان الاسرائيليين بالكف عن اضاعة الوقت على الأحلام واستبدال الرئيس الفلسطيني "الذي يمثل الإجماع الفلسطيني". وينهي بإبداء تفاؤله بإمكان التوصل الى سلام في غضون عام أو اثنين.