تطمح الحكومة الإسرائيلية إلى أن تكون جزءاً من التحالف الدولي الذي تسعى الولاياتالمتحدة إلى تشكيله ضد الارهاب، من دون أن تتخلى عن مخططاتها في عزل الفلسطينيين وهدم ما تبقى من البنية التحتية لسلطتهم الوطنية. وأكد وزير الخارجية الأميركي كولن باول أمس اتصاله بالرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون ووزير خارجيته شمعون بيريز، وحض الإسرائيليين والفلسطينيين على عقد اجتماعات لمناقشة وقف النار وتطبيق قرارات ميتشل. وأعلنت إسرائيل أن شارون أبلغ باول أنه يحارب "ابن لادن الخاص بإسرائيل"، أي الرئيس ياسر عرفات، لكنه لا يمانع في أن يلتقيه بيريز الأحد في مطار غزة. وأصدر الأوامر إلى جيشه لاقتحام مدينة أريحا، حيث استشهد أربعة فلسطينيين، وأحكموا حصار قطاع غزة. راجع ص6 وفي هذا الإطار، يمكن فهم إحجام شارون عن شن هجوم شامل على الأراضي الفلسطينية، حسبما ذكرت الاذاعة الإسرائيلية أمس، موضحة أن باول تناول في مكالمته الهاتفية معه قضية التحالف الدولي، وشدد على أن الولاياتالمتحدة لا ترغب في أي عمل يشوش على مساعيها في هذا الاتجاه، خصوصاً أن معظم الدول العربية أبدت استعدادها للتعاون في تشكيل التحالف. وتكثفت المساعي الدولية لمنع التدهور أكثر في الأراضي الفلسطينية. وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي فاسيلي سيريدين ان "الاعتداءات على أميركا لن يكون لها تأثير في موقف موسكو من قضية الشرق الأوسط". واعتبر وزير الخارجية الألماني لودغير فولمر ان الاعتداءات التي شهدتها الولاياتالمتحدة تقدم لأطراف النزاع في الشرق الأوسط فرصة "تاريخية" لعقد اتفاق سلام. وأضاف: "على المجتمع الدولي بما فيه الولاياتالمتحدة الضغط على جميع الأطراف لكي يصبح نزاعها من الماضي". لكن هذه الضغوط لم تمنع السياسيين الإسرائيليين وغالبية المعلقين الصحافيين و"الخبراء" في الشؤون العربية من شن حملة على عرفات والعرب و"الإرهاب الإسلامي" عموماً. وحرص شارون على تسريب مضمون محادثته الهاتفية مع باول وقال إن "إسرائيل مثلها مثل الولاياتالمتحدة تخوض مواجهة عنيفة مع الارهابي أسامة بن لادن خاصتها"، في إشارة صريحة إلى عرفات. أما الرئيس الإسرائيلي موشيه كاتساف فقال في لهجة وعظية إن على "العالم المتنور" أن يربط بين ما تعرضت له الولاياتالمتحدة وما تتعرض له إسرائيل، لأن من شأن ذلك أن يوضح كيف أن "أعمال الارهاب الفلسطينية" تدخل في صلب الأسباب التي مهدت الأجواء لارتكاب اعتداء ضد الولاياتالمتحدة. وما أن أعلنت الاذاعة العبرية أمس أن بيريز سيلتقي عرفات الأحد المقبل، حتى أطلق عدد من وزراء شارون انتقادات شديدة اللهجة. ورأى الوزير داني نافيه ان عقد مثل هذا اللقاء "يفوّت على إسرائيل الفرصة المواتية لمكافحة الارهاب". وطالب الوزيران رحبعام زئيفي وافيغدور ليبرمان رئيس الحكومة بمنع عقد اللقاء، وطالبا مباشرة استغلال الظروف التي تسمح بتوجيه "ضربة قاضية إلى السلطة ورئيسها". وطالبا بتكثيف الحملة الإعلامية، دولياً، والترويج أن السلطة الفلسطينية "أكبر سلطة ارهابية في العالم".