تقول منظمة كندية ناشطة في مجال الاستنساخ ان سيدة امريكية في الثلاثينات من العمر ستضع قبل نهاية العام أول كائن بشري مستنسخ. لكن عالمة فرنسية اعلنت من ميامي ان ولادة اول طفلة عبر الاستنساخ قد تمت بالفعل واكتفت بريجيت بواسولييه رئيسة (مؤسسة كلون اد) للاستنساخ البشري في اتصال هاتفي (ان الطفلة جاءت الى العالم) يوم الخميس بعملية قيصرية. واضافت (تمت العملية على ما يرام). وقد اسس فرقة الرائيليين الفرنسي كلود فوريلهون الملقب رائيل في 1973.وسئلت بريجيت بواسولييه عن ظروف هذه الولادة، فرفضت ان تقدم على الفور مزيدا من الايضاحات خصوصا حول مكان الولادة.وقالت "افضل الا اكشف مزيدا من المعلومات في الوقت الراهن"، واضافت انها ستدلي باعلان رسمي في فلوريدا. ولم تحدد ايضا ما اذا كانت ستعرض الطفلة في هذه المناسبة.وفي 27 تشرين الثاني/نوفمبر، قالت بواسولييه لوكالة فرانس برس ان زوجين امريكيين ينتظران هذه الولادة. واذا ما اكد هذه الولادة مصدر علمي مستقل، فستكون الطفلة الاولى التي تولد عبر تقنية الاستنساخ البشري المثيرة للجدل ويتم الاعلان عن مولدها. وقد تشكك العلماء فيما أعلنته المنظمة التي يزعم أتباعها أيضا انهم يستخدمون شعر رؤوسهم "كهوائي للاتصال بكائنات من الفضاء". ولكن قليلا من هؤلاء العلماء يرفض تماما احتمال أن تنتج المنظمة أو فريق بحث آخر قريبا طفلا ليس من نتاج أبوين بل عن طريق الاستنساخ وبعد مرور خمسة أعوام على استنساخ النعجة دوللي في حين استمرت الجهود لاستنساخ خنازير وماعز وحيوانات أخرى طبق الاصل أو صورة بالكربون، أصبح كثير من الناس يعتبرون استنساخ كائن بشري مسألة وقت وليس أمرا احتماليا. وفي خضم سباق الاستنساخ أعلن خبير التخصيب الايطالي سيفيرينو أنتينوري الشهر الماضي أن سيدة لم يذكر اسمها تحمل جنينا "في أتم صحة" ستضعه في مطلع يناير المقبل. ويقول شريكه السابق في الأبحاث العلمية البروفيسور بانوس زافوس أستاذ علم وظائف الاعضاء السابق في جامعة كنتاكي انه يبذل جهودا منافسة وانه سيستنسخ كائنا بشريا في أوائل عام 2003. وقد أعلن عن هذه البرامج السرية في غياب حظر دولي لاستنساخ البشر، وهي فكرة تبحثها الاممالمتحدة. ولاستنساخ كائن بشري سيتعين على العلماء أخذ الحمض النووي من خلية شخص حي ووضعه في خلية نزعت منها مادتها الوراثية، ثم زرع "الجنين المستنسخ" في رحم امرأة. ويعارض معظم الناس تلقائيا الفكرة التي تخيلها ألدوس هاكسلي في قصته "عالم جديد جسور" عام 1932 والتي جسدتها أفلام هوليود مؤخرا وكما هو الحال في فيلمي"جاتاكا" و"اليوم السادس". ويثير استنساخ البشر تساؤلات عميقة عن قدسية الحياة. وتعددت التخيلات السوداوية المزاج لمستقبل يتم فيه تصميم الاطفال بحسب الطلب أو تعديل البشر وراثيا ليصبحوا محاربين عتاة. ويحذر النقّاد من عالم يدفع فيه الام والاب نقودا مقابل الحصول على أطفال أكثر ذكاء ولياقة بدنية وجاذبية مما يؤدي إلى خلق "طوائف وراثية". وهم يرون تجددا لعلم تحسين النسل أي محاولة "تحسين" النوع البشري بالطرق البيولوجية مما أدى في النهاية إلى غرف الغاز إبان حكم النازي. ويحذر الباحثون من أن جهود استنساخ البشر ستثمر على الاقل في المدى القصير عددا كبيرا من الاطفال الذين يولدون ميتين أو بتشوهات مروعة. ويقول الخبراء إن استنساخ الثدييات يؤدي إلى ولادة 95 في المائة من الاجنة ميتة أو مشوهة. ولذلك ولأسباب أخرى حظرت أكثر من 30 دولة الاستنساخ لغرض التخليق، ومن ضمنها كثير من الدول الاوروبية وكذلك أستراليا والبرازيل والهند وإسرائيل واليابان وروسيا وجنوب أفريقيا. وقد أعلنت جامعات من كاليفورنيا إلى سنغافورة عن مشروعات أبحاث عن استنساخ البشر كي لا تظل بعيدة عن التهافت على "علوم الحياة" الجديدة. ونظرا إلى جهود الصين في هذا المجال أطلق عليها "أول قوة استنساخ عظمى". لقد خرجت فكرة استنساخ البشر من نطاق الخيال العلمي الخصب عام 1997 عندما أعلن معهد روزلين في اسكتلندا أنه استنسخ نعجة. وفي عام 2000 أعلن مشروع الجينات الوراثية البشرية ومشروع سيليرا المنافس الذي يموله أفراد أنهما قاما برصد كل الجينات البشرية.