هناك من يرى في موسيقى "التكنو" تعبيراً عن حماسة الشباب، ويصنفها آخرون في خانة "الصرعات" التي تفتقر الى ادنى مستوى وانها مجرد اصوات الكترونية "تقرقع" لتستفز مشاعر الشباب. موسيقى "التكنو" ذات الايقاعات القوية وجدت لها الكثير من المعجبين في صفوف الشباب، فخصصت لها مهرجانات تُقام سنوياً في ساحات كبرى في العواصم والمدن الاوروبية، وصارت ترافق الساهرين في الملاهي التي تستقبل مهندسي الصوت الذين يتفننون في صوغ الايقاعات الصاخبة الصادرة عن آلاتهم الالكترونية. وضمن اطار العولمة، وتحت عنوان التبادل الحضاري والثقافي، وصلت هذه الموضة الجديدة الى مدينة بيروت. احد مهندسي الصوت اللبنانيين، وهو صاحب اصدار "لا ماشين أفرنال"، يعطينا لمحة عن تاريخ هذه الموسيقى في العالم ولبنان فيقول: "ان بداية ظهور هذه الموسيقى الحديثة نسبياً، كانت في اوائل التسعينات من القرن العشرين في مدينة ديترويت الاميركية، ومن هناك انتشرت في اوروبا، وتركزت في ألمانيا وانكلترا وفرنسا، وكان لها اصدارات اشتهرت كثيراً، كاصدارات الفنان الفرنسي لوران غارنيه الذي نال شهرة عالمية". اما على صعيد المنطقة العربية، فيفاخر هذا الفنان الشاب بألبومه ويعتبره الاول من نوعه. ولا يجد حرجاً في القول ان موسيقى التكنو تعتمد في شكل كامل على الآلات الالكترونية ويعتبر أنها "ثورة في عالم الموسيقى، تعبر عن تطلعات الشباب". ويجعل خلوها من اشكال صناعة الموسيقى من لحن رئيسي، وألحان ثانوية، وآلات موسيقية، وموسيقيين... امراً ايجابياً يحتسب لها لا عليها. ولا تلغي موسيقى التكنو بحسب رأيه دور الموسيقي، "فعلى الموسيقي الموهوب الذي اسميه "مهندس موسيقي"، ان يختار بدقة طريقة مزج هذه الاصوات". يبقى ان نشير الى ان الحكم على نجاح اي نوع من انواع الموسيقى يعود الى جمهور الموسيقى.