رفض قاضي محكمة البداية دبليو. كيرتيس سيويل أمس طلب محامي الدفاع عن الأميركي "الطالباني" جون فيليب ووكر ليند 20 عاماً الإفراج عنه بكفالة، مؤيداً موقف الإدعاء أنه يمكن ان يفر ويُشكّل خطراً على المجتمع. وجاء رفض قاضي محكمة الاسكندرية فيرجينيا، في أول محاكمة لعنصر اميركي من "القاعدة"، بعد يوم من تقديم المدعين قرار الاتهام لهذا الشاب المولود في كاليفورنيا والذي اعتنق الإسلام وانتقل الى أفغانستان للقتال الى جانب حركة "طالبان" وتنظيم "القاعدة". واعتقلته القوات الأميركية في مدينة قندوز في تشرين الثاني نوفمبر الماضي. وأثار نقله الى الولاياتالمتحدة لمقاضاته أمام محكمة مدنية، انتقادات في شأن "تمييز" الأميركيين في معاملة أسراهم عن الأسرى الآخرين الذين نُقلوا الى قاعدة غوانتاناموكوبا. وترفض السلطات الأميركية حتى الآن اعتبارهم أسرى حرب وحرمتهم من حق استشارة محام، على رغم انها سمحت لموظفين من الصليب الأحمر بزيارتهم والتأكد من عدم تعذيبهم. واستأنفت الولاياتالمتحدة أمس نقل الأسرى من أفغانستان الى غوانتانامو بعد توقف دام أسبوعين، إثر الانتقادات التي طاولت طريقة معاملتهم. وخلال جلسة محكمة الاسكندرية، أول من أمس، طلب محامو ليند المعروف باسم "عبدالحميد" و"سليمان الفارس"، من المحكمة عدم قبول الإفادات التي أدلى بها الى عملاء مكتب التحقيقات الفيديرالي اف. بي. آي، معتبرين انها انتزعت منه، وان المعارضة الأفغانية عذّبته خلال اعتقالها إياه. وكان الإدعاء عدد في قرار الاتهام تحركات ووكر في أفغانستان وتدريباته مع "القاعدة". وروى انه ذهب أولاً الى باكستان حيث أمضى بضعة أسابيع، بين أيار مايو وحزيران يونيو 2001، يتدرب في معسكرات تابعة ل"حركة المجاهدين" كانت تُعرف سابقاً ب"حركة الانصار"، قبل ان يطلب السماح منهم للانتقال الى أفغانستان لأنه "يرغب في القتال الى جانب طالبان" ضد المعارضة الشمالية. ويتابع قرار الاتهام ان ووكر دخل الى كابول وذهب الى مقر "دار الأمان"، وهو معسكر تدريب تستخدمه "طالبان"، وقدّم ورقة تعريف من "حركة المجاهدين" وأبلغ المسؤولين عن المعسكر انه أميركي يريد ان يذهب الى الجبهات للقتال. ويزيد انه انتقل صيف 2001 الى "بيت ضيافة" تابع لأسامة بن لادن في قندهار حيث بقي بضعة أيام، قبل ان ينتقل الى معسكر "الفاروق" مع مجموعة من المتطوعين تضم 21 شخصاً غالبيتهم من السعودية. ويزعم القرار انه بقي في "الفاروق" حتى تموز يوليو حيث خضع للتدريب، وانه سمع في الوقت الذي أمضاه هناك ان "بن لادن أرسل نحو 50 شخصاً لتنفيذ عشرين عملية ارهابية انتحارية ضد الولاياتالمتحدة واسرائيل". ويقول المدعون الأميركيون في القرار ان ووكر التقى شخصياً بن لادن شخصياً الذي شكر له وللمتدربين الآخرين "مشاركتهم في الجهاد". كما التقى "أبو محمد المصري"، المسؤول البارز في تنظيم "القاعدة"، والذي سأله هل يرغب في السفر الى خارج أفغانستان للقيام بعمليات ضد الولاياتالمتحدة واسرائيل. ورفض الأميركي العرض، طالباً نقله الى جبهات "طالبان" للقتال ضد معارضيها. وهو أدى بعد ذلك البيعة على الجهاد، وانتقل مع نحو 150 مقاتلاً من غير الأفغان من كابول الى جبهة تاخار، شمال البلاد. وهناك وضعوا تحت امرة "عبدالهادي العراقي". ويزيد المدعون ان ووكر بقي في مكانه على رغم حصول اعتداءات 11 أيلول سبتمبر في الولاياتالمتحدة، وعلى رغم معرفته بأن الأميركيين ينوون القيام بعمليات ضد "طالبان" و"القاعدة". واستسلم ووكر مع غيره من المقاتلين بعد حصارهم في قنذز التي انسحبوا اليها من تاخار. ونُقلوا الى قلعة جانغي قرب مزار الشريف، حيث حقق معهم عملاء لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية سي آي إي لمعرفة من منهم ينتمي الى "القاعدة". وخلال وجوده في القلعة ثار السجناء فيها وقُتل المئات منهم عندما اخمدت الطائرات الأميركية تمردهم. كما قُتل عميل ال"سي. آي. إيه" مايكل سبان الذي كان شخصياً يُحقق مع ووكر.