قال وزير النفط والطاقة المعدنية السعودي علي النعيمي ان زيادة الحصص الانتاجية لمنظمة "أوبك" وخفض الانتاج الفعلي يمثل خياراً معقولاً في الاجتماع الوزاري الاستثنائي الذي تعقده المنظمة الخميس اذا كانت بيانات المعروض النفطي تبرر ذلك. وتزامن الموقف السعودي مع دعوة ايرانية مماثلة لمواجهة وفرة المعروض. لندن، طهران - "الحياة"، رويترز - حضت ايران، ثاني اكبر منتج للنفط في "اوبك"، امس الاثنين على درس رفع حصص الانتاج الرسمية وتقليص الانتاج لمواجهة الوفرة المزمنة في المعروض النفطي. وفي اول تعليق علني لمسؤول في "اوبك" على رفع سقف الانتاج قال وزير النفط الايراني بيجان زنقانه: "ينبغي لأوبك ان ترفع سقف الانتاج الرسمي من مستوى 21.7 مليون برميل يومياً بحيث يعكس جزءاً من تجاوزات الانتاج". وأبلغ الوزير الصحافيين، على هامش مؤتمر للطاقة في طهران، "امامنا في اوبك حل من اثنين… اما اضفاء الشرعية على جزء من الزيادة غير الرسمية او تأجيل البحث في الموضوع الى اجتماع آذار مارس المقبل". واضاف "الواقع ان السوق متخمة بالمعروض وفي الصيف سيتراجع الطلب ولدينا امدادات كافية ولا نحتاج لاي زيادة في الامدادات انما ينبغي لنا على الارجح البحث في تقليص الامدادات". وتأتي تصريحات زنقانه اثر اعلان الامين العام الفارو سيلفا الجمعة الماضي ان "أوبك" تطرح في السوق بين مليون ومليون ونصف مليون برميل يومياً اكثر من الحاجة. وتعقد "اوبك" اجتماعا في فيينا الخميس لتحديد سياسة الانتاج في الربع الاول من سنة 2003 فيما يساور الدول المستهلكة القلق من ان تشن الولاياتالمتحدة هجوماً للاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين ما يؤدي الى ارتفاع حاد في اسعار النفط. وارتفع خام القياس الاوروبي "برنت" الى حدود 25.92 دولار للبرميل في العقود الصباحية التي تمت في بورصة النفط الدولية في لندن نتيجة الاضرابات في فنزويلا ما ادى الى هبوط كبير في حجم الصادرات ونتيجة الموقف الايراني. ويبدو ان تصريحات زنقانه تلمح الى تنامي التأييد في "اوبك" لخفض الزيادة غير الرسمية في انتاج النفط التي بلغت 2.8 مليون برميل يومياً باعتراف المنظمة نفسها للمساعدة في بقاء الاسعار في نطاق السعر الذي تستهدفه "اوبك" بين 22 و28 دولاراً للبرميل. ويعتقد بعض مسؤولي "اوبك" ان المجموعة بحاجة الى رفع الحصص الرسمية وتحديد مستويات انتاج واقعية للحد من انتهاكات حصص الانتاج. واذا قرر الوزراء، على سبيل المثال، ان الانتاج يزيد على احتياجات السوق بنحو 1.5 مليون برميل يومياً وان حجم التجاوزات الانتاجية الحالية 2.8 مليون برميل يومياً يمكن ان يرفع السقف الرسمي بواقع 1.3 مليون برميل الى 23 مليون برميل يومياً. وذكرت وكالة انباء "اوبكنا" امس نقلاً عن امانة المنظمة ان سعر "سلة اوبك" انخفض الجمعة الى 25.88 دولار للبرميل مقارنة مع 25.95 دولار الخميس. من جهة ثانية قال مصدر نفطي عراقي ان وزير النفط عامر رشيد والرئيس الجديد لمؤسسة تسويق النفط العراقية سومو رافد عبدالحليم سيحضران اجتماع فيينا. ولم يحضر رشيد اجتماع "اوبك" في ايلول سبتمبر الذي عقد في اليابان كما سبق له ان تغيب عن اجتماعات "اوبك" عندما كانت الشؤون الداخلية تحظى بالأولوية. إلا أن العراق سيحتل موقعاً بارزاً في جدول اعمال الاجتماع هذه المرة خصوصاً في ضوء مخاوف السوق من تعطل الامدادات من الشرق الاوسط اذا نفذت واشنطن تهديدها بشن الحرب. ووفقاً لنشرة "ميدل ايست ايكونوميك سيرفي" ميس النفطية المتخصصة "من المنتظر ان يعقد وزراء اوبك اجتماعاً تنفيذياً مغلقاً للبحث في الموقف العراقي". وتعهدت "اوبك" مراراً بتغطية اي نقص في صادرات النفط العراقي في حالة نشوب حرب. ويصدر العراق نحو 1.7 مليون برميل يومياً بموجب برنامج النفط مقابل الغذاء مع الاممالمتحدة. وتُقدر كلفة المرحلة الاولى لاصلاح القطاع النفطي العراقي، بعد الحرب او رفع الحصار الدولي عن العراق بأكثر من ثلاثين بليون دولار راجع ص13.