واشنطن، لندن، إسلام آباد - أ ف ب، يو بي آي - أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» بأن إسلام آباد طلبت من واشنطن تقليص عدد عناصر وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي أي» بشكل كبير، على غرار قواتها الخاصة في باكستان والحدّ من الضربات الجوية التي تشنها طائرات من دون طيار على المتمردين، وذلك على خلفية التوتر السائد بين البلدين منذ أن قتل موظف في»سي آي أي» باكستانيين اثنين بالرصاص في لاهور، تم إطلاقه بعد دفع «دية» لأسرتيهما. ونقلت الصحيفة عن مسؤول باكستاني قوله إن «قائد الجيش الباكستاني الجنرال اشفق كياني طلب شخصياً سحب 335 ضابطاً من سي آي أي ومتعاقدين معها وعناصر من القوات الخاصة»، علماً أن مدير الاستخبارات الباكستانية الجنرال احمد شوجا باشا التقى أمس مدير «سي آي أي» ليون بانيتا. ووصف جورج ليتل، الناطق باسم وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، المحادثات بين شوجا باشا وبانيتا بأنها «مثمرة»، معلناً أن وكالة الاستخبارات الباكستانية لا تزال محاوراً «صلباً». وفي مقابلة مع صحيفة «ذي غارديان»، حمّل الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري الحرب في أفغانستان مسؤولية زعزعة استقرار بلاده، مشيراً إلى أن سياسيين أميركيين اظهروا فهماً محدوداً لتأثير سياسات بلادهم على المنطقة. وقال: «تقوّض الحرب في أفغانستان بشكل خطر الجهود التي تبذلها باكستان لإحياء مؤسساتها الديموقراطية واستعادة ازدهارها الاقتصادي بعد عشر سنوات من ديكتاتورية الحكم العسكري لسلفه الجنرال برويز مشرف». وتابع: «يزداد القلق داخل باكستان من بطء وتيرة جهود إنهاء الصراع الأفغاني. نتحدث عن حرب على حدودنا ذات تأثير كبير واضح علينا والمنطقة كلها». ورداً على سؤال عن انتقاد تقرير اصدره البيت الأبيض الأسبوع الماضي تعاون باكستان في «الحرب على الإرهاب»، أكد زرداري أن باكستان استمعت دائماً إلى وجهات نظر واشنطن، «لكن أعضاء في الكونغرس ووسائل إعلام أميركية لم يعرفوا ما تحدثوا عنه حين قدموا إلى باكستان».وأضاف: «الولاياتالمتحدة كانت حليفة لباكستان على مدى ستة عقود ماضية. ونحن نحترم نظامها السياسي ونقدّر، لكن كل مرة يأتي برلمان جديد يحتاج إلى بعض الوقت لفهم الوضع الدولي، وهذا لا يشمل الرئيس باراك أوباما». وأشار زرداري، الذي يزور واشنطن الشهر المقبل، إلى أنه سيطالب الرئيس أوباما بتقاسم تكنولوجيا الطائرات من دون طيار مع باكستان من اجل تسهيل التخطيط لشن هجمات في المستقبل، وتوجيهها بعلم باكستان. وأمل بأن يكون الأميركيون أكثر تقبلاً حالياً بعدما رفضوا هذا الطلب سابقاً. وتشير تقديرات إلى أن «الحرب على الإرهاب» كلّفت الاقتصاد الباكستاني نحو 68 بليون دولار منذ نهاية العام 2001. على صعيد آخر، اعلن رئيس الحكومة الباكستاني يوسف رضا جيلاني أن نظيره الهندي مانموهان سينغ أظهر التزاماً بتحسين العلاقات بين البلدين، لافتاً إلى إمكان حل قضية إقليم كشمير المتنازع عليه بينهما، «خصوصاً أن البلدين لا يتحملان اندلاع حرب أخرى بينهما». ووصف جيلاني نظيره سينغ بأنه «شخص حساس وعاقل يريد حقاً حل القضايا المهمة بين باكستان والهند، وأكد مرات رغبته في مكافحة الأعداء المشتركين، أي الفقر والمجاعة والبطالة». وفي شأن الإرهاب في باكستان، اعلن جيلاني إن «الإرهابيين» يتلقون تعليمات من الخارج.