استطاعت "عائلة العود" ان تضيف جديداً الى رصيدها القديم بالعرض الذي قدمته قبل أيّام على مسرح "بيار أبو خاطر" التابع لجامعة القديس يوسف في بيروت. فبعد عروضها الناجحة التي قدمتها خلال السنتين الماضيتين لاقت الكثير من التشجيع، جاء عرضها الأخير ليعلن أن وجود آلتي العود الحاد والعود الجهير الى جانب آلة العود الأساسية، أمر يستحق التوقف عنده لما له من انعكاسات على آلة موسيقية، لها تلك المكانة الكبيرة لدى جمهور الموسيقى والموسيقيين في العالم العربي. على أثر النهضة التي دعا اليها المعهد الوطني العالي للموسيقى في لبنان لتطوير المناهج الموسيقية ولا سيما العربية منها، اجتمع الأساتذة غسان زرزور وسعد صعب ونقولا نخلة، وقرروا إنشاء عائلة لآلة العود التي جمعت آلات عود بأحجام متعددة، ما سمح باتساع المسافة الصوتية لدى اجتماع هذه الآلات معاً. وبذل القائمون على "عائلة العود" جهداً واضحاً في المحافظة على الصوت الطبيعي لآلة العود، تجلى ذلك في الإعداد الموسيقي للمقطوعات التي قدمت في الحفلات الاخيرة، وجاءت مراعية لطبيعة كل آلة من الآلات الثلاث. وبعد مقطوعة الافتتاح "دار الوفا" لخليل القاري التي أعدها موسيقياً مدير المعهد الموسيقي الوطني المايسترو وليد غلمية قدمت مقطوعات عدة كانت في معظمها من تأليف وإعداد عازفي عائلة العود الأساسيين، زرزور وصعب ونخلة. أما الختام فكان بمقطوعة "عطر الغجر" للموسيقي التونسي أنور ابراهم التي قام بالإعداد الموسيقي لها نقولا نخلة. وتوقف الجمهور عندها باهتمام، معبراً عن اعجابه بطريقة الإعداد بالتصفيق وقوفاً... والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل نجحت "عائلة العود" بالفعل في طرح صيغة ومفهوم جديد لآلة العود؟