لم استطع ان اصدق ما قرأت اليوم. السيد عبدالحليم خدام، الرجل الحديدي الذي تولى ملف لبنان منذ ان بدأ في السبعينات ...، وبعد ربع قرن، يناشد اللبنانيين الوحدة والاتحاد لنجدته بما لهم من قدرة في المحافل الدولية لخلاص سورية والحال العربية. لا شك في ان السيد خدام قد تذكر فارس الخوري، وتذكر شارل مالك، وتذكر كميل شمعون، وتذكر غيرهم. فاستيقظ من غيبوبة التسلط ربع قرن ليناشد اللبنانيين، على مساعدته في الخارج لاخراج سورية من مأزق ادرك حتمية وقوعه. اننا اذ نثمن ما صدر عن السيد خدام من ارتياح للبنانيين في دعوتهم لمتابعة الحوار والاتحاد، نقول له: اذا كان يأمل بعض الخير في تحويل الرأي الدولي لمصلحة سورية، من بعض اللبنانيين الذين يزحفون اليه لمصالح معروفة، فالخير كله يكون حتماً اذا استحصل سيادته على دعم كل اللبنانيين المنتشرين والفاعلين في العالم. منذ اكثر من سنة ونحن ندعو الشقيقة سورية لاغتنام الفرصة، وترك لبنان مع السلاح الذي ادخلته، وما زال بارادتها موزعاً على بعضهم، ليهتم بشؤونه، ويكون مع سورية في السراء والضراء. فلم نبادل الا بالهراوات والسكاكين والضرب في ساحة العدل. فإذا كان هذا انقلاباً في التوجه والنوايا، يا سيادة نائب الرئىس، لتكن دعوتكم موجهة فعلاً الى كل اللبنانيين باعلان جدول زمني لانسحابكم من لبنان. وكل قوى لبنان الفاعلة، في لبنان وخارجه، ستكون بتصرف لبنان وسورية الشقيقة وخيرهما. اللواء عصام ابو جمرة الوزير السابق في حكومة العماد ميشال عون 1988-1990