سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"أبو علاء" اعتبر مبادرة الأمير عبدالله "المخرج الوحيد من الصراع" . اجتماع بين مسؤولين فلسطينيين وشارون لمناقشة مشاركة عرفات في قمة بيروت والتطورات السياسية الاخيرة
أكدت مصادر عليمة ل"الحياة" ان اجتماعا بين رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ومسؤولين في السلطة الفلسطينية سيعقد على ابعد تقدير مساء اليوم الاربعاء امس وذلك في اطار تطورات سياسية مهمة تشهدها المنطقة في ضوء المحادثات المعمقة التي يجريها غير طرف بشأن مقترحات ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ومشاركة الرئيس ياسر عرفات شبه الحتمية في قمة بيروت العربية التي ستطالب واشنطن بإرغام اسرائيل على الموافقة على المبادرة. وقالت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها ان لقاء منتظرا بين شارون وامين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس ابو مازن ورئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد قريع ابو علاء سيعقد في اللحظة التي يعود فيها "أبو مازن" من عمان حيث يتلقى عناية طبية اثر اصابته بوعكة صحية. وزادت انه في حال عدم تمكن "أبو مازن" من الوصول في الموعد المناسب فإن محمد رشيد المستشار الاقتصادي للرئيس الفلسطيني سيشارك في الاجتماع الى جانب "ابو علاء" عن الطرف الفلسطيني. ويأتي الاجتماع المنتظر في اطار ما كان المح اليه نبيل ابو ردينة المستشار السياسي لعرفات قبل يومين عندما اشار الى "تقبل" الاسرائيليين مبدأ تزامن اللقاءات الامنية مع اللقاءات السياسية. وامتنع "ابو علاء" عن تأكيد او نفي نبأ الاجتماع الا انه قال انه "اذا اقتضت المصلحة الوطنية فسنجتمع لنحدد ما نريد من الاجتماع والى ماذا سيقود". وكان "ابو علاء" اعلن الاسبوع الماضي انه لن يلتقي شارون ما دام الاخير يتحدث عن عرفات بشكل مهين ويصفه بأنه "غير مهم". ويأتي اللقاء في خضم اتصالات مكثفة يجريها الفلسطينيون على غير صعيد ومع اكثر من جهة في سباق مع الزمن لضمان مشاركة عرفات في قمة بيروت لما تتضمنه هذه المشاركة من تراجع سياسي من جانب اسرائيل في ما يتعلق برؤيتها للسلطة الفلسطينية. وفي هذا السياق، وفور انتهاء الاجتماع الامني الفلسطيني - الاسرائيلي الذي شارك فيه ممثل عن وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي آي ايه غادر مسؤول جهاز الامن الوقائي في قطاع غزة العقيد محمد دحلان يرافقه كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات الى القاهرة. ويعقد اجتماع امني فلسطيني - اسرائيلي صباح اليوم الخميس قرب معبر بيت حانون شمال قطاع غزة لمناقشة الاوضاع الامنية في القطاع. ويجري الفلسطينيون على كافة الصعد محادثات لضمان مشاركة عرفات في قمة بيروت التي يعتبرونها "حتمية". وعلى رغم ان الاوساط القريبة من عرفات تؤكد عدم حصول الاخير على "ضمانات" من الولاياتالمتحدة او من اي جهة اخرى لترتيب مشاركة الرئيس الفلسطيني، يرى هؤلاء ان مشاركته في قمة بيروت، باتت "مطلباً دولياً لا يستطيع شارون ولا الحكومة الاسرائيلية رفضه". وبدروه قال الامين العام لمجلس الوزراء الفلسطيني احمد عبدالرحمن ل"الحياة" ان "من غير المنطق التفكير بعقد قمة عربية ولا جدوى من اي قمة تعقد من اجل فلسطين من دون عرفات الذي يمثلها". ونفى عبدالرحمن وجود ضمانات اميركية للمشاركة ولكنه قال ان "المخطط الشاروني الذي استهدف تقويض القيادة الفلسطينية هو الآن في تراجع على الارض وسياسياً" مشيراً الى ان الفلسطينيين لن يخضعوا "لابتزازات اسرائيل في ما يتعلق بتحركات القيادة الفلسطينية". وقال إن الاتفاقات الموقعة بين الطرفين تنظم هذه العلاقة وان على الحكومة الاسرائيلية ان تخضع لهذه الاتفاقات. ويخضع الرئيس الفلسطيني لإقامة جبرية في مدينة رام الله منذ ثلاثة اشهر، تمركزت الدبابات الاسرائيلية خلال شهرين منها على بعد عشرات الامتار فقط من مقره في مبنى "المقاطعة" وهو مجمع يضم المقار الامنية والمؤسسات التابعة للسلطة الفلسطينية، بعد ان دمرت الطائرات المقاتلة والمروحيات العسكرية الاسرائيلية مروحياته الثلاث ومهبطها في مدينة غزة قرب مقره هناك، ودمرت مدرج مطار غزة الدولي. كما قصفت قبل يومين صالة "التشريفات" التي اعتاد عرفات استقبال زواره من الخارج فيها في رام الله. غير ان عرفات استخدم مروحيات اردنية امده بها العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني في غير مناسبة عندما وضعت اسرائيل العراقيل في وجه تحركات الرئيس الفلسطيني في اوقات سابقة وتمكن من الطيران بها والذهاب الى الاردن ومنه الى مصر ومن ثم الى عواصم اجنبية اخرى. ومن هنا لا يشكل تدمير مروحيات الرئيس عائقا امام مغاردته رام الله اذا ما سمحت له اسرائيل بذلك. وكان شارون ومجلسه الامني المصغر قرر الاسبوع الماضي "النظر" في طلبات فلسطينية مقبلة بشأن تحركات عرفات لاعطاء القبول او الرفض عليها. وفي ما يتعلق بمقترحات ولي العهد السعودي، رأى عبدالرحمن ان "لا ضرورة لأي توقعات مبالغ بها بشان رد الفعل الاسرائيلي على هذه المبادرة" وان "العكس هو الصحيح لان حكومة شارون تخلت عن اي برنامج سلام". أما "ابو علاء"، فقال ان "الكرة الآن في الملعب الاميركي" وانه اذا لم تمارس الولاياتالمتحدة دورها وتفرض هذه المبادرة على الحكومة الاسرائيلية فانها ستواجه نفس العقبات التي تواجهها جميع المبادرات الاخرى. واعتبر "ابو علاء" مقترحات ولي العهد السعودي بأنها "مبادرة شاملة للسلام وانها تشكل المخرج الوحيد من الصراع وانها تأتي في ظرف في منتهى الدقة".