تعقد منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك اجتماعها الوزاري المقبل في مدينة اوساكا اليابانية يوم 18/19 أيلول سبتمبر المقبل، حسب ما افادت تقارير تلفزيونية يابانية أمس، وسط مخاوف من احتمال ضربة اميركية للعراق للاطاحة بالرئيس صدام حسين واحتمال انسحاب نيجيريا من المنظمة اذا لم ترضخ الدول الاعضاء في "أوبك" لمطالب نيجيريا بزيادة حصتها الانتاجية. لندن - "الحياة"، رويترز - كانت "أوبك" تنوي عقد مؤتمرها الوزاري في فيينا يوم 18 أيلول، لكن معظم وزراء المنظمة سيكونون في اوساكا، التي تبعد 408 كيلومترات عن جنوبطوكيو، لحضور مؤتمر بين الدول المستهلكة والمنتجة للنفط يعقد بين 20 و23 أيلول، ولذلك تقرر عقد مؤتمر "أوبك" في اوساكا. وانتعشت اسعار النفط في اواخر اسبوع التعامل الاخير وعوضت جزءاً من الخسائر التي تكبدتها خلال الاسبوع، بعدما قامت الاممالمتحدة بتفنيد دعوة عراقية يوم الخميس الماضي لرئيس مفتشي الاسلحة الدوليين هانس بليكس لزيارة بغداد لاجراء محادثات. وكانت هذه الدعوة ساهمت في تراجع اسعار النفط، اذ بددت مخاوف ضربة وشيكة للعراق. لكن رد الاممالمتحدة على الدعوة والشكوك التي ابدتها الولاياتالمتحدة في الدعوة، قائلة ان العراق يجب ان يسمح بعمليات تفتيش على برامجه لاسلحة الدمار الشامل "دون قيود" على الاطلاق، أعادت المخاوف الى الاسواق. وابقى هذا التفنيد للموقف العراقي من جانب الاممالمتحدةوالولاياتالمتحدة على مخاوف المتعاملين من ان الولاياتالمتحدة تعد العدة لضربة عسكرية كبيرة ضد العراق تستهدف الاطاحة بالرئيس صدام حسين. وقال كريس تريمين من مؤسسة "أي بي ان امرو": "هذه التوترات العراقية من شأنها رفع الاسعار ما بين دولار واحد ودولارين ولقد رفضوا الدعوة العراقية ومن ثم فإنه لا يوجد اتفاق". وبعد ان هوت أسعار النفط بما يراوح بين 30 و40 سنتاً في اوائل التعامل يوم الجمعة الماضي، ارتفع خام القياس البريطاني "برنت" متجاوزاً حاجز 25 دولاراً للبرميل في نهاية اسبوع التعامل الاخير، الى 25.23 دولار للبرميل. كما ارتفع الخام الاميركي الخفيف الى 26.56 دولار للبرميل. انتاج العراق يعتقد محللون ان نجاح هدف واشنطن المعلن بتغيير نظام الحكم في بغداد سيسمح للعراق، الذي يمتلك ثاني اكبر احتياطات نفطية في العالم، بضخ كميات أضافية من الخام في الاسواق العالمية وستكون الدول الاعضاء في "أوبك"، التي تسعى للحفاظ على أسعار النفط فوق مستوى 25 دولاراً للبرميل، أكبر الخاسرين من عودة العراق الى السوق النفطية بقوة. واعدت شركات نفط بالفعل خطط طوارىء لمواجهة اي اضطرابات في المعروض النفطي نتيجة الضربة التي تهدد بها الولاياتالمتحدة للاطاحة بصدام حسين، الا ان بعض الخبراء ينظر الى ما هو ابعد من ذلك وهو عودة العراق الى وضعه السابق على صعيد الانتاج النفطي. وقالت بغداد انها تريد الوصول بطاقتها الانتاجية الى مستوى مستهدف يبلغ ستة ملايين برميل يومياً عندما سترفع عنها العقوبات التي فرضتها الاممالمتحدة عام 1990 بعد غزو بغداد للكويت . ويبلغ حجم صادرات النفط العراقية حالياً 1.2 مليون برميل يومياً، أي ما يقل بنحو مليون برميل يومياً عن طاقته الانتاجية. نيجيريا على رغم ان نيجيريا أكدت يوم الخميس الماضي انها ستظل عضواً نشطاً في "أوبك"، داحضة تكهنات بأنها تود الانسحاب من عضوية المنظمة لتضخ المزيد من النفط، الا ان الاسواق تخشى ان تضطر نيجيريا الى الانسحاب من "أوبك" اذا رفضت الدول الاعضاء في المنظمة طلب نيجيريا رفع حصتها الانتاجية. واتخذ مجلس الوزراء النيجيري قراراً الاسبوع الماضي بتفويض الرئيس النيجيري اولوسيغون اوباسانغو القيام بمساعٍ داخل "أوبك" لزيادة حصة بلاده الانتاجية.