تونس، كارلسروه، دويسبرغ، ليون، باريس - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - توسعت التحقيقات في الانفجار الذي وقع امام الكنيس اليهودي "الغريبة" في جربة التونسية الى فرنسا والمانيا، فضلاً عن تونس التي وصل اليها خمسة محققون المان. واعلنت النيابة العامة الالمانية ان سائق الشاحنة التونسي نزار بن محمد نصر نوار 25 عاماً هو "منفّذ الاعتداء"، واستجوبت مشتبهاً به ثانياً في اطار تحقيقاتها، بعدما اطلقت اول من امس المشتبه الاول لعدم توافر الادلة. وبدأ في باريس تحقيق جنائي في شأن احتمال وجود شبكة تونسية قريبة من تنظيمات اصولية، علماً ان عائلة نوار تعيش في مدينة ليون الفرنسية. ووصل الى تونس امس خمسة محققين المان للمشاركة في التحقيقات في التفجير، فيما يتوقع وصول وزير الداخلية الالماني اوتو شيلي اليوم او غداً للاطلاع على نتائج التحقيقات في العملية التي راح ضحيتها 15 شخصاً بينهم عشرة سياح المان. واشار بيان رسمي امس الى وجود "تنسيق وتعاون" مع "اطراف أمنية خارجية معنية بالعملية خصوصاً الالمان والفرنسيين". ولم يستبعد ان يشمل التعاون وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي آي ايه خصوصاً بعد اعلان شبكة "القاعدة" تبنيها العملية. ونفت مصادر مطلعة ان يكون منفّذ العملية "مقيماً مع اسرته في مدينة ليون" مثلما اشار البيان الرسمي، واكدت انه كان يعمل في وكالة سفر في جزيرة جربة. واعلن ناطق باسم النيابة العامة الالمانية ان النيابة العامة "تبني على اساس" ان سائق الشاحنة هو "منفّذ الاعتداء". واعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة الالمانية اوفه كارستن ان مجريات التحقيق تدل على وجود اعتداء. واضاف ان ما ليس معروفاً بعد "ما اذا كان الاعتداء حادثاً فردياً او ان مجموعة تقف خلفه"، نافياً تلقي السلطات الالمانية تحذيراً مسبقاً من العملية. ونفت الناطقة باسم النيابة العامة الاتحادية فراوكه كاترين شويتن في كارلسروه امس وجود معلومات عن علاقة بين الانفجار والمحاكمة التي بدأت اول من امس في فرانكفورت لخمسة جزائريين بتهمة الانتماء الى تنظيم "القاعدة". وقالت ان الرجل الذي اعتقل الاثنين الماضي ثم اطلق الثلثاء "لا يزال موضع شبهة". واضافت ان المحققين لا يزالون يحللون بياناً نشر في صحف عربية صادرة في لندن باسم مجموعة قريبة من تنظيم "القاعدة" اعلنت فيه مسؤوليتها عن انفجار جربة. وفي ليون فرنسا اكد شقيق نزار نوار 25 عاماً الذي قال بيان لمنظمة قريبة من تنظيم "القاعدة" نشر في صحف عربية انه "منفّذ العملية" انه كغيره من افراد عائلته "لا يصدّق" ذلك. واضاف ان شقيقه "كان مسلماً لكنه لم يكن متطرفاً ولا ملتزماً. لم يكن يصلي وكان يشرب الكحول". وقال وليد نوار 22 عاماً امام منزله في ضاحية سان برييه شرق ليون جنوب شرقي فرنسا: "لا نستطيع ان نصدّق انه فعل ذلك او انه يستطيع القيام بعمل من هذا النوع … لقد فوجئنا". وقال وليد نوار ان شقيقه شخص "اجتماعي" ومرح وليست لديه اي مشاكل مع السلطات التونسية. واعرب الرئيس جاك شيراك عن "الهول لهذا الاعتداء في حال كان اعتداء. ليست لدينا حتى الآن اثباتات بهذا الشأن. هناك لجنة تحقيق قائمة وفرنسا تشارك فيها". من جهة اخرى بدأت الشرطة التونسية التحقيق في اعتداء على المعبد اليهودي في المرسى في الضاحية الشمالية للعاصمة التونسية.