استهجن ابرز المعلقين الصحافيين في الصحف العبرية امس محاولة وزير الخارجية شمعون بيريز، وقبله رئيس الحكومة ارييل شارون التقليل من شأن الخلافات الاخيرة بين الادارة الاميركية والحكومة الاسرائيلية، واشاروا الى ان بيريز ربما نجح في خفض حدة الغضب الاميركي على شارون وسياسته لكنه لم ينجح في اطفاء الحرائق. وكتب شمعون شيفر يديعوت احرونوت ان شارون لم يستوعب الاشارات الاولى من واشنطن التي تحدثت عن استياء اميركي من سياسته وتصعيده قمع الفلسطينيين "كما انه لم يفهم ان مزاج صانعي القرار في الولاياتالمتحدة تغير مع انطلاق الحملة العسكرية على افغانستان" وحيال ذلك تلقى الضربة المؤلمة المتمثلة بمطالبة الولاياتالمتحدة العلنية لاسرائيل بالانسحاب من المدن الفلسطينية. وتابع انه على رغم الاستقبال الحار لبيريز في واشنطن "حيث، ومن المقارقات، دافع بشدة عن سياسة شارون التي عارضها في البداية" أوضح الرئيس جورج بوش لضيفه انه لن يقبل بأن يحول التصعيد في المنطقة دون اتمام مهام الحرب على افغانستان. وتابعت مراسلة الصحيفة في واشنطن اورلي كاتس تقول ان الادارة الأميركية أمطرت بيريز بوابل من الانتقادات غير المسبوقة بحدة لهجتها، وأوضحت على نحو لا يقبل التأويل معارضتها سياسة التصفيات والتوغل في المناطق الخاضعة للسلطة الفلسطينية. وزادت ان رد الفعل الأميركي العلني على التوغل جاء ليقول لاسرائيل أيضاً ان بوش قرر "ان يركل وبشراسة كل من تسول له نفسه التشويش على حربه ضد الارهاب". وأضافت ان الادارة رأت في شارون، مع قراره اجتياح المناطق الفلسطينية "عبوة ناسفة في طريق بلورة التحالف الدولي يجب تفكيكها فوراً". ونوهت الى أن شارون لم يستوعب بعد ما قاله موظف أميركي كبير من ان الولاياتالمتحدة "تضع مصالحها في سلم الأولويات وقبل كل شيء" وان وزير الخارجية كولن باول أوضح لنظيره الاسرائيلي وجوب ان تلتزم اسرائيل الصمت. ولفتت المراسلة الى أن الايام التي نجحت فيها اسرائيل في الايقاع بين مؤيديها في الكونغرس ومعارضيها في الولاياتالمتحدة ولّت لان بوش يحظى بدعم الشعب الاميركي كله. وانهت قائلة ان وراء الابتسامة العريضة على وجه بيريز عند خروجه من البيت الابيض تقف عصا كبيرة ستلوح بها واشنطن لاسرائيل في حال لم يخرج شارون قوات الجيش من المناطق الفلسطينية فوراً "كما ان الادارة الاميركية قد تهدد باتخاذ اجراءات عقابية ضد اسرائيل تتضمن تجميد اموال الدعم وعدم لقاء الرئيس بوش بشارون الشهر المقبل، وفي حال لم تجد هذه الاجراءات فإن الادارة قد تقدم خطة سياسية تفصيلية لحل النزاع في الشرق الاوسط تتضمن دعماً لقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس". وكتب المعلق بن كسبيت في "معاريف" كلاما مماثلا اكد فيه غضب بوش على شارون "الذي لم يحسن قراءة الاوضاع وظن ان الاميركيين يغضون الطرف عن افعاله ما يمكنه من استغلال ذلك". ونقل كسبيت عن تسريبات وصلت الى تل ابيب افادت ان بوش اشتاط غضبا لدى تلقيه نبأ مقتل 20 فلسطينيا اواخر الاسبوع الماضي "متهماً شارون وعرفات بعدم احترام طلبه بتهدئة الاوضاع حتى ينهي معالجته لافغانستان" وانه صرخ بأعلى صوته: "الى جهنم".