اعرب مسؤول نفطي عربي كبير عن خشيته من "تراجع ملموس لاسعار الخام" فور استئناف الصادرات النفطية العراقية وعودة تدفقها الى الاسواق. وقال ل "الحياة" ان "الاسواق مشبعة واعتقد ان الاسعار بدأت دورة تراجعها... واظهر وقف تدفق 2.3 مليون برميل يومياً من النفط العراقي عن الاسواق ان الامدادات لم تتأثر بل على العكس واصلت الاسعار تراجعها لوجود فائض في الاسواق". تراجع سعر "سلة اوبك" في اليومين الماضيين الى 25.89 دولار ما يعني ان عودة النفط العراقي الى الاسواق قد تدفع الاسعار الى ما دون الحد الادنى لآلية السعر اي الى ادنى من 22 دولاراً للبرميل ما قد يستدعي تشغيل الآلية، اذا تراجعت الاسعار على مدى 10 ايام متتالية، وسحب ما يصل الى 500 الف برميل يومياً من الاسواق. كما ان سعر خام القياس "برنت" عاد امس الى التراجع في التعاملات الآجلة التي جرت في بورصة النفط الدولية في لندن عن مستوياته التي حققها بعد قفزة تصحيحية مبكرة في اسعار الغاز الطبيعي والسولار في بورصة نايمكس الاميركية. وقال متعاملون ان السوق ستراقب عن كثب اداء السولار وزيت التدفئة في الولاياتالمتحدة وتتابع تقارير الارصاد الجوية لتحديد الاتجاه الفوري للاسعار. وراوح سعر "برنت" عند الظهر في عقود كانون الثاني يناير في حدود 28 دولاراً للبرميل. وقال احد المتعاملين، من دون ان يولي اهتماماً كبيراً للتطورات العراقية الاخيرة، "يجري تداول النفط داخل نطاق سعري يراوح بين 27 و30 دولاراً للبرميل... الكل سيراقب سعر السولار والطقس". في الدوحة ابدى وزير الطاقة والصناعة القطري عبدالله العطية استغرابه من انخفاض اسعار النفط بهذه السرعة وفي وقت مبكر من الشتاء. وقال: "ان من المقلق ان يتزامن تراجع الاسعار مع التوقف الوقتي للصادرات العراقية". وشدد في حديث الى "وكالة الانباء القطرية" على ان "الامر يدل على حجم الفائض في العرض النفطي ما قد يتطلب تقديم موعد قرار خفض الانتاج الذي كان من المتوقع اتخاذه في الاجتماع العادي لمنظمة اوبك في آذار مارس المقبل". واشار الى ان المنظمة كانت تتوقع استقرار الاسعار عند المستويات العليا لآلية الاسعار 28 دولاراً. وقال: "لوحظ ان هناك فائضاً في المعروض النفطي نتيجة الزيادات المتكررة في الانتاج بكميات تفوق ما تبرره توقعات العرض والطلب". وكانت "اوبك" زادت معروضها النفطي 4 مرات السنة الجارية وقدر ما تدفق الى السوق بعد الزيادات الاربع بنحو 3.7 مليون برميل يومياً. في كراكاس أ ف ب انتقد الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز بشدة امس الخميس تراجع سعر برميل النفط بنحو دولارين وطلب من منظمة "اوبك" وقف تراجع الاسعار. وقال شافيز للاذاعة والتلفزيون في فنزويلا: "ان برميل النفط تراجع مجددا دولارين على الاقل". وطلب شافيز من وزير الطاقة علي رودريغيز البحث في الامر مع الدول الاعضاء في "اوبك" لكي "لا تتراجع الاسعار بنسب اضافية". وقال: "سنطلب من اوبك تعزيز موقفها والعمل على وقف التراجع". واضاف شافيز: "لا نريد ان يرتفع سعر النفط كثيراً لكن ليس بوسعنا قبول تراجعه من دون القيام بأي شيء". وكان رودريغيز اعلن الثلثاء ان سعر برميل النفط الفنزويلي دفع ثمن تقلبات السوق وخسر اربعة دولارات ليستقر على 26 دولاراً. واعتبر رودريغيز، الرئيس الحالي لاوبك، ان الازمة في الشرق الاوسط واحتمال معاودة العراق تصدير النفط في اطار برنامج النفط مقابل الغذاء "عوامل يمكن ان تؤدي الى تراجع اسعار النفط".