سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
محللون يتوقعون صداماً بينه وبين الإدارة الأميركية... وبن عامي لمس في مدريد تصميماً على التوجه إلى حل نهائي . شارون يبلغ باول رفضه سحب جيشه من مدن الضفة ومخيماتها ومعلومات عن نية الوزير الأميركي مناقشة أفكار سياسية معه
زاد رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون تعنتاً على تعنت بإبلاغه وزير الاميركي كولن باول هاتفياً امس رفض الامتثال الى النداءات الاميركية والدولية بسحب قوات الاحتلال من مدن الضفة الغربية ومخيماتها. وقالت الاذاعة العبرية ان الاتصال الهاتفي تم قبل ساعات من وصول باول الى تل ابيب، مساء امس وبعد ان اكدت مصادر سياسية رفيعة ان الانسحاب سيتم فقط من البلدات التي انهى فيها جيش الاحتلال مهماته "لكن الجيش لن ينسحب من رام الله وبيت لحم" حتى بعد انهاء مهمته حتى يتم تسليم المحاصرين في كنيسة المهد وقتلة الوزير رحبعام زئيفي الذين تدعي اسرائيل انهم موجودون في مقر الرئيس الفلسطيني في رام الله. وزادت ان الانسحاب من مخيم جنين سيتأخر ايضاً "الى حين تنظيفه من قواعد الارهاب". ولفتت الى طلب شارون من جنوده في المخيم التأني في عملياتهم "حتى ان احتجتم لمزيد من الوقت للحيلولة دون ان يمس أحدكم بأذى". وعلى رغم تأكيد هذه المصادر موقف شارون الرافض لاستئناف أي مفاوضات سياسية مع الفلسطينيين قبل تحقيق وقف النار، كتب أبرز المعلقين في الصحف العبرية ان باول سيطالب شارون بالذهاب أبعد من ذلك وسيقدم له مقترحات لأفق سياسي. ورأى شمعون شيفر في "يديعوت احرونوت" ان باول سيطرح مستقبل المستوطنات المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشيراً الى ان مسؤولين اميركيين يتحدثون عن امكان بقاء عدد من المستوطنات في مقابل عودة عدد من اللاجئين الفلسطينيين الى داخل الخط الأخضر. وتابع المعلق يقول ان باول قد يقترح على شارون تبني أسس المبادرة السعودية واجراء حوار بين أطراف النزاع برعاية مؤتمر دولي تشارك فيه الولاياتالمتحدة وروسيا وأوروبا والدول العربية المعتدلة. ورأى المعلق السياسي في "معاريف" عمانوئيل روزين ان مهمة باول قد تحقق أحد أمرين: الفشل، ما يعني اتهام الرئيس الفلسطيني بالتسبب به وإبداء غضب على شارون، ما يستدعي مزيداً من الضغوط الاميركية على الزعيمين او تحقيق وقف للنار، لن يصمد كثيراً. وتابع ان شارون قد يجد نفسه أمام تدويل الصراع بعد ان يتبين له ان الولاياتالمتحدة سئمته والرئيس الفلسطيني ما سيرغمه على المشاركة في "مؤتمر مدريد 2". وتحدث المراسل السياسي لصحيفة "هآرتس" الوف بن عن صدام متوقع بين شارون والادارة الاميركية على خلفية بنود الخطة السياسية التي اطلقها الاجتماع الرباعي في مدريد أول من امس، وزد انه فضلاً عن الخلاف في وجهات نظر كل من باول وشارون حول الانسحاب الفوري وشرعية الرئيس الفلسطيني فإن البند الأكثر اشكالية في الخطة يتعلق بمطالبة باول باستئناف فوري للعملية السلمية وتحديد جدول زمني لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي والصراع "وقد مل المجتمع الدولي المماطلة الاسرائيلية والمطالبة بإرجاء المفاوضات السياسية حتى وقف النار وإلقاء القبض على المطلوبين الفلسطينيين". ويرى المعلق ان شارون ينتظر قدوم باول لاستيضاح حقيقة الموقف الاميركي واذا