شكك العراق مجددا في النيات الاميركية ازاءه معتبرا ان عودة المفتشين الدوليين الى اراضيه لن تجنبه ضربة عسكرية محتملة لان هدف واشنطن هو تغيير النظام فيه وليس ازالة اسلحة الدمار الشامل. وفي حين ترأس الرئيس صدام حسين اجتماعا لكبار اعضاء قيادته اكد نائبه طه ياسين رمضان ان علاقات بغداد مع الدول العربية "في افضل حال". بغداد - أف ب - أكد نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز ان الولاياتالمتحدة تخطط لهجوم على العراق حتى لو سمح بعودة مفتشي الاممالمتحدة لنزع الأسلحة، لانها تريد التخلص من نظامه الحالي. وقال عزيز لوفد أوروبي في زيارة تضامن الى بغداد: "ان عودة المفتشين لن تحول دون العدوان الاميركي لان الاميركيين يقولون ان هدفهم يتمثل في تغيير الحكومة العراقية. لكنهم لم يضعوا حكومة بغداد في السلطة حتى يغيروها". وشدد على "ان هدفهم الآن هو هدفهم نفسه بين 1991 و 1998 عندما كان المفتشون في العراق، وعودتهم لن تمنع عدواناً اميركياً"، مضيفاً "لقد خضنا حرباً ضد الولاياتالمتحدة في السابق وقاتلنا ونجونا. نحن شعب شجاع مستعد للدفاع عن بلاده". واعتبر عزيز ان على الولاياتالمتحدة، للتمكن من قلب نظام الحكم "اجتياح العراق ومقاتلة كل فرد فيه. انه أمر باهظ الثمن وسيدركون انهم غير قادرين عليه". واكد ان الولاياتالمتحدة لن تكون قادرة على إقامة تحالف ضد العراق كما فعلت ابان حرب الخليج سنة 1991 "ليس فقط في المنطقة بل ايضا على المستوى الدولي". واضاف "ان اميركا لن تستطيع اقناع اي دولة بأن تكون حليفتها في عدوان جديد على العراق. وفي حال قام الاميركيون بعدوان جديد فسيكون اميركياً بحتاًَ، ربما مع بعض الدعم البريطاني". يذكر ان الرئيس جورج بوش جدّد مطلع الشهر تأكيده ان سياسة ادارته هي تغيير نظام صدام، في حين قال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، الذي يواجه معارضة في الداخل لاي عمل عسكري مباشر ضد بغداد، ان "العراق سيكون في وضع أفضل من دون صدام حسين". وفي الاطار نفسه، قال نائب رئيس الجمهورية طه ياسين رمضان ان "الشعب العراقي استطاع اعادة بناء كل المرافق التي دمرها الاميركيون عام 1991" مؤكداً تصميم العراقيين على "دحر المخططات الاميركية العدوانية تجاه العراق". ونقلت صحيفة "العراق" عن رمضان قوله ان "التهديدات الاميركية لن تخيفنا، وتصريحات الساسة الاميركيين لن ترهبنا" وأضاف ان "الشعب العراقي مصمم على دحر النيات الاميركية الخبيثة واحباطها وقبرها". وعن العلاقات العربية قال نائب رئيس الجمهورية ان علاقات العراق مع الاقطار العربية هي "الآن في احسن أحوالها ونحن مرتاحون للنتائج الايجابية التي حققتها قمة بيروت. ونسعى باستمرار الى تخطي كل العقبات والحواجز". الى ذلك، سخر رئيس لجنة العلاقات العربية والاجنبية في المجلس الوطني البرلمان العراقي سالم الكبيسي من التهديدات الاخيرة للرئيس بوش قائلاً: "تظهر هذه التصريحات ان رئيس اكبر دولة في العالم لم تعد له اي مسؤولية في ادارة شؤون بلاده الا موضوع العدوان على العراق". وقال ان هذا التصرف يظهر بوضوح "طبيعة شخصية بوش المجبولة على العدوان والشر، شخصية غير مستقرة وغير طبيعية ولا تمتلك شيئاً من مقومات ادارة الدولة". من جهة ثانية، ذكرت وكالة الانباء العراقية ان الرئيس صدام حسين ترأس اجتماعاً مساء أول من أمس لكبار اعضاء القيادة العراقية، لكنها لم توضح المواضيع التي بحثت خلال الاجتماع الذي حضره كل من نائب رئيس مجلس قيادة الثورة عزة ابراهيم وطه ياسين رمضان وطارق عزيز وعضو مجلس قيادة الثورة الفريق الاول الركن علي حسن المجيد، ورئيس المجلس الوطني البرلمان سعدون حمادي ونائبي رئيس الوزراء حكمت العزاوي وعبدالتواب الملا حويش، إضافة الى رئيس ديوان الرئاسة أحمد حسين خضير ووزيري الاعلام محمد سعيد الصحاف والخارجية ناجي صبري.