اقترب النائب الاول للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه وزعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" الدكتور جون قرنق من التوصل إلى اتفاق على اقتسام الثروة، وذلك في اليوم الخامس أمس من اجتماعاتهما الجارية في منتجع نيافاشا الكيني. وفي موازاة ذلك، قال وزير الخارجية الاميركي كولن باول، ان واشنطن ستعيد النظر في علاقاتها مع الخرطوم مباشرة لدى توقيع اتفاق السلام السوداني الذي "يطوي بالفعل صفحة... ومن المهم الا نضيع هذه الفرصة الآن". وكان باول وصل أمس الى العاصمة الكينية نيروبي، ويتوقع ان ينتقل اليوم الى نيافاشا حيث يحضر التوقيع على مسودة اتفاق لأي من القضايا الخلافية التي يناقشها قرنق وطه. وكان باول قال للصحافيين على متن الطائرة التي أقلته الى نيروبي أمس أ ف ب: "إذا تم التوصل الى اتفاق تام وشامل، سيصبح من الممكن بالنسبة الينا إعادة النظر في العقوبات المختلفة المفروضة" على السودان. وأضاف ان "اتفاقاً شاملاً يترافق، اذا ما أمكن الامر، مع احراز تقدم على صعيد مكافحة الارهاب، سيفتح الطريق حقاً لعهد جديد في علاقاتنا مع السودان". معلناً ان التوصل الى اتفاق "يطوي بالفعل صفحة. ومن المهم ألا نضيع هذه الفرصة الآن والتي سنستثمرها قدر استطاعتنا من خلال تدخلنا الديبلوماسي والسياسي". وزاد: "نحن نقترب من الحل، والقضايا الأكثر صعوبة، القضايا الامنية، تم التعامل معها. ويبدي الطرفان الآن حسن نيات". وأكد انه بعد ابرام اتفاق سلام سيكون الرئيس جورج بوش مستعداً "للاعتراف بهذا الانجاز في الشكل المناسب"، ملمحاً الى احتمال اقامة احتفال كبير للتوقيع على الاتفاق. وفي نيافاشا، استعد وفدا التفاوض والوسطاء لاستقبال باول، وسط توقعات بأن يوقع قرنق وطه مسودة وثيقة الاتفاق بحضوره. وقال ل"الحياة" الناطق باسم "الحركة الشعبية" ياسر عرمان: "نأمل بأن يحصل ذلك". وأكد حصول "تقدم نسبي في المحادثات الجارية في شأن قسمة الثروة". ورفض ان يكون ما أعلنه قرنق ل"الحياة" اخيراً عن ان "الحركة" ستضع عملتها الخاصة قيد التداول قريباً في مناطقها، هو موقف تفاوضي، وقال: "هذا الموضوع ليس جديداً، وسنطلق اذاعتنا الخاصة قريباً". إلى ذلك، أكد رئيس لجنة قسمة الثروة في الجانب الحكومي الدكتور تاج السر محجوب حصول تقدم في المبادئ العامة المتعلقة بقسمة الثروة. ويصل من الخرطوم الى نيافاشا اليوم، وزيرا المال الزبير أحمد الحسن والطاقة الدكتور عوض الجاز، ومحافظ البنك المركزي الدكتور صابر محمد الحسن. وكان الوفد الاستشاري الحكومي عاد أمس إلى المفاوضات. وأبلغت مصادر قريبة الى المحادثات "الحياة" أن طرفي التفاوض توصلا إلى اتفاق على ملكية الأرض والنظام المصرفي والبنك المركزي والعملة، وانحصر الخلاف في توزيع عائدات النفط. ويسعى وفد صندوق النقد الدولي لطرح اقتراحات تمكن الطرفين من التوصل إلى تفاهم يحسم هذا الملف. ولا يزال الخلاف قائماً بين الجانبين على مستقبل المناطق المهمشة الثلاث جبال النوبة وابيي وجنوب النيل الأزرق.