ما كانت الادارة الاميركية جادة في فرض مفاوضات الحل الدائم أم انها أطلقت نداءاتها بانسحاب الجيش الاسرائيلي لمجرد استرضاء الاوروبيين والعرب. ونقل عن المشاركين الأوروبيين في اجتماع مدريد شعورهم بأن باول جاء الى المنطقة "مع زاد سياسي قليل" وان الادارة الاميركية لا تزال تتأرجح بين التصريحات الفارغة المضمون وبين استئناف المفاوضات السياسية وطرح أفكار الحل الدائم. ورأى المعلق العسكري في الصحيفة زئيف شيف ان اسرائيل تسلك مسار "صدام مضبوط" مع الادارة الاميركية وقد تجد نفسها متهمة بتخريب الوساطة الاميركية. وتابع ان باول يتوقع منها انسحاباً آخر من المدن الفلسطينية، لكنه يصطدم بموقف معارض يتبناه شارون ويدعمه وزير دفاعه بنيامين بن اليعيزر. ونقلت مصادر صحافية عن مسؤولين اميركيين ابلغوا صحيفة "واشنطن بوست" ان ثمة تآكلاً في مكانة شارون في البيت الأبيض جراء تعنته في مواصلة عدوانه. الى ذلك اعلن سكرتير الحكومة الاسرائيلية جدعون ساعر رفض اسرائيل وصول قوات دولية الى المناطق الفلسطينية، فيما اشارت اذاعة الجيش الى ان شارون قبل في الماضي وصول قوة اميركية صغيرة. وقال الوزير الجديد عن حزب المستوطنين اسحق ليفي ان الهجوم العسكري على الفلسطينيين سيتواصل منتقداً الدعوة الاميركية بالانسحاب قائلاً ان العلاقة بين بلدين صديقين يجب ان ترتكز الى لغة الحوار وليس الى املاءات اميركية. ورأى رئيس الحكومة السابق بنيامين نتانياهو ان اسرائيل في عدوانها على الفلسطينيين انما تطبق "المبادئ التاريخية" التي اقرها الرئيس الاميركي جورج بوش لمحاربة الارهاب وانه بينما تحتاج الولاياتالمتحدة الى أكثر من سبعة شهور في افغانستان فإننا لسنا بحاجة الى مثل هذه الفترة، لكن سبعة أيام لا تكفينا". وكرر مطالبته بتقويض السلطة الفلسطينية وطرد رئيسها و"تطهير كل المناطق من الارهاب" واقامة مناطق عازلة بين المدن الفلسطينية الرئيسية والمدن الاسرائيلية. وأنهى، في حديثه لاذاعة الجيش، ان اسرائيل ستكون مستعدة للتفاوض مع قيادة فلسطينية جديدة "تفهم جيداً ثمن ممارسة الارهاب وتقلع عن التفكير بالقضاء على اسرائيل". بن عامي من ناحيته قال وزير الخارجية السابق شلومو بن عامي انه يلمس تحولاً جدياً في الموقف الاميركي والدولي عموماً من النزاع الاسرائيلي - الفلسطيني وان هذا التحول خطوة أولى في طريق بناء تسوية دولية للنزاع. وزاد انه لمس خلال زيارته الحالية لاسبانيا ان المجتمع الدولي يعي ان خطتي "تينيت" و"ميتشل" اصبحتا باليتين ولا بد من بلورة مشروع حل نهائي يقود أطراف النزاع للتفاوض تحت غطاء دولي وان الأوروبيين ابلغوا باول انهم يرون في مهمته الحالية فرصة أخيرة لتحقيق الهدوء في الشرق الأوسط وانه في حال فشله سيتم اعتماد خطة ترتكز اساساً الى الافكار الواردة في المبادرة السعودية وتلك التي قدمها الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون. ونقلت الاذاعة العبرية في وقت لاحق مساء امس ان شارون قد يوافق على اجراء مفاوضات سياسية في موازاة مفاوضات وقف النار في حال وافقت الولاياتالمتحدة على استبعاد الرئيس عرفات عن هذه المفاوضات، وزادت نقلاً عن مصادر سياسية ان شارون سيسأل باول عن العقوبات التي تنوي الولاياتالمتحدة فرضها على السلطة الفلسطينية في حال خرقت مجدداً اتفاقاً لوقف النار يتم التوصل اليه.