اعلان بريجيت بواسولييه، مديرة شركة "كلونيد" Clonaid، التوصل الى استيلاد اول طفلة مستنسخة في التاريخ، أثار جدلاً واسعاً وشكوك مجموعة من العلماء، خصوصاً أن الشركة تشكل الذراع العلمية للرائيليين وهم جماعة تعتقد بأن البشر من صنع مخلوقات الفضاء. بأي كلمات يوصف هذا الامر، اذا صح الاعلان؟الرئيس الاميركي هاري ترومان قال يوم صنعت اول قنبلة ذرية: "انطلق المارد من القمقم... والبشرية تشهد اطلاق قوة مذهلة، لم يتخيلها أحد من قبل". ولعلها الكلمات التي تصلح في وصف ولادة "ايف" حواء من طريق الاستنساخ. فهذ الولادة لا تقل شأناً من القنبلة الذرية. إذاً، حدث ما كان متوقعاً، منذ الولادة الاستنساخية للنعجة دوللي في العام 1997. ومثل دوللي، هي انثى. وجاءت من نواة خلية اخذت من سيدة اميركية حملت بالجنين الذي "استولد" من مادتها الوراثية. ولم يتدخل اي رجل ولا الجنس في هذه العملية التي توصف بالتكاثر اللاجنسي، وهو يعارض كل تاريخ تطور البشر. اعلان ينتظر برهاناً وفي التفاصيل، ان بواسيليه، وهي اختصاصية في الكيمياء، عقدت مؤتمراً صحافياً امس الجمعة في ميامي ولاية فلوريدا لتعلن ولادة اول طفلة مستنسخة. وبينت ان يوماً كاملاً مر على ولادتها. وتزن الطفلة التي اشير اليها باسم حواء، حوالى 2،3 كيلوغرام، اي اعلى قليلاً من المتوسط. وانجبت بعملية قيصرية. واكدت ان شركتها ارسلت المادتين الوراثية للأم والطفلة الى "اختصاصي مستقل" ليؤكد التطابق التام بينهما، مما يعني ان الطفلة مستنسخة. ولم تكشف مكان الولادة. لكنها اشارت الى وجود اربعة مستنسخين "على الطريق، خلال بضعة اسابيع"، واحد في اميركا، وواحد في اوروبا، واثنين في آسيا. وتحوم شكوك في صحة الاعلان، خصوصاً ان بواسيليه لم تقدم اي اثبات عن تطابق المادة الوراثية "الجينوم" في الام والطفلة. "رائيل" يدعي مقابلة فضائيين! وتعتبر شركة "كلونيد" الذراع العلمية لاحدى الجماعات الغرائبية التي تميل الى النظر الى نفسها كمجموعة "دينية" خاصة. وتسمى "الجماعة الرائيلية"، ومقرها الرئيسي في مقاطعة كيبيك الفرنسية، في كندا. واسسها صحافي فرنسي اسمه كلود فورليهون، في جزر الباهاماس في العام 1997. ويزعم ان مركبة فضائية هبطت الى الارض في السبعينات. ونزلت منها كائنات ذكية جداً. وتحدثت مخلوقات الفضاء عن وجود الانسان على الارض، مدعية انها "صنعت البشر باستخدام تكنولوجيا الهندسة الوراثية المتطورة"، بحسب مزاعم فورليهون! أي ان البشر هم من صنع مخلوقات الفضاء التي وعدت بزيارة "اكثر اهمية وأبعد اثراً"، على حد ما يقول "المؤسس". ويزيد انها اخبرته عن ضرورة العمل على استخدام علوم الوراثة في صنع بشر يعيشون لمدة طويلة جداً، وربما الى الابد. وتعيش هذه الجماعة في كندا عيشاً شديد التهتك. ولا يؤمن اتباعها بأي من القيم البشرية. ويمارسون ألواناً من الجنس الجماعي، خصوصاً في اجتماعاتهم السنوية. ويعتبرون انهم في انتظار عودة تلك المخلوقات الفضائية، التي يزعمون انها ستسلمهم اسراراً علمية تمكنهم من السيطرة على الجنس البشري. ويحلم كثير منهم بالسفر الى الفضاء البعيد، مع تلك الكائنات الفضائية التي لم يرها سوى... فورليهون نفسه. وعلى رغم عدم تبني اي حكومة او طرف رسمي للرائيليين، الا انهم يتمتعون بموارد مالية ضخمة. ولا يقبلون في عضوية جمعيتهم سوى الاثرياء، على رغم عدم اعلانهم رسمياً ذلك. وفي فترة قصيرة نسبياً، تمكنوا من التحول جماعة كبيرة، تضم اتباعاً في كندا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وغيرها.