اعاد زعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" جون قرنق الحياة الى اجتماعات هيئة قيادة "التجمع الوطني الديموقراطي" السوداني المعارض المنعقدة في اسمرا، اذ تحولت الاجتماعات التي بدأت فاترة الاربعاء الى مسارات جديدة لدى وصوله الى العاصمة الاريترية امس. وكشفت المعارضة خطة ديبلوماسية مكوكية مكثفة تبدأ من واشنطن لاقناع الوسطاء في النزاع السوداني، خصوصاً واشنطن، بضرورة مشاركة "التجمع" في جولة المفاوضات التي ستستأنف الاثنين المقبل بين الحكومة و"الحركة الشعبية". في غضون ذلك طلبت هيئة قيادة المعارضة من امانة "التجمع" المعارض في الداخل فتح حوار مع حزب "المؤتمر الشعبي" بزعامة الدكتور حسن الترابي للتنسيق بينهما في إطار الضغط على الحكومة لتوسيع دائرة المفاوضات. وكانت هيئة قيادة "التجمع" افتتحت اجتماعاتها اول من امس بعدما تأجلت مرتين بسبب غياب قرنق لاسباب لوجستية تتعلق بانتقاله الى اسمرا من منطقة الاستوائية في جنوب السودان. واضفى وصوله امس حيوية على الاجتماعات التي بدأت في اجواء من القلق والمخاوف على مصير المعارضة. واعتبر كثيرون ان قرنق تهرب من حلفائه تحت ضغوط اميركية لتمرير "بروتوكول مكاكوس" الذي وقعه مع الخرطوم واعطى شعب جنوب السودان حق تقرير المصير بعد ست سنوات. وبدأ قرنق امس لقاءات ثنائية مع زعيم المعارضة السيد محمد عثمان الميرغني للبحث في صيغة لمشاركة "التجمع الوطني" في جولة المفاوضات المقبلة التي ترعاها "السلطة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف" إيغاد والولايات المتحدة ومجموعة الترويكا الاوروبية. وقد وجه حلفاء لقرنق انتقادات حادة للاتفاق الذي اعتبروه "جزئياً وثنائياً تم تحت ضغوط اميركية وسيؤدي الى الانفصال". وفي هذا الاطار، كشف الناطق باسم "التجمع" حاتم السر ان "التجمع" وضع خطة ديبلوماسية لاقناع الوسطاء باهمية اشراك "التجمع الوطني في جولة المفاوضات الاثنين المقبل". وقال "ان الخطة المكوكية ستبدأ من واشنطن". وكان "التجمع" طلب تأجيل جولة المفاوضات الامر الذي رفضته الخرطوم. وشدد السر على "عدم موافقة التجمع الوطني المشاركة في المفاضاوت ضمن الوفد الاستشاري لقرنق وتكون آراء الوفد مرجعية للتفاوض". الى ذلك، قال الامين العام ل"التجمع الوطني" فاغان اموم: "ان هيئة القيادة طلبت من امانة التجمع في الداخل فتح حوار مع حزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه الدكتور الترابي للتنسيق بينهما. وتهدف الخطوة الى توحيد جهود القوى السياسية المعارضة لمحاصرة الحكومة والضغط عليها لاشراك الآخرين في المفاوضات" كما قررت القيادة "توسيع امانة التجمع واضافة كل الفصائل المنضوية تحت لوائه". وتواصل هيئة قيادة "التجمع الوطني" اجتماعاتها اليوم بعد تأجيل جلسة مساء امس بسبب حضور قرنق. وتخصص الجلسة الصباحية للمسائل التنظيمية واحتواء الخلافات فيما تخصص المسائية لتقويم "بروتوكول مكاكوس".