تراجعت أسعار النفط أمس بعد ان رجح مصدر خليجي أن تتحرك منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك لتخفيف قيود الانتاج عندما تجتمع في أيلول سبتمبر المقبل وذلك للموازنة بين العرض والطلب في السوق. وتوقع محللون ان ترفع المنظمة الانتاج بمقدار 1.5 مليون برميل يومياً على الاقل لاضفاء الشرعية على تجاوزات الانتاج التي وصلت الى 1.8 مليون برميل يومياً في الشهر الماضي. لندن، دبي، جوهانسبرغ - "الحياة"، رويترز - هبط خام القياس البريطاني "برنت" للعقود الآجلة تسليم تشرين الاول أكتوبر في بورصة النفط الدولية في لندن أمس الى 26.92 دولار للبرميل من 27.22 دولار أول من أمس، وعاد وارتفع في الساعات التالية من التعامل الى 27.04 دولار. وقالت وكالة انباء "أوبك" أوبكنا أمس نقلاً عن امانة المنظمة ان سعر سلة خامات "أوبك" السبعة استقر على 26.67 دولار للبرميل أول من أمس من دون تغيير عن مستوى يوم الاثنين. ويحذر المحللون من حدوث انخفاض كبير في مخزون النفط وما يتبعه من ارتفاع للأسعار في نهاية العام ما لم تطرح "أوبك" مزيداً من النفط في الأسواق العالمية. وسعى المصدر الخليجي وهو مندوب بارز في "أوبك" لتهدئة هذه المخاوف، قائلاً: "القرار الارجح هو أن تزيد أوبك الانتاج لتلبية الطلب المتوقع وخصوصاً عندما تضع في الحسبان الموقف الحالي فيما يتعلق بالمخزونات والاسعار والعرض والطلب". وأضاف: "مسؤولية أوبك أن تحافظ على توازن السوق". وتابع ان مدة أي زيادة في المعروض وحجمها ستتقرر عندما تجتمع المنظمة المكونة من 11 عضواً في 19 أيلول سبتمبر في أوساكا في اليابان لتحديد سياسة الانتاج في الربع الاخير من السنة الجارية. وكانت "أوبك" قررت سلسلة تخفيضات في الانتاج حتى كانون الثاني يناير الماضي أبعدت عن السوق نحو خمسة ملايين برميل يومياً. وقال المصدر: "اذا كانت هناك طاقة فائضة وأتيحت لنا فرصة استخدامها... فلم لا". وقال ريلوانو لقمان رئيس "أوبك" أول من أمس ان الطاقة الفائضة للمنظمة يمكن ان تستخدم للحيلولة دون تجاوز الاسعار الحد الاقصى لنطاق السعر الذي حددته "أوبك" بين 22 و28 دولاراً للبرميل. وقال لقمان امام قمة الارض المنعقدة في جوهانسبرغ: "لا نخشى ذلك تجاوز سعر 28 دولاراً للبرميل. لدينا نفط كاف لطرحه في السوق اذا دعت الحاجة". وبرزت بوادر خلاف في "أوبك" في شأن سقف الانتاج، اذ تطالب نيجيريا والجزائر بزيادة حصتيهما الانتاجية في حين تدعو فنزويلاوالكويت الى المحافظة على سقف الانتاج الحالي. وحذر هوغو شافيز رئيس فنزويلا العضو في "أوبك" من ان كراكاس لن تؤيد زيادة حصص الانتاج. كما دعت الكويت للابقاء على قيود الانتاج الحالية ما لم يتجاوز سعر سلة خامات "أوبك" 28 دولاراً. وارتفعت الاسعار نتيجة مخاوف من توجيه ضربة عسكرية اميركية للعراق قد تؤدي الى وقف الصادرات العراقية وعرقلة تدفق النفط من دول منتجة رئيسية في المنطقة حيث يوجد ثلثا الاحتياط العالمي من النفط. وحضت الولاياتالمتحدة وهي اكبر مستهلك للنفط في العالم "أوبك" على رفع الانتاج بمقدار مليون برميل حتى تبقي الاسعار في نطاق مريح. ويبلغ سقف انتاج "أوبك" حالياً 21.7 مليون برميل يومياً، باستثناء العراق الذي ينتج بموجب اتفاق خاص مع الاممالمتحدة، الا ان انتاج الدول العشر تجاوز هذا السقف بمقدار 1.8 مليون برميل يومياً في تموز يوليو الماضي. وكانت اسعار النفط تخلت عن جانب من مكاسبها أول من أمس بعد ان سعى بعض مسؤولي "أوبك" الى طمأنة المستوردين القلقين الى انهم لن يتركوا الاسعار ترتفع خارج النطاق الذي تستهدفه المنظمة.