بدأت امس في منتجع نيافاشا الكيني المفاوضات المباشرة بين الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" في ثلاث لجان لمناقشة قضايا اقتسام السلطة والثروة والمناطق المهمشة الثلاث جبال النوبة وابيي وجنوب النيل الأزرق من دون وسطاء، في حضور خبراء دوليين يمكن استدعاؤهم في حال حاجة الطرفين الى مساعدتهم. واتفق على تقليص عدد المتفاوضين من الجانبين ليمثل كل طرف ثلاثة اعضاء في كل من اللجان الثلاث، وستستمر اعمالها اسبوعاً لتحديد نقاط الاتفاق والخلاف في القضايا المطروحة، وتحريرها وتقديمها الى النائب الاول للرئيس علي عثمان محمد طه وزعيم "الحركة" العقيد جون قرنق لادارة حوار في شأن المسائل الخلافية يبدأ منتصف الشهر ويستمر عشرة أيام للتوصل الى اتفاق كامل حولها. وأبلغت مصادر قريبة الى المحادثات "الحياة" امس ان ابرز نقاط الخلاف بين طرفي التفاوض تنحصر في موضوع الرئاسة، اذ تتمسك "الحركة" برئاسة دورية بالتناوب بين الرئيس عمر البشير وقرنق خلال الفترة الانتقالية، وموعد اجراء الانتخابات، ونسب اقتسام عائدات النفط والموارد القومية، وملكية الأرض، ووضع العاصمة التشريعي وادارة المناطق المهمشة والمشاركة في الاجهزة الأمنية. وقال عضو الوفد الحكومي الى المحادثات الدكتور امين حسن عمر ل"الحياة" ان الطرفين وقعا بالأحرف الاولى في وقت سابق على المواضيع التي تلي حقوق الانسان والانتقال الدستوري وترتيب الهيئة القضائية والهيئات الوطنية المستقلة، وبقيت المسائل المتعلقة باشراك "الحركة" في الحكومة والبرلمان وصلاحيات نائب الرئيس وعلاقته برئاسة حكومة الجنوب وحماية اتفاق السلام. ورأى عمر ان طه وقرنق لو حسما المسائل الخلافية فلن تكون قيد البحث، وتبقى كيفية تنفيذ الاتفاق السياسي والتدابير العملية لوقف النار، وتخصص جولة محادثات خلال شهر رمضان أو بعده لاستكمال الشكل النهائي لاتفاق السلام. الى ذلك قال طه في لقاء مجلس شورى الحزب الحاكم ليل الاثنين الثلثاء، ان تفكيك حكومته عبر ترتيبات سياسية "أمر غير وراد" ضمن ترتيبات السلام وان اتفاقه مع قرنق أكد على ذلك، موضحاً ان الشراكة بين الحزب الحاكم و"الحركة الشعبية" ستكون مفتوحة للآخرين من دون عزل على أن يتحمل كل طرف مسؤوليته. وفي واشنطن ا ف ب، اعلن مسؤولون في وزارة الخارجية الاميركية الاثنين ان وزير الخارجية كولن باول ربما يتوجه خلال الشهر الجاري الى كينيا بهدف تشجيع مفاوضات السلام. وقال احد هؤلاء ان اي قرار لم يتخذ بعد في شأن هذه الزيارة، ولكن خيار القيام بهذه الزيارة طرح الاثنين في واشنطن خلال زيارة الرئيس الكيني موا كيباكي. وفي دمشق، استقبل الرئيس السوري بشار الأسد امس النائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه واطلع منه على التطورات في مفاوضات السلام السودانية والمساعي الجارية لإنهاء الحرب الاهلية على نحو يحفظ وحدة السودان، وتسلم منه رسالة من الرئيس السوداني عمر البشير تتعلق بهذه التطورات.