قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ان الحكومة الانتقالية تفضل عدم مشاركة قوات من دول مجاورة للعراق في قوة حفظ السلام بسبب الارث التاريخي والحساسيات القائمة، لكنه اكد تفهم موقف واشنطنولندن الداعي الى مشاركة دول من خارج التحالف في هذه القوة. وقال زيباري في حديث الى "الحياة - ال بي سي" في لندن حيث التقى وزير الخارجية جاك سترو ان موقف مجلس الحكم من استقدام قوات تركية للمشاركة في حفظ الامن واضح، مشيراً الى تفضيله عدم اشراك قوات من دول مجاورة للعراق في قوات حفظ السلام لأن لكل من هذه الدول برنامجها السياسي ومصالحها، ولأن ذلك سيسبب حساسيات واستفزازات لا مبرر لها. واشاد بقرار العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني عدم إرسال قوات الى العراق. واضاف ان الحكومة العراقية الانتقالية تتفهم الموقف الاميركي والبريطاني من ضرورة مشاركة قوات اخرى من خارج التحالف في حفظ الامن والسلام داخل العراق، لكنه اكد ان القوات التركية في حال ارسالها ستتمركز في شرق البلاد، بعيدا عن المناطق الكردية بعدما طلبت القيادات الكردية من واشنطن عدم نشرها في مناطق الاكراد. واعتبر ان "معالجة الوضع الامني لا تتم بزيادة عديد القوات واسلحتها وقوتها النارية، بقدر ما تتطلب مشاركة حقيقية للعراقيين تفسح في المجال امامهم للإمساك بزمام الوضع الأمني في بلدهم". ورداً على سؤال كشف زيباري ان مجلس الحكم والحكومة الانتقاليين لديهما اقتراحات عملية ومحددة لحفظ الامن تقضي بوضع القوى والاحزاب المتحالفة في إطارها وامكاناتها وطاقاتها الامنية والبشرية في خدمة وزارة الداخلية الجديدة، بعد ان كان بعض هذه القوى يتهرب من هذا لأسباب أبرزها عدم وجود مرجعية او سلطة عراقية. وأقر بأن القيادة العسكرية لقوات التحالف تبنّت هذه الفكرة، لكن قيادتها المدنية أبدت تردداً وتخوفاً من ان يؤدي ذلك الى بروز ميليشيات خاصة والى نمو ثقافة تجار الحروب في العراق، على رغم انها بدأت اخيراً في تفهّم ما نطرحه. وذكر ان هناك ضغوطاً مستمرة من مجلس الحكم الانتقالي على السلطات المعنية لتسلم اكبر عدد من المسؤوليات والصلاحيات، وفسر الخطوات التي اتخذتها قيادة التحالف اخيراً بأنها تصب في هذا الاتجاه خصوصاً ان لمجلس الحكم رؤية مشتركة تدعو الى إجراء عملية التسليم بصورة تدريجية ومنظمة ولكن بخطى أسرع، الأمر الذي من شأنه التمهيد لصوغ دستور جديد يطرح على استفتاء عام، وإجراء انتخابات لتشكيل حكومة وطنية عراقية جديدة. الى ذلك، طلب العراق مشاركة زيباري في الاجتماع التحضيري الذي سيعقده وزراء خارجية دول منظمة المؤتمر الاسلامي في كوالالمبور السبت والاحد المقبلين للتحضير للقمة الاسلامية التي ستبدأ في العاصمة الماليزية الثلثاء المقبل. وعلمت "الحياة" ان مجلس الحكم في العراق وعبر وزارة الخارجية العراقية - ارسل مذكرة الى الامانة العامة لمنظمة المؤتمر الاسلامي يطالب فيها بتمثيل العراق في عضوية المنظمة، ومن المقرر ان يبحث وزراء خارجية الدول الاسلامية مسألة التمثيل العراقي في المنظمة التي تضم 57 دولة اسلامية. وتتوقع مصادر عربية مسؤولة ان يتوصل الوزراء الى صيغة لقبول تمثيل المجلس العراق في المنظمة "بصفة موقتة" وفق الصيغة نفسها التي تم العمل بها في مجلس الجامعة العربية. كما سيبحث وزراء خارجية الدول الاسلامية في موضوع قبول روسيا "عضواً مراقباً" في المنظمة التي تأسست عام 1969