كرر وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري امس معارضة مجلس الحكم الانتقالي لمشاركة قوات تركية في قوات السلام الدولية في العراق، مؤكداً أن انسحاب القوات الاميركية من بلاده يجب ان يكون تدريجياً. وقال زيباري في تصريحات في بوترا غايا حيث يشارك في الاجتماع الوزاري لمنظمة المؤتمر الاسلامي ان "الوضع الامني يشكل تحدياً أساسياً. هناك عدد كبير من عناصر النظام السابق، بقايا النظام المهزوم الى جانب بعض الارهابيين الذين لديهم برنامجهم الخاص، يحاولون وقف تقدم العراق الجديد باتجاه الحرية والاستقرار". ورداً على دعوات منظمة المؤتمر الاسلامي لانهاء الاحتلال الاميركي للعراق، قال زيباري ان عودة العراق الى نظام ديموقراطي بالكامل بعد اسقاط نظام صدام حسين ستستغرق وقتاً. وأوضح "نقاسمهم وجهة النظر هذه لكننا نشعر ان هذا الأمر يحتاج الى ان يتم بطريقة تدريجية وعلى مراحل ليكون عراق جديد مستقر ومزدهر ومنفتح وديموقراطي ويسيطر على الوضع الامني". وتابع: "لا احد يجب ان يتساءل عن ارادة ورغبة الشعب العراقي في استعادة سيادته واستقلاله التام، لكننا ندرك في الوقت نفسه ان ذلك ليس سهلا. انها قضية معقدة وتحتاج الى ان تتم بشكل تدريجي". وأكد ان هذه العملية بدأت بإقامة مجلس للحكم الذاتي تدعمه الولاياتالمتحدة وتشكيل حكومة بينما اتخذت خطوات لصياغة دستور جديد. وكرر الوزير العراقي معارضة مجلس الحكم الانتقالي لمشاركة قوات تركية في قوات حفظ السلام في العراق. وقال: "نحن مجلس الحكم والشعب العراقي نرى ان الدول المجاورة للعراق يجب ان لا تشارك في مهمات حفظ السلام بسبب الحساسية التي يمكن ان تسببها مشاركتها لدى شعب العراق". وتابع ان العراق "يدرك الحاجة الى استقدام قوات دولية، لكن يجب التوصل الى صيغة تسمح بمراعاة حساسياتنا واحتياجات قوات التحالف لاشراك مزيد من القوات لحفظ السلام". وأوضح "نناقش هذه القضية في الوقت الحالي مع انقرة وسلطة التحالف وواشنطن للتوصل الى صيغة مقبولة". وأشار زيباري الى ان طلب قوات "التحالف" ارسال وحدات من الدول الاسلامية "لم يلق ترحيباً". وقال انه "كانت هناك طلبات من التحالف وحتى من مجلس الحكم الانتقالي الى دول اسلامية للمشاركة في إعادة الإعمار واحلال الاستقرار". وتابع ان مجلس الحكم "يرحب بأي مساهمة لكن المؤشرات التي تصل الينا ليست مشجعة". وفي القاهرة، قال مصدر في جامعة الدول العربية ان الامين العام عمرو موسى التقى امس "بشكل غير معلن" أحد المعارضين العراقيين. واضاف المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، ان مزهر الدليمي، عضو التجمع الوطني العراقي الذي أعلن تأسيسه أخيراً، اطلع موسى على "تحركات القوى السياسية العراقية المناهضة للاحتلال ولمجلس الحكم الانتقالي". وأوضح المصدر ان الدليمي "أكد رفض المعارضة ارسال أي قوات الى العراق وطالب بتحرك عربي واسع النطاق من اجل وضع جدول زمني لرحيل قوات الاحتلال". وختم ان "اللقاء يأتي في اطار المشاورات التي يجريها موسى مع مختلف القوى السياسية العراقية في مجلس الحكم او خارجه". وكان موسى صرح اول من امس بعد لقائه زعيم الحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود بارزاني ان "الجامعة ستؤيد الموقف الذي سيتخذه مجلس الحكم بشأن ارسال قوات تركية او من دول الجوار الى العراق … فالتوجه العام في مجلس الحكم هو الاعتراض على القوات التركية".