تعقد منظمة "اوبك" اجتماعها الوزاري العادي في 11 آذار مارس المقبل للنظر في امكان زيادة انتاجها او خفضه وفقاً للمستجدات العسكرية في العراق والاضطرابات في فنزويلا ومستوى نمو الاقتصادات الدولية او انكماشها. وقد يتزامن الاجتماع مع بدء الحرب على العراق واسقاط صدام حسين. لكن محللين غربيين لاسواق الطاقة من بينهم غاري روس رئيس مجموعة "بيرا" للطاقة في الولاياتالمتحدة، اشاروا الى ان "اوبك" بدأت "تفقد قدراتها على التحكم في الاسعار عبر زيادة الامدادات او خفضها". ويعتقد المحللون ان زيادات الانتاج التي تقررت في اجتماع "اوبك" الاخير يمكن ان تؤدي الى خفض الاسعار قليلاً اذا خفت حدة التوتر في الخليج. قال رئيس "اوبك" وزير الطاقة والصناعة القطري عبدالله العطية: "ان المنظمة يمكن ان تقرر زيادة انتاجها في اجتماع فيينا، بهدف خفض الاسعار". وشدد العطية، الذي كان يتحدث على هامش افتتاح مشروع عملاق للكيماويات في مسيعيد قطر ان "المنظمة ستتخذ خطوة جديدة من اجل خفض الاسعار في اجتماع آذار وان كل الخيارات مفتوح". وحقق خام القياس الاوروبي صباح امس قفزة جديدة وتجاوز سعر البرميل في عقود آذار 31.21 دولار وتساوى سعر "برنت" مع سعر "سلة اوبك" مساء الاثنين وحلق سعر الخام الاميركي ليتجاوز 34 دولاراً في اعلى مستوى جديد منذ عامين. وقال وزير الطاقة والصناعة القطري ان "المشكلة ان الاسواق لم تتجاوب مع قرار اوبك الاخير". واضاف: "ان السوق تواجه الكثير من الضغوط السياسية والنفسية كالوضع في العراقوفنزويلا وتتابع اوبك السوق عن كثب ونحن نعتقد انها ستستقر في الشهور القليلة المقبلة". في سنغافورة قال متعاملون ان العقود الآجلة للنفط الخام ارتفعت الى اعلى مستويات لها في عامين خلال التعاملات الالكترونية لبورصة نيويورك التجارية نايمكس في آسيا مدعومة بالمخاوف من الحرب في العراق. ولقيت اسعار النفط الخام دعماً من مخاوف الحرب حيث وضع مفتشو الاسلحة التابعون للامم المتحدة على عاتق بغداد مهمة اقناع العالم بان العراق خال من اسلحة الدمار الشامل. وبلغ سعر عقود النفط الخام لاقرب استحقاق في شباط فبراير 34.03 دولار للبرميل مرتفعاً 12 سنتاً على اقفال الجمعة حين حقق 33.91 دولار. وارتفع سعر عقود اذار للنفط الخام 17 سنتاً الى 23.13 دولار للبرميل. ويتوقع المتعاملون في بورصة النفط الدولية في لندن ان تستمر اسواق النفط متقلبة، على الاقل الى ما بعد تقديم المفتشين الدوليين تقريرهم الى مجلس الامن الاثنين المقبل. في الدوحة توقع احمد زكي يماني، وزير النفط السعودي السابق وأحد مؤسسي منظمة الدول المصدرة للنفط اوبك، ان يصل سعر برميل النفط الى ما بين 80 و100 دولار في حال اندلاع حرب في العراق "لا سيما اذا لجأ الرئيس صدام حسين الى تفجير ابار النفط". وقال: "ان صدام حسين قد يعمد الى تفجير ابار النفط العراقية ... وعليه فإن المخزونات الاستراتيجية ستتقلص وسيسير العالم الى هاوية مخيفة لا أحد يمكنه معها تخيل السعر الذي قد يصل اليه سعر البرميل الذي قد يرتفع الى ما بين 80 و100 دولار". وحذر خلال محاضرة القاها في الدوحة مساء الاثنين من ان "الولاياتالمتحدة قد تتسبب بكارثة عالمية في حال اقدامها على ضرب العراق". وقال في ندوة "مستقبل المشرق العربي في ضوء احداث 11 ايلول سبتمبر"، ان "تدمير الموارد النفطية وانقطاع النفط العراقي سيؤدي الى ارتفاع كبير في سعر برميل النفط وانه في حال نجاح الحملة العسكرية على العراق فإن ذلك سيتسبب في حدوث اضرار لحقول العراق وظهور اضطرابات دينية وطائفية بسبب التركيبة السكانية للعراق وهي حالة ستؤدي الى قفز اسعار النفط بشكل كبير جداً ما سيؤدي الى اضعاف الاقتصاد الدولي".