بغداد، واشنطن، بروكسيل - أ ف ب - رأس الرئيس صدام حسين أمس اجتماعاً مشتركاً لقيادة حزب "البعث" والحكومة خصص للبحث في الوضع السياسي في ظل تهديدات اميركية بهجوم عسكري على العراق. وذكرت وكالة الأنباء العراقية ان الاجتماع الذي رأسه صدام "ناقش جانباً من القضايا السياسية الراهنة" من دون الخوض في مزيد من التفاصيل. وهذا ثاني اجتماع يرأسه صدام للقيادة العراقية خلال 24 ساعة، بعدما كان رأس أول من امس اجتماعاً مع موفدين الى الدول العربية خصص للبحث في "التهديدات الاميركية"، حضره نائب رئيس مجلس قيادة الثورة عزة ابراهيم ونائب رئيس الجمهورية طه ياسين رمضان ونائب رئيس الوزراء طارق عزيز وعضو مجلس قيادة الثورة الفريق الاول الركن علي حسن المجيد. إلى ذلك، انكرت بغداد على الولاياتالمتحدة الحق في التحدث عن "احترامها سلطة الاممالمتحدة"، واعتبرت صحيفة "الثورة" الناطقة باسم حزب "البعث" ان "الولاياتالمتحدة آخر من يحق له ادعاء الحرص على ان تكون المنظمة الدولية فاعلة ومحترمة وناجحة". وأضافت: "اذا كانت ثمة دولة مسؤولة عما آل اليه دور هذه المنظمة من تراجع ووهن ونكوص على الصعيد الدولي فهي الولاياتالمتحدة لانها حولتها من منظمة دولية الى اداة مسخّرة لخدمة سياستها الخارجية العدوانية". واعتبرت صحيفة "بابل" التي يديرها عدي النجل الاكبر للرئيس العراقي ان لجوء بوش الى المنظمة الدولية "محاولة للالتفاف على القانون الدولي". وحذرت من ان "الحماقة الاميركية ستؤجج النيران المشتعلة في المنطقة وتعرض الاقتصاد العالمي واسعار النفط للخطر". وأعلن عضو الكونغرس السناتور نيك رحال انه طلب امس من المجلس الوطني البرلمان العراقي الموافقة على عودة المفتشين إلى العراق لنزع اسلحة الدمار الشامل. وقال النائب الديموقراطي عن فرجينيا امام البرلمان العراقي ان "امكان تجنب الحرب وضمان السلام يكمنان في السماح لمفتشي الاممالمتحدة بالعودة الى العراق"، مؤكداً انه "امر ملح، وأطلب من حكومتكم الالتزام بكل قرارات الاممالمتحدة من دون تأخير". وأوضح النائب الاميركي في اتصال هاتفي من بغداد حيث يقوم ب"مهمة انسانية" انه أكد للمجلس الوطني ان وفده "لا يريد حرباً جديدة في العراق". واضاف: "اشجع زملائي في الكونغرس على بدء حوار مع البرلمان العراقي من اجل الخير لبلدينا". ويقوم رحال بزيارة للعراق تستمر ثلاثة ايام برعاية مجموعة "انستيتيوت فور بابليك اكيوراسي" ومقرها سان فرانسيسكو كاليفورنيا، يرافقه المدير التنفيذي للمركز نورمان سالومون وجيمس جينينغس رئيس مجموعة الدفاع عن حقوق الانسان "الضمير الدولي" التي تتخذ من اتلانتا مقراً لها والسناتور السابق جيمس ابو رزق. وستجتمع اليوم في بغداد حوالى مئة شخصية من السياسيين والمثقفين والنقابيين، بينهم النائب البريطاني جورج غالاوي، في اطار "لجنة التنسيق والتحقق" غير الحكومية التي شكلت قبل اربع سنوات للعمل لرفع الحظر عن العراق منذ منتصف عام 1990. وتجتمع هذه الشخصيات مرتين في السنة في بغداد برئاسة نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز. على صعيد آخر، نفى وزير الاعلام العراقي محمد سعيد الصحاف ان يكون الرئيس العراقي تعهد لاسرائيل عام 1998 عدم مهاجمتها في حال تعرض العراق لهجوم اميركي واسع. وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق بنيامين نتانياهو اعلن الاربعاء الماضي ان صدام حسين بعث إليه ب"رسالة مفادها ان العراق لن يطلق صواريخ على اسرائيل" في حال تعرض لهجوم اميركي. ونقلت "وكالة الانباء العراقية" عن الصحاف قوله إنها "أوهام لا وجود لها إلا في عقولهم المريضة". واضاف: "يعرف الجميع موقف العراق قائداً وشعباً من الكيان الصهيوني المسخ، ويعرف الجميع ان ما يتحمله العراق من اذى هو بسبب عدم مهادنته هذا الكيان"، وزاد: "لا توجد اصلاً بين العراق والكيان الصهيوني أي هدنة منذ الحرب التي وقعت بينه والعرب ومعهم العراق عام 1948".