واشنطن، ميونيخ، كابول - "الحياة"، وكالات - بدت العلاقات الاميركية - الايرانية امس على ابواب ازمة بالغة الحدّة بسبب "الدور الايراني" في افغانستان. فبعد ايام من ادراج الرئيس جورج بوش ايران على لائحة الدول المنضوية في "محور الشر"، وجّهت واشنطن امس اتهامات جديدة الى طهران. فقد اتهم وزير الدفاع دونالد رامسفيلد ايران بالسماح لعناصر من تنظيم "القاعدة" بعبور اراضيها. وحذّر وزير الخارجية كولن باول طهران من اي نشاط "غير صائب" في افغانستان مشيراً الى ان "عناصر الحرس الثوري الايراني يحاولون التأثير بشكل مفرط في غرب افغانستان". راجع ص7 ونفى باول ان تكون لديه معلومات عن مساعدة قدّمتها ايران لعناصر من "القاعدة". وبرّر ادراجها في "محور الشر" بسعيها الى امتلاك اسلحة الدمار الشامل. واضاف: "اننا نقول للايرانيين اخرجوا بلادكم من هذا التصنيف، توقفوا، وانضموا الى حملة" مكافحة الارهاب. وبدا واضحاً امس ان الادارة الاميركية تشعر بالقلق من "الدور الاقليمي" لايران، خصوصاً في افغانستان. وجدد رامسفيلد امس اتهام ايران بالسماح لاعضاء في تنظيم "القاعدة" بزعامة اسامة بن لادن بالعبور الى اراضيها، مشيراً في مقابلة مع شبكة "اي بي سي" الى ان طهران لم تقدم للتحالف الدولي ضد الارهاب ما قدمته إسلام آباد، كما ان الايرانيين "يواصلون السعي لزعزعة الاستقرار في افغانستان". وفي الوقت نفسه، اتهمت مستشارة البيت الابيض لشؤون الامن القومي كوندوليزا رايس في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز"، ايران بدعم الارهاب، مشيرة الى ان "محور الشر" الذي تشكله مع العراق وكوريا الشمالية "يمثل تهديداً واضحاً وفعلياً للعالم". وجاء ذلك وسط آراء متباينة ازاء المرحلة المقبلة في الحرب على "الارهاب" ظهرت في مؤتمر امني عالمي معقود في ميونيخ. واعرب وزير الدفاع الروسي في المؤتمر عن رفض بلاده الصاق تلك الصفة بالدول الثلاث، مشيراً الى "ازدواجية المعايير لدى الولاياتالمتحدة" في ما يتعلق بمكافحة الارهاب. وفي الوقت نفسه، اعتبرت الصين ان الاتهامات الاميركية باطلة باعتبار ان شيئاً لا يجمع بين الدول الثلاث سوى مناهضتها للسياسات الاميركية، واتهمت واشنطن بالتمهيد لمرحلة جديدة في الحرب على الارهاب. كذلك اشارت تقارير الى احتمال تعرض منشآت ومصالح غربية في باكستان لهجمات انتقامية رداً على الحملة الاميركية في افغانستان. ايفانوف ودافع وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف عن كل من العراقوايران وقال: "ليس في حوزتنا دليل واحد يشير الى تورط ايران في الارهاب او الى انها على صلة بمنظمات ارهابية، فعلى العكس كافحت ايران الارهاب في افغانستان على غرار كل من روسيا والهند. وضحى ايرانيون بحياتهم عندما هاجموا عربات تنقل مخدرات من افغانستان". واضاف الوزير الروسي: "نرغب في ان يذهب مراقبون الى العراق ليروا في ما اذا كانت هناك اية عمليات مريبة، لكننا نعتقد انه يجب رفع آلية العقوبات فقد باتت دون فاعلية، هذا موقف روسيا الرسمي". واوضح ان "انتشار الاسلحة ليس وقفاً على العراقوايران، فلروسيا ايضاً لائحة خاصة بها تتعلق بالدول السيئة السلوك". واضاف: "من الممكن ان يكون هناك عدد قليل من الاشخاص في الغرب الذين يقدرون العلاقات التي تقيمها روسيا مع العراقوايران. ونحن لا نحب ان يدعم حلفاؤكم الولاياتالمتحدة في الخليج الارهاب". وفي غضون ذلك، علق الايرانيون، في ظل خلافاتهم مع الاميركيين، اهمية كبيرة على الجولة الجديدة من الحوار التي ستجرى في مدريد بين ايران والاتحاد الاوروبي، وخصوصاً في جانبها السياسي المتعلق ب"الارهاب" والوضع في افغانستان والشرق الاوسط، فيما ندد رئيس مجلس الشورى الايراني مهدي كروبي امس، بالتصريحات "الوقحة" للرئيس الاميركي حول "محور الشر"، ودعا "جميع الايرانيين" بما في ذلك المعارضون، الى المشاركة بكثافة في التظاهرة المقررة في الحادي عشر من الشهر الجاري في ذكرى قيام الثورة الاسلامية، لدحض الافتراءات الاميركية. ومن جهة اخرى ظهر مزيد من الصراعات بين الفصائل الافغانية اذ تجدّدت الاشتباكات بين الاوزبك والطاجيك شمال افغانستان.