أكد مسؤولو الخارجية الأميركية ان الولاياتالمتحدة ما زالت منفتحة على حوار مع ايران نظراً الى "بعض المصالح المشتركة" التي تجمعهما ولأن ايران "بلد مهم جداً في منطقة تهمنا كثيراً"، منتقدين في الوقت نفسه موقف طهران في الصراع مع اسرائيل. وجاء كلامهم تعقيباً على الانتقادات التي وجهها الرئيس جورج بوش الى طهران والتي كررها وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد متهماً ايران امس، بالاضطلاع بدور "سلبي" في افغانستان، و"ارسال ارهابيين الى لبنان للتدرب على شن هجمات على دول في المنطقة". واشنطن - أ ف ب - اعتبر الناطق باسم الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر ان التحذير الذي وجهه الرئيس الاميركي جورج بوش الى ايران "لا لبس فيه"، لكنه اكد ان بلاده لا تزال منفتحة على الحوار مع طهران. وأوضح ان واشنطن مستعدة "لمناقشة المشكلات مع سائر الحكومات وبينها الايرانية"، ودول اخرى لا تقيم الولاياتالمتحدة علاقات ديبلوماسية معها. لكنه دافع عن تصريحات بوش التي اتهم فيها ايران بانها من اطراف "محور الشر" وتريد امتلاك صواريخ بعيدة المدى واسلحة جرثومية وكيماوية ونووية. وفي الوقت نفسه، أكد مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الاوسط وليام بيرنز ان للولايات المتحدةوايران بعض المصالح المشتركة، على رغم الهجمات العنيفة التي شنها بوش على برنامج التسلح الايراني ودعم ايران المزعوم للارهاب. وقال بيرنز اول من امس: "يبدو لي انه لا يوجد ما هو غير مستبعد على صعيد النزعات او التوترات بين الشعب الايراني والشعب الاميركي. فعلاقاتنا معقدة وايران بلد مهم جداً في منطقة مهمة من العالم تهمنا كثيراً". وأضاف: "رأينا بوضوح في الاشهر والسنوات الاخيرة ان مصالحنا تلتقي في بعض القطاعات". واشار خصوصاً الى موقف طهران في مؤتمر بون العام الماضي من مستقبل افغانستان السياسي وعودة اللاجئين الافغان او ايضاً من قضية مكافحة المخدرات. ورداً على سؤال خلال مؤتمر صحافي في واشنطن حول المعلومات التي تحدثت اخيراً عن محاولات ايرانية لزعزعة الوضع في مناطق افغانية، انتقد بيرنز هذا النوع من المحاولات "من اي جهة اتت" ولكنه لم يذكر ايران تحديداً. ايران والشرق الاوسط غير ان المسؤول الاميركي ذكر ان واشنطن "تواجه مشكلات حقيقية مع ايران بسبب دعم طهران مجموعات ارهابية تسعى الى نسف عملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية وسعيها الى الحصول على اسلحة دمار شامل". وقال ان هذه المخاوف "كانت من دون شك وراء ملاحظات الرئيس بوش التي تعكس بالفعل ما يثير قلقنا الشديد في شأن هذه الجوانب في الممارسات الايرانية". رامسفيلد واتهم وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفليد ايران بالاضطلاع بدور "سلبي" في افغانستان عبر تقديم الدعم لمجموعات في غرب البلاد. واعتبر ايضاً ان التحذير الذي وجهه بوش اليها "لا لبس فيه". ورداً على سؤال عن احتمال تزويد ايران لقبائل في غرب افغانستان اسلحة، قال رامسفيلد: "لا نعتقد ان وجود دول، دول مجاورة ودول اخرى تقدم المساعدة لمجموعات في افغانستان، امر ايجابي". وأشار الى ان الحكومة الافغانية تحاول تعزيز التلاحم في البلاد وان "قوى بعيدة من المركز معارضة للتلاحم والتماسك ليس لها تاثير ايجابي". وأوضح: "نشاهد اموراً تؤكد اهتمام ايران بالجزء الغربي" من افغانستان، مؤكداً ان معلومات تتحدث عن امدادات بالاسلحة. وردد رامسفيلد صدى تصريحات بوش الذي اعتبر ان ايران تشكل خطراً كبيراً لأنها تسعى الى امتلاك اسلحة دمار شامل وتدعم منظمات ارهابية. وأضاف: "نعرف ان ايران متورطة بارسال ارهابيين الى دمشق ثم الى وادي سهل البقاع شرق لبنان حيث يتدربون في معسكرات ومن حيث يشن هؤلاء الارهابيون عمليات ضد دول في المنطقة وفي اماكن اخرى". ورفض الرد على سؤال عن عمل عسكري "وشيك" ضد ايران، لكنه ذكّر بتحذيرات بوش. وقال وزير الدفاع الاميركي: "اعتقد انه اذا كنت في ايران او في كوريا الشمالية او في العراق، وانه اذا استمعت الى رئيس الولاياتالمتحدة يقول ما قاله مساء الثلثاء في شأن اسلحة الدمار الشامل وفي موضوع الارهاب وموضوع الشبكات الارهابية وموضوع الدول التي تؤوي الارهابيين، لا اعتقد اني الاحظ كثيراً من الغموض في طريقة نظرته الى هذه المشكلات". وكان بوش أعلن ان الولاياتالمتحدة "لن تسمح لأخطر الانظمة في الارض بأن تهددنا بأخطر الاسلحة في العالم".