ارجأت المعارضة السودانية اجتماعاتها الى مساء اليوم الاثنين بسبب تأخر وصول زعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" جون قرنق. واعربت المعارضة عن أسفها لمنع السلطات السودانية سفر سكرتاريا "التجمع الوطني الديموقراطي" في الداخل للمشاركة في هذه الاجتماعات. واتهمت الخرطوم بعدم الرغبة في السلام. وقال نائب رئيس "التجمع الوطني الديموقراطي" الفريق المتقاعد عبدالرحمن سعيد ان هيئة القيادة ستفتتح اجتماعاتها مساء اليوم الاثنين بدل امس الاحد. وعزا التأجيل الى عدم وصول قرنق. ويرجح المراقبون ان يكون سبب التأخير هو الاجتماعات التي تعقدها الحركة حالياً لتقويم الاتفاق الذي ابرمته مع الحكومة السودانية الشهر الماضي. وأوضح سعيد ان جدول أعمال الاجتماع "لم يحدد بشكل قاطع الا ان ابرز القضايا هي بروتوكول مكاكوس وبعض القضايا المتعلقة بوحدة التجمع ومراجعة الاداء في الفترة السابقة ومناقشة مشاكل تنظيمية"، وأضاف: "لن نحدد موقفنا من الاتفاق قبل الاستماع الى قرنق. غير انه شدد على "تمسك التجمع بتوسيع قاعدة المشاركة السياسية ووحدة السودان مع منح حق تقرير المصير" للجنوب. وتعقد المعارضة اجتماعاتها في ظل تباينات في المواقف السياسية والاقليمية من الاتفاق بين قرنق والحكومة. وينتقد حلفاء قرنق الاتفاق ويعتبرون انه "جزئي وثنائي وربما يقود الى انفصال الجنوب عن الشمال"، كما يأخذون عليه انه تم تحت ضعط اميركي بسبب مطامع واشنطن في النفط السوداني. وتقول مصادر مطلعة ان "التجمع" يسعى الى ضمان مشاركته في المفاوضات المقبلة بين قرنق والخرطوم وربما يكتفي بالحد الادنى اذ تعذر ذلك عن طريق ارسال وفد استشاري لوفد "الحركة الشعبية". ووصف سعيد منع الحكومة سفر سكرتاريا المعارضة في الداخل واشتراطها نبذ العنف بأنه "أمر غريب لان النظام ظل في الفترات الماضية يحظر السفر بحجة المشاركة في عمل حربي لكن المعارضة تعتزم هذه المرة مناقشة السلام واتفاق الحكومة مع قرنق". واعتبر ان "النظام يعمل ضد السلام ولا يرغب فيه".