يتحرك طلاب في فروع الجامعة اللبنانية لمساعدة الطلاب الجدد على التسجيل، بمبادرة فردية. لا صفة رسمية لهؤلاء، منذ ألغيت انتخابات مجالس الفروع قبل ثلاثة أعوام. ومع ذلك، لا يكفون عن حراكهم المتواصل لتسهيل مهمات الجدد. «الى أمانة سرّ الكلية». يرشد أحدهم طالباً جديداً يرغب بالتسجيل في كلية الإعلام – الفرع الأول... فيما يتفقد آخر أوراق طالبة للتأكد من المطلوب منها. وفي أسفل الدرج، يسأل آخر طالبة عما إذا أتمت مهمتها. «نراك في أول يوم تعليم». مبادرة هؤلاء الناشطين، جاءت تعويضاً عن غياب مجالس الفروع التي يتولى أعضاؤها، عادة، المهمة. اليوم، وبعد ثلاث سنوات على قرار منع الانتخابات الطالبية في الجامعة الذي أصدره رئيس الجامعة الدكتور زهير شكر، تتجه أنظار الطلاب الى إتمام انتخابات مجالس الفروع خلال العام الدراسي «ليكون تتويجاً للحركة الطالبية في الجامعة». ويطالب عضو الهيئة الطالبية في كلية الإعلام – الفرع الثاني شربل غصوب بعودة الانتخابات، مشيراً الى أن «قرار إلغاء النشاطات السياسية يحرم الطلاب من فرصة الحراك السياسي»، على قاعدة أن «الجامعيين يعتبرون عماد تلك النشاطات، والقلب النابض للتحركات المطلبية». والمؤكد أن خصوصية لبنان السياسية والطائفية حرمت بعض طلاب الجامعة اللبنانية من النشاطات السياسية في الجامعات. على اثر القرار، تحولت مجالس الفروع الى مجالس «تصريف الأعمال»، على حد وصف غصوب. ويأتي هذا القرار بغرض حماية الطلاب من صدامات وخلافات تنتقل من الشارع الى حرم الكليات. غير أن غياب مجالس الفروع، لا يعني أن الجامعيين ليسوا معنيين بما يجري في العالم، أو أن لا رأي لهم بها. فقد عُرف طلاب لبنان بتفاعلهم مع الحركات الاحتجاجية في العالم العربي، وبتحركاتهم الداعمة، أو الرافضة، للأحداث العربية. وشهد لبنان في العام المنصرم تظاهرات واحتجاجات مطلبية كثيرة، منها التظاهرات المطالبة بإلغاء النظام الطائفي. فضلاً عن تحركات داعمة للثوار المصريين، التونسيين، أو الليبيين، وغيرهم من شعوب البلدان العربية. لكن لا يمكن التنبؤ بملامح العام الجامعي الجديد قبل أن يبدأ. «الحركة الطالبية في لبنان، تتفاعل مع الأحداث المستجدة، وليس لها أجندة مسبقة للتحرك»، كما يقول ياسر (طالب في كلية الحقوق)، مؤكداً أن «الأحداث تفرض نفسها، ويستجيب اللبنانيون لها فور حدوثها». إذاً، من المبكر الحديث عن نشاطات الحركة الطالبية. العام الجامعي بات على الأبواب، والاستحقاقات العربية كثيرة، بدءاً من الطلب بإعلان الدولة الفلسطينية، وصولاً الى دعم الشعب اليمني أو السوري، أو المطالبة بكفّ يد التدخل الأجنبي. ولا تبدأ ملامح النشاطات بالظهور، إلا مع انطلاقة السنة الدراسية. ويرجح غصوب أن تكون التحركات «رمزية، إذا كانت هناك من حاجة، في ما يخص الشؤون اللبنانية الداخلية»، مستبعداً أن يُستعاد «المشهد المليوني الذي اعتدنا على مشاهدته في عام 2005، والذي كان فيه الطلاب مشاركين فاعلين»، مشيداً بالتحركات الرائدة للطلاب في العالم العربي «التي أدت الى تغيير المشهد السياسي». من جهة أخرى، يتوقع زين الشيخ (طالب في معهد الفنون – الفرع الأول) أن تتواصل النشاطات الداعمة لإسقاط النظام الطائفي «التي شاركت في إحداها العام الماضي»، مشدداً على أن أولويته كطالب، هي «إتمام مشروع التخرج والتفرغ له». ويلتقي مخطط الشيخ مع رؤية بلال عساف (طالب في كلية الإعلام – الفرع الأول) بأن الأولوية «ستكون للتعليم الجامعي، بعيداً من التحركات السياسية، إلا إذا كانت هناك تحركات مطلبية». ويتمخض هذا القرار الفردي، عن نظرة خاصة تجاه التحركات التي يذهب البعض الى وصفها ب «العبثية»، كما تقول ليال (طالبة في كلية إدارة الأعمال)، ذلك أن «التحركات الطالبية لا تثمر نتيجة في لبنان، وتبدلت عما كانت عليه قبل الحرب اللبنانية عام 1975».