قبل فترة بسيطة كتبت مقالا بعنوان «إسرائيل بلد السفارات الغريبة» استعرضت فيه عدداً من السفارات الدينية والطائفية الغريبة في اسرائيل . وتحدثت حينها عن مجموعة دينية غريبة تدعى «الرائيليون» رفض شارون طلبها بفتح سفارة لها في القدس بحجة أنها مجموعة غير دينية ولا تمثل جماعة عرقية أو دولة رسمية .. وفي اليوم التالي سألني أحد الأصدقاء عن سر هذه الطائفة وتاريخها وظروف نشأتها - ثم فتحت بريدي الإلكتروني فوجدت رسالة من أحد القراء يسألني فيها عن نفس الموضوع .. وقبل يومين فقط اتصل بي أحد الإعلاميين يستفسر عن حقيقة الرائليين - ودورهم في مسألة الاستنساخ - فقلت في نهاية المكالمة «يبدو أنني سأكتب مقالا خاصا عن هذه الجماعة الغريبة» ... (وها أنا ذا أفعل).. وقصة تأسيس هذه الطائفة بدأت عام 1973 وسط فوهة بركان بوي دو لاسولاس قرب بلدة فيران الفرنسية . ففي الثالث عشر من ديسمبر رأى صحفي يدعى كلود فوريلون Claude Vorilhon مركبة معدنية غريبة تنزل من السماء خرج منها مخلوق بشري قصير . وبسرعة تحول ذهول كلود الى اطمئنان فسأله (بالفرنسية كما أفترض): من أنتم ومن أين قدمتم؟ فأجابه المخلوق الفضائي الصغير: نحن أسيادكم أتينا من كوكب بعيد لنبلغك رسالة مهمة لجميع البشر؛ فإن استجابوا سنظهر لهم بشكل رسمي ونقدم لهم الكثير من العلوم والمعارف ونساعدهم على ايقاف الحروب ونشر السلام ... ثم أخذه الى داخل المركبة وبدأ يحدثه عن التطور التقني والبيولوجي المذهل الذي تحقق على كوكبهم منذ ملايين السنين وأن البشر - حسب زعمه - ليسوا سوى فئران تجارب تم زرعهم على «كوكب مناسب» قبل 25 مليون عام .. كما أخبره ان البشر تم زرعهم على كوكب الأرض من خلال أربعة اشخاص فقط أستنسخوا على أشكالهم هم ، وأن هذه التجربة تمت في سرية تامة وقصد منها منع المخلوقات البشرية من معرفة اصلها الحقيقي لدراسة تطورها الحضاري والتاريخي. ولكن بما أن المعرفة الانسانية بدأت تنضج اليوم - حسب رسالة المخلوق الفضائي - أصبحت عقول البشر مهيأة لتقبل هذه الحقيقة ومستعدة لاستقبال الكائنات الأصلية على كوكب الأرض !! وهكذا طلب المخلوق الفضائي من كلود (الذي أطلق عليه اسم رائيل أو «المرشد» بلغة ذلك الكوكب) تبليغ رسالته لكل البشر وتنبيههم لأصلهم الفضائي وتهيئتهم للاجتماع مجددا مع أسلافهم القدماء .. كما كلفوه بتكرار مهمتهم الأساسية و (استنساخ) نوعية جديدة من البشر أقل عنفا ودموية من الأجيال الحالية !! وحين نزل كلود (او رائيل) من فوق الجبل عزم على بث هذه الرسالة لكل الناس واقناعهم بهذه الفكرة الغريبة. وخلال سنوات قليلة التف حوله عدد لايستهان به من العلماء والمفكرين والسياسيين - في فرنسا وأوروبا وأمريكا - ولسنوات طويلة لم يسمع أحد بهذه الطائفة حتى أعلنت في ديسمبر 2002 عن نجاحها في استنساخ أول طفلة في التاريخ أطلق عليها اسم (حواء) . وبعدها بأسبوع أعلنت عن ولادة طفلة مستنسخة ثانية من أم وحيدة - ثم أعلنت فجأة توقفها عن الاعلان عن مشاريع الاستنساخ الجديدة بسبب المعارضة الشعبية والسياسية التي أثارها استنساخ أول طفلتين في فلوريدا وهولندا !! ومن المعروف ان هذه الطائفة تملك شركة ابحاث متخصصة في الاستنساخ (تدعى كلونيد) تضم علماء متميزين يبشرون بنفس الرسالة . ورغم تهرب الطائفة من تقديم الدليل على نجاح الاستنساخ - أو المكان الذي يعيش فيه الأطفال المستنسخون - إلا ان هذا لايعني عدم استمرارها في المحاولة حتى يومنا هذا !! .. مايبدو لي هنا أن تردد «المخلوقات الفضائية» في الظهور صراحة أضعف كثيرا من مصداقية الرائيليين حول العالم - وجعل شارون محقاً بشأن السفارة!