توصلت دراسة بعنوان «- Effect of face veil on ventilator function among Saudi adult females تأثير غطاء الوجه على وظيفة التنفس لدى الإناث البالغات السعوديات» لجامعة الملك سعود؛ لأن الاستعمال طويل الأمد للنقاب بالسعودية يمكن أن يخفض وظائف التنفس وهذا يعني أن شكوى النساء من ضيق التنفس بخاصة خلال الصيف ليس نفسياً إنما هو قصور مادي عضوي بالتنفس والحصول على الأكسجين، واحتباس ثاني أكسيد الكربون في النقاب يؤدي لنقص الأكسجين ورفع معدل نبضات القلب مما أدى لانتشار نمط التنفس السطحي وارتفاع معدل نبضات القلب لدى الإناث، ونقص الأكسجين يمكن أن يؤدي لاضطرابات الآلام العضلية الهيكلية المختلفة، وترجّح الدراسة أن النقاب من أسباب زيادة متلازمات الألم العضلي الليفي وألم الرقبة والعضد/Cervicobrachialgia لدى الإناث بالسعودية، وتزيد تلك الآثار بزيادة فترة وضع النقاب. ودراسة ثانية سعودية بعنوان The effect of wearing the veil by Saudi ladies on the occurrence of respiratory diseases– تأثير ارتداء السيدات السعوديات للغطاء على الأمراض التنفسية، توصلت أن الالتهابات التنفسية والربو كان أعلى بشكل كبير لدى من يغطين وجوههن. وهذا رأي العلم الطبي، أما رأي العلم الديني فعالم الحديث الشيخ السلفي محمد الألباني ألّف كتابين في إثبات عدم وجوب تغطية المرأة لوجهها «جلباب المرأة المسلمة»، والثاني «الرد المفحم على من خالف العلماء وتشدد وتعصب وألزم المرأة أن تستر وجهها وكفيها وأوجب ولم يقنع بقولهم إنه سنة ومستحبة»، والشيخ السلفي عثمان الخميس قال في مقطع متداول: «إن أكثر أهل العلم المتقدمين قالوا بجواز كشف المرأة لوجهها»، وقال إنه من الغلو إدانة من يقولون بهذا الرأي، وقال: «إن جماهير أهل العلم قالوا إن من كشفت وجهها لا تأثم». ولذا عند مناقشة مسألة غطاء الوجه يجب الأخذ بالرأي الطبي بالإضافة للآراء الفقهية المختلفة، ومن جهة أخرى كثيرات يقلن إنهن يتعرضن للتميز في القبول بالوظائف بسبب وضعهن للنقاب بينما لا يمكن للأهل أن يوافقوا على التوظيف بدون النقاب، وهذا ظلم للنساء، فطالما أن المجتمع يفرض النقاب على النساء فيجب أن يضمن لهن عدم التعرض للحرمان من حقهن بالوظائف بسبب وضع النقاب، وهناك وثائقي غربي عن وضع النساء تاريخياً بعنوان The Ascent of Woman تناولت حلقته الأولى فرض جميع الحضارات بما فيها التي تسبق الديانات الإبراهيمية الحجاب على النساء متضمناً العباءة وغطاء الشعر وغطاء الوجه، وما زالت هناك تماثيل ورسومات بالمتاحف تظهر النساء بالعباءة وغطاء الرأس والوجه بخاصة الحضارة اليونانية التي انبثقت منها الحضارة الغربية والتي وُصف وضع المرأة اليونانية فيها بأنه كان يشبه وضع المرأة الأفغانية تحت حكم طالبان وقوانينها لا تختلف عن قوانين طالبان بحق النساء، والفلاسفة اليونان كانت آراؤهم السلبية المتعصبة ضد النساء لا تختلف عن آراء رجال طالبان وحسب بعض المؤرخين دخول تراث هؤلاء الفلاسفة اليونان إلى الثقافة العربية عبر الترجمات بالعصور الوسطى ربما شجع وبرر الخطاب العنصري المعادي للنساء في التراث الإسلامي، والمفارقة أنه كانت هناك عقوبات على النساء المستعبدات/الجواري أن ارتدين الحجاب في جميع الحضارات وليس فقط بالإسلام، ولو كانت غاية الحجاب منع افتتان الرجال بالنساء لفرض أيضاً على المستعبدات. وبالنسبة للون؛ فزوجات النبي كان حجابهن بألوان الأحمر والمعصفر، وإضافة ظريفة للموضوع وهي أن الرجال جربوا في فترة فرض الكمامات بداية وباء كورونا الإحساس بكتمة التنفس ورهاب الأماكن الضيقة الذي تولده تغطية الإنسان لوجهه وهذا ساعدهم على الشعور بشعور النساء ومن المفيد تذكيرهم به ليكون لهم موقف أكثر تعاطفاً.