في موجة الطوائف والبدع التي شهدتها العقود الأخيرة وهي تنبت كالفطر في أقطار العالم كافة، وخصوصاً في البلدان المتقدمة، تعتبر "الرائيلية" ظاهرة غريبة يجدر التوقف عندها. ولعل أكبر دليل على ذلك، استقطابها اهتمام وسائل الإعلام العالمية، خصوصاً المرئية منها التي أفردت لها أخيراً مساحة مهمة في برامجها وتحقيقاتها. ويدّعي راييل، زعيم الرائيلية ومؤسسها، ان مخلوقات فضائية اختارته لتحمّله رسالة تبشيرية "لا تقل أهمية عما بشّر به السابقون" غير ان ادعاءه تحوّل الى حقيقة وإيمان لدى الألوف من أتباعه، مع الإشارة الى ان عددهم يزداد في شكل مذهل يوماً بعد يوم. أكثر من 400 رجل وامرأة تجمّعوا ذات مساء في قاعة فسيحة في مقاطعة كيبيك الكندية. احتلوا مقاعدهم، ينتظرون بصبر وهدوء اطلالة "الزعيم". في الخارج، خيم ومقطورات وأكواخ صغيرة تغتسل تحت الأمطار الغزيرة، مشكّلة المخيّم الكندي الخاص بالرائيليين. انه مساء السبت، ومعه يبدأ "ويك - اند" طويل خُصص "للمنتدى الرائيلي للتوعية". صمت القاعة لا تخدشه سوى همسات متقطعة وقبلات عرضية. فجأة، تتحول الأنظار الى أحد جانبي خشبة المسرح حيث يظهر شعاع نور باهت. يعلو حفيف مئات الأثواب البيض اللباس الرسمي لحضور المحاضرات التي وقف أصحابها استعداداً لاستقبال راييل، وهو في نظرهم أهم رجل على الأرض في الوقت الراهن. يبدو الحاضرون وكأن لحظات الترقّب علّقتهم خارج الزمن. وأخيراً، يطل الطيف المُنتظَر فتضج القاعة بالتصفيق والهتاف والتهليل. بخطوات ثابتة، يطأ راييل خشبة المسرح: رجل خمسيني لديه من "الجاذبية" ما يكفي لمغنطة أتباعه بقوة ساحرة" يرتدي بزة بيضاء شديدة الاناقة، تزيّن ذقنه لحية نصفية، شعره أسود خفيف مشدود في عقدة الى أعلى رأسه، وتتدلى من عنقه ميدالية ضخمة نقشت عليها نجمة مزينة بجدائل بنية اللون. قد يوحي راييل بأنه واحد من عشرات المبشّرين الذين يجوبون العالم ويطلبون من المؤمنين التضرّع لخالق السموات والأرض والزهد بالدنيا لاستحقاق الآخرة. غير ان زعيم الطائفة الرائيلية يدّعي انه يحمل رسالة تبشيرية هي الأهم من نوعها في تاريخ البشرية، ويؤكد انه سينفّذ المهمة العظيمة الملقاة على عاتقه، من دون اعتبار لمنتقديه الذين يعتبرون طائفته ظاهرة عابرة لا بد من ان تزول، ويصفونه تارة بالدّجال وطوراً بفنان مولع بلفت الأنظار، أو برجل عابث يسعى الى تقويض القيم الاجتماعية. منذ 28 عاماً، كان راييل مواطناً فرنسياً عادياً في ال27 من عمره اسمه كلود فوريلون، يعيش مع زوجته وولديه في مدينة كليرمون فيّران في منطقة أوفيرن بحسب روايته. لم يخطر في بال كلود ان حياته ستنقلب رأساً على عقب إذ كان كل همّه الاعتناء بعائلته والتفرّغ لإدارة المجلة الرياضية التي يملكها. وذات يوم، تحديداً في 13 كانون الأول ديسمبر عام 1973، وفيما كان يمارس رياضة الهرولة في أحضان الطبيعة، وصل الى بركان بي دولا سولاس حيث استوقفته المناظر الخلابة لبرهة. وإذ كان يهمّ بالمغادرة، "رأى" صحناً فضائياً يبلغ قطره سبعة أمتار وارتفاعه متران ونصف متر، يهبط بهدوء على مقربة منه. انفتح باب المركبة وتدلّى منه سلم طويل. وبعد لحظات، خرج مخلوق فضائي ملتح لا يتجاوز طوله أربعة أقدام، شعره أسود طويل ويرتدي بزة خضراء. ألقى عليه التحية ودعاه الى الداخل حيث أجرى معه حديثاً طويلاً أنهاه سائلاً كلود العودة في اليوم التالي وفي حوزته الكتاب المقدس. وطوال الأيام الخمسة التالية، راح كلود يقصد المركبة الفضائية ويستمع الى المخلوق الفضائي يعيد على مسامعه تفسير فصول من الكتاب المقدس. أما السر الأكبر الذي كشفه له فكان معنى كلمة "ألوهوت" التي تُرجمت من العبرية الى "اله"، وهي ترجمة خاطئة برأي المخلوق الفضائي، إذ انها في الواقع كلمة بصيغة الجمع وتعني "القادمون من السماء". وما اكتشفه كلود أيضاً من المخلوق الفضائي ان البشرية، أو بالأحرى الحياة على الأرض، "سبّبها" علماء فضائيون من كوكب الزائر نفسه، باستخدامهم تقنية جينية متطورة. وقبل حلول لحظة الوداع، أعطى المخلوق الفضائي كلود اسمه الجديد: راييل، وطلب منه ان ينشر ما سمعه ويجمع حوله الاتباع ويهيئ الأمور اللازمة لبناء سفارة أو مقرّ للطائفة الجديدة استعداداً لعودة "الألوهوت". واشترط ان تبنى في بلد لطيف المناخ وتكون لها أرض مجهزة لاستقبال مركبة فضائية يبلغ قطرها 12 متراً. بعد مرور أقل من سنتين، ودائماً بحسب رواية كلود أو راييل وكان شرع في نشر رسالته التبشيرية، تم الاتصال به مجدداً، ولكن هذه المرة تم اصطحابه الى كوكب الالوهوت نفسه، في هذا العالم الفردوسي، شاهد راييل سناجب ملونة بألواح القزح، وأشجاراً تحمل ازهاراً يعجز الكلام عن وصف جمالها، وأناساً يتجولون بواسطة أحزمة غريبة. وقيل لراييل ان تاريخ ولادته في أيلول سبتمبر 1946 تم تدبيره من قبل الالوهوت الذين قرروا ارسال مبعوث الى الأرض أثر سقوط القنابل الذرية على هيروشيما وناكازاكي. زعيم الرائيليين وضع روايته التي لا تخلو من تفاصيل مروّعة في مجموعة من الكتب أبرزها "الكائنات الفضائية اصطحبتني الى كوكبها" و"فلنستقبل آباءنا من الفضاء" وهي تشكل نقطة انطلاق لأتباعه الذين يؤكدون ان "رسائل" الألوهوت هي بالضبط ما كانوا يبحثون عنه ليشعروا انهم وصلوا أخيراً الى الأمان. وتجدر الإشارة الى ان عدد الرائيليين يبلغ اليوم 55 ألفاً موزعين في 84 بلداً كما تم جمع مبلغ عشرة ملايين دولار أميركي ستخصص لبناء مقر الطائفة أو سفارة الألوهوت في الأرض. يبدأ راييل عظته متوجهاً الى رعيته بنبرة شديدة الجرأة وعلى شيء من العدائية: "أنتم هنا لأنكم خراف سود تبحث عن فضاء يلائمها، ولا شك انكم مستاؤون من المجتمع الخارجي، لذلك لن أخذلكم لأني أعرف تماماً ماذا تريدون"... تبدو نظرات الحضور مشدوهة بكلام الزعيم: رجال ونساء تتفاوت أعمارهم بين 20 و50 سنة. سكرتيرات، محامون، محاسبون، نجارون، تجار... جاء معظمهم من أنحاء كندا وآخرون من الولاياتالمتحدة وأميركا الجنوبية وحتى استراليا. واللافت ان نسبة عالية منهم على قدر ملحوظ من الوسامة، ولعل ذلك مرتبط ارتباطاً مباشراً بنظرة الطائفة الى جسم الإنسان والجنس، إذ تؤكد مبادئها على ضرورة الاصغاء الى الحاجات الجسدية لأن الإنسان وُجد على هذه الأرض ليتمتع بالملذات الحسّية، ومن الغباء أن يحرمه منها ذلك الشعور بالذنب الذي يفرضه المجتمع الذي يدين العري والاستمناء والجنس قبل الزواج والمثلية ووسائل منع الحمل. في أنحاء المخيم، يطبّق الرائيليون ما رسخ في أذهانهم من مبادئ الطائفة وتعاليمها. يتجولون عراة، يلهون في الهواء الطلق، يثبون بجذل في البحيرة القريبة، يمارسون الجنس على المقاعد، تحت الأشجار، فوق الصخور... فيبدو المشهد العام وكأنه موقع تصوير فيلم اباحي من السبعينات. حتى خلال المحاضرات، لهم الحرية بتلبية رغبات أجسادهم بالمداعبات والقبل. قبل الدخول الى قاعة المنتدى، توزع على الحاضرين مجموعة من خمسة شرائط ملونة، يختار كل منهم لوناً يحدد ميوله الجنسية، وهي طريقة استنبطها راييل للتقريب ما بين أتباعه. عظة "الزعيم" هذا الأسبوع تتمحور حول أهمية "اللهو" في حياة الإنسان، ويحثّ فيها أتباعه على البحث في دواخلهم عن الطفل الذي افتقدوه منذ مدة طويلة، ليتعلموا من جديد كيفية التمتع باللهو. كما يحثهم على ممارسة رياضة الأعصاب وهي كناية عن تمارين خاصة لتقوية أعصاب الدماغ وزيادة نسبة الذكاء. ولا يفوته توجيه انتقادات قاسية اللهجة ضد الكنيسة الكاثوليكية، يدين من خلالها البابا بصفته عدواًَ للّهو والملذات والذكاء. يتهامس بعض الحاضرين حول مفاجأة أعدّها لهم راييل، ويتبيّن في وقت لاحق انها كناية عن اعلان بدء فترة صوم تدوم أربعاً وعشرين ساعة، لا يتناول خلالها "المؤمنون" سوى الماء، ويلتزمون الصمت التام حتى في حميمية خلواتهم. وتعتبر فترة الصوم هذه جزءاً من عملية متكاملة، الهدف منها "تنظيف الجسد من شوائبه كافة". مساء الأحد التالي، يختتم الصوم في القاعة المخصصة لتناول الطعام حيث جلس مئات الرائيليين الى الطاولات بجلابيبهم البيض وأمام كل منهم طبق هزيل من الطعام يتكوّن من تفاحة وقطعة خبز وقطعة من الحلوى والقليل من الأرز. لا تُمد الأيدي الى الأطباق إلاّ بعد أن يعطي راييل الإشارة. ثم، يبدأ بتلاوة تعليماته حول كيفية تناول الطعام: "ينبغي بكم أن تأكلوا بطريقة شهوانية، اغمضوا عيونكم، تحسسوا قشرة التفاحة بأناملكم، اغرزوا فيها أظافركم وكأنكم تستثيرون أجساد عشاقكم...". طوال أيام المنتدى، تُنظَّم حلقات تأمل جماعية، يقتضي جزء منها استكشاف المشاركين أجسادهم أولاً ومن بعدها أجساد الآخرين. وهذا التأمل الحسي يفضي، بحسب الرائيليين، الى ايقاظ العقل عبر ايقاظ الجسد. اضافة الى جلسات تأمل "عادية" يتمدد خلالها الرائيليون أرضاً!، فيما يطلب منهم مدير الجلسة أن يحلّقوا بمخيلاتهم نحو السماء، تاركين الأرض وراءهم، باتجاه كوكب آخر: "لا تستخفوا بمخيلتكم فهي قوة عظيمة وهبكم إيّاها آباؤنا الالوهوت... انطلقوا بها بعيداً وتحولوا الى نقاط مياه سمتها التواضع أولاً وأخيراً. هذه المياه الأبدية هي أنتم، ومواد تركيبتها وجدت منذ زمن بعيد وستظل موجودة الى أبد الآبدين...". وهذا يتقاطع مع ايمان الرائيليين باللانهاية الكلّية. فالأرض، في اعتقادهم، ما هي سوى جزء من وجود هائل على كوكب هو بدوره جزء من كوكب آخر وهكذا. وفي داخل الإنسان مجرّات لا نهائية ومتناهية الصغر قادرة على ان تعمّر الى الأبد. أما البشرية فخلقها "الألوهوت"، الذين خلقتهم، بدورهم، مخلوقات فضائية خلقتها كائنات فضائيات وهكذا. وبهدف اكمال فصول الخلق اللانهائي بحسب راييل، يتعين على البشرية اللجوء الى العلوم الجينية لوهب الحياة للأجيال المقبلة. ويؤكد راييل ان أعظم هدية يمكن ان نقدمها للألوهوت، العمل على رفع مستوانا العلمي ومحاولة التشبه بهم. وقناعته هذه هي الدافع الفلسفي الرئيس وراء مشروع ضخم وجريء لاستنساخ البشر يعد راييل لتنفيذه. وينكب فريق من العلماء الرائيليين على العمل في مختبر سرّي استعداداً لإجراء أول عملية استنساخ رائيلية من خلال زرع الحمض النووي لطفل ميت في رحم أم بديلة. ويرى الرائيليون ان الاستنساخ ليس سوى المعادلة العلمية للغاية التي يتوخاها معظم الديانات وهي: الحياة الأبدية. و"شاهد" راييل بأم عينه مدى أهمية الاستنساخ على كوكب الألوهوت كوسيلة ضرورية للمحافظة على استمرارية الحياة! تتولى العالمة الفرنسية بريجيت بواسولييه 45 عاماً رئاسة مشروع الاستنساخ وتحظى بشعبية كبيرة بين الرائيليين،. وأصابت شهرة واسعة توازي شهرة "الزعيم" أثر ظهورها في مقابلات تلفزيونية عدّة في أكثر من محطة تلفزيونية في الولاياتالمتحدة وأوروبا. تتلقى بواسولييه يومياً عشرات التهديدات والرسائل التي تدعوها الى الكف عن لعب دور "الخالق" والا فمصيرها نار جهنم. ولكنها لا تؤمن بالله ولا بجهنم، وابنتها مارينا 23 عاماً واحدة من المتطوعات الخمسين لحمل أجنّة مشروع الاستنساخ. وعلى رغم عدم ايمانها بالأمور الروحانية، تؤمن بريجيت بوجود الملائكة، وهي مقتنعة بانتمائها الى "أخوية ملائكة راييل" التي تم تشكيلها منذ ثلاثة أعوام بطلب تخاطري من الألوهوت. خارج قاعة المحاضرات، علّقت على الحائط رسالة هي بمثابة بيان الطائفة ومما ورد فيها: "اللحظة العظيمة تقترب بلا أدنى ريب... سوف نعود قريباً... نحن، الألوهوت، نحب البشر ونود لو يبادلوننا هذه المحبة... لهذا السبب طلبنا من راييل، التأسيس لجماعة دينية... ويتوقع الرائيليون وصول الالوهوت بين اليوم الراهن وسنة 2035، ويؤكد راييل انهم سيصطحبون معهم "شخصيات مهمة" التقاها على كوكبهم. ويتابع البيان انه ينبغي على الملائكة الاستعداد لهذا اليوم المنتظر ليكونوا في خدمة راييل لتلبية حاجاته ورغباته. ويرفض راييل ان تطلق على جماعته تسمية طائفة وقلّما تهمه انتقادات الصحافيين: "أحب نفسي ولا آبه إذا لم يحبني الآخرون. كلما ازدادت محبتك لنفسك، قلّت حاجتك لمحبة الآخرين". ويدّعي "الزعيم" انه ينشر رسالته بدافع الحب، ولا يهمه المال لكنه يقبل الهدايا ويسمح لأتباعه بأن يهبوا الحركة شيئاً من مداخيلهم... خارج قاعة المحاضرات، يصطف الرائيليون انتظاراً لوصول دورهم "للمشاركة في تقديم ما تيسّر من "المساعدات" حتى يتسنّى لراييل تلبية حاجاته الفيزيولوجية"... ويشير راييل الى انه لا يزال يتلقى رسائل تخاطرية من الألوهوت، كان آخرها في الخامس من آب أغسطس المنصرم، وهذا التاريخ يعتبر آخر يوم في السنة الرائيلية، في حين ان السادس منه ذكرى هيروشيما هو بداية السنة الجديدة العام 56 لدى الرائيليين، ويقول راييل انه توجه بطلب الى الأممالمتحدة لاعتماد تقويم زمني جديد إذ من الازدراء للبشرية برأيه اعتماد التقويم المسيحي دون غيره. وعمّا إذا راوده الحنين للرجوع الى كوكب الألوهوت يقول: "بالطبع أود العودة، لكنني اشتاق الى أسلوب حياة الالوهوت أكثر مما اشتاق اليهم شخصياً. عندما نرى مدى التقدم التقني الذي وصلوا اليه، ندرك ان كل شيء بدائي على كوكبنا. هناك، ما من أمراض أو عذابات، وبوسعك ان تحظى بكل ما تشاء في رمشة عين. يتنقلون بواسطة أحزمة خاصة أجهل كيفية عملها، وجلّ ما أعرفه أنني انسان بدائي جداً". أما عن مقرّ سفارتهم، فيقول ان الالوهوت يفضلون ان يكون في اسرائيل بما ان اليهود الأصليين كانوا أولاد رجال من الألوهوت ونساء من البشر. "لكن اسرائيل رفضت طلبنا فسُمح لنا بالمحاولة مع أي دولة في العالم". ويؤكد راييل وجوب عمل البشر على تحسين مستوى ذكائهم، لأن الأذكياء فقط سيحكمون العالم في المستقبل، مشيراً ان حركته لا تستقطب الا الأذكياء لأن الأغبياء لا يصدقونه! وعن مصير الحركة بعد وفاته، يقول راييل انه تم التحضير للأمر، فالحركة تضم 25 "مطراناً" منتشرين في أنحاء العالم، وأوكلت اليهم مهمة انتخاب "مرشد المرشدين" ليحل محله، مشيراً الى انه يرفض ان يتم استنساخه: "أفضل ان يكون مستقبلي على الكوكب الفردوسي". أخيراً، عن امكان انجاز فيلم عن حياته يقول: "أنتظر هذا منذ عشرين عاماً. كتبت سيناريو وأرسلته الى أشخاص عدة في هوليوود. في حال انجازه، سيشكل عوناً لي في رسالتي التبشيرية ويوفر عليّ عناء التنقل في أنحاء العالم".