أسفرت عمليات التمشيط الواسعة التي بدأتها القوات الروسية قبل اسبوع في منطقة ارغون الشيشانية عن "مفاجأة". إذ اعلنت موسكو ان الوحدات العسكرية عثرت على الأرشيف الخاص بالرئيس الشيشاني السابق جوهر دودايف في مخبأ يحتوي على مقتنياته الشخصية. وأشارت الى أن الأرشيف يمثل خرائط عسكرية وخططاً لمهاجمة منشآت استراتيجية وخطف غواصات نووية. وعرضت الأجهزة الأمنية مساء اول من امس امام الصحافيين مقتنيات قالت انها تعود الى دودايف. وتشمل المجموعة التي عثر عليها في منزل هجره اصحابه مقتنيات شخصية بينها ختم "رئيس جمهورية اتشكيريا". وهو الاسم الذي يطلقه الشيشانيون على بلادهم، وأجهزة اتصال عبر الأقمار الاصطناعية اضافة الى ملفات سرية بينها خرائط عسكرية بحرية تظهر عليها قطع من البحرية اضافة الى معلومات حول منشآت استراتيجية. وذكرت مصادر امنية ان الأرشيف يحتوي على معلومات مهمة حول تحضير المقاتلين لهجمات على منشآت عسكرية ونفطية، غير ان المفاجأة التي عرضتها الأجهزة الروسية امام الصحافيين تمثلت في خطة عثر عليها داخل ملف كتبت عليه عبارة "سري للغاية". وتشمل الخطة تفاصيل كاملة حول عملية تهدف الى الاستيلاء على احدى الغواصات النووية واستخدامها من اجل اجبار موسكو على سحب قواتها من الأراضي الشيشانية. وأشار قائد غرفة العمليات الروسية في شمال القوقاز فلاديمير مولتينسكوي الى ان الملف يتضمن دراسة شاملة لتفاصيل العملية لا ينقصها سوى تحديد الساعة الصفر. وبحسب الخطة الموضوعة تم تجهيز سبعة اشخاص لهم ملامح سلافية روسية لتجنب اثارة الشبهات. ووزعت الأدوار بينهم للقيام بعملية جريئة تحتاج الى خمس ساعات وتنتهي بالسيطرة على الغواصة. وتقتضي الخطة ان يضع الخاطفون اسلحة الغواصة في جاهزية قتالية بعد توجيهها نحو منشآت استراتيجية، فيما تتولى القيادة السياسية توجيه انذار الى موسكو بسحب قواتها والاعتراف باستقلال جمهورية اتشكيريا. وفي حال رفض موسكو تنص الخطة على البدء بإطلاق الطوربيدات نحو اهداف بحرية. واعتبر مصدر امني ان مقتل دودايف في حينه حال دون تنفيذ العملية التي ظلت تفاصيلها مجهولة حتى الآن. وأتى الكشف عن المخبأ السري في اطار عملية واسعة في المنطقة دخلت يومها التاسع وصادرت خلالها القوات الروسية نحو 10 آلاف قطعة سلاح و10كيلوغرامات من مواد شديدة الانفجار